الأدب الإسلامي 

شعر : الشاعر الإسلامي الكبير عبد الرحمن صالح العشماوي/ الرياض

أَســــرِجْ خيــــولَكَ ، قَلِّـــدْهــا الرَّيَاحِيْنَـــا

فَسَــــــوْفَ تُبْهِـــجُ بالــرّكْضِ الْمَيَادِيْنَا

وَاكْتُبْ حَمَاسًا على إِشـــــراقِ غُــــــرَّتِهَا

وَافْتَـــــحْ لِفُـــــرْسَانِهَـــا الشُّــمِّ البَسَاتِيْنَا

يَا عَازِفَ الحَرْفِ مِنْ عَهْـــدِ الصِّبَا حُلُمًا

أَنْ يَحْدُوَ الرَّكْبُ نَحْــــوَ النَّصْرِ حَادِيْنَا

هَا أَنْتَ ذَا تُبْصِــــرُ الأَحْــــلاَمَ ضَاحِكَــةً

يَشْـــــدُو بِأَلْحَانِهَا فِي الْقُـــدْسِ شَادِيْنَــا

أَسْرِجْ خُيُــــــولَ الْقَـــــوَافِي فَهِيَ قَــــادِرَةٌ

أَنْ تَجْعَـــــلَ اللَّحْــــنَ بِالْبُشْـــرَىٰ أَفَانِيْنــَا

دَعِ الصَّهِيْلَ الَّذِيْ يُشْجِيْ الْقُلُوبَ، عَلَىٰ

مَشَارِفِ الْمَسْجـِـــــدِ الأَقْصَــــىٰ يُلاقِيْــنَا

هُنَــاكَ ، حَيْـثُ يَعَــافُ اللَّيــلُ ظُلْمَتَـــــه

وَتُطْلِــــقُ الشَّمْسُ لِلْفَجْـــــــرِ الْبَــــــرَاهِيْنَا

هُنَاكَ ، حَيْثُ تَرَى اَثارَ مَنْ عَـــزَفُـــــوا

لَحْـــــــــنَ الْحِجَـــــــارَةِ أَبْطَالاً مَيَــــــامِيْنَا

وَحَيْثُ تُبْصِــرُ أَطْفَالَ الْحِجَـــارَةِ فِي

سَاحِ الْبُطُــــــــولاَتِ يَـــــرْمُـــونَ الشَّيَاطِيْنَا

وَحَيْثُ تُبْصِــــــرُ أُمّـــــاً جَـــلَّ مَــوْقِفُهَا

أحْيَتْ عَـــــــــزِيْمَتُهَا أَمْجَـــادَ مَاضِيْنَا

بَكَتْ عَلَىٰ قِطْعَـــــةٍ مِـــنْ قَلْبِهَا رَحَلَتْ

لـٰـكِنَّهَا اسْتَقْبَـــــلَتْ فِيـــــهَا تَهَـــــانِيْنَا

أَلْقَتْ بِهَا فِـــي سَبِيلِ اللهِ رَاضِيَــــــــــــةً

لاَتَطْلُبُ الأَجْــــــــرَ إِلاَّ عِنْـــــدَ بَارِيْنَا

عَادَتْ بِهَا قِصَّــــــةُ الْخَنْسَاءِ ثـَـانِيَــــــــةً

يَــــــرْوِيَ وقَائِعَهَا لِلْمَجْــــــدِ رَاوِيْـــنَا

يَاعَازِفَ الْحَرْفِ قَدْ شَاهَدْتَ مَلْحَمَــةً

فِيْهَا الْحِجَـــــارَةُ أَمْضَىٰ مِنْ مَوَاضِيْنَا

لَوْ نَشْتَــــرِيْ الحَجَـــــــرَ الْغَالِي بِقَافِلَـــةٍ

مِـــــــنَ الدَّنَانِيْـــــــرِ مَــــا كُنّا مُغَــالِيْنَا

يَا عَازِفَ الْحَرْفِ ، هذَا نُـورُ مَنْهَجِنَا

مَازَالَ فِي ظُلْمَــــةِ الشَّكْــــوَىٰ يُوَافِيْنَا

نـــورٌ أَضَاءَ لَنَا سِـــرْدَابَ حَسْــــــرَتِنَــا

وَمَــــــدَّ خَيْـــطَ ضِيَاءِ فِــــــي دَيَاجِيْنَا

قُلْ لِلْمَلاَيِيْـــــنِ مِـــــنْ أَبْنَـــــاءِ أُمَّتِـــــنَا

حَــــيَّا الحَـــيَا وَالرِّضَا تِلْكَ الْمَـــلاَيِيْنَا

هـٰـذِي فَلِسْطِيْــنُ ، لَمْ تَخْضَــعْ لِغَاصِبِهَا

قُوْلُــــوا مَعِـــي : سَلَّمَ الْمَوْلَىٰ فَلَسْطِيْنَا

يَا لَيْتَ رَنْتِيْسُهَــــا حَــــــيٌّ يُشَــــارِكُــــهَا

وَلَيْتَ يَحْيَــــى بْــــــــنُ عَيَّاش وَيَـاسِيْنَا

يَا لَيْتَ كلَّ شَهِيْـــــــــدٍ نَـــالَ رَغْبَتَــــــه

فِي سَاعَـــــةٍ مِـــــنْ نَهَارِ الفَــــوْزِ يَاْتِيْنَا

حَتّىٰ يَرَوْا هِمَـــمَ الشَّعْبِ الَّتِي هَزَمَتْ

بِالتَّضْحِيَاتِ الْحَيَـــــارَىٰ وَالْمُــــــرائِيْنَا

يَالَيْتَ رَابِيْـنُ يَأْتِــي كَيْ يَــــرَىٰ حُلُمًا

هُنَــــــا تَحَقَّــــقَ ، بَلْ يَا لَيْتَ شَــارُوْنَا

هُنَا الْحَقِيْقَةُ ، مَا مَاتَتْ ، وَكَمْ بَتَرُوا

أَطْـــــرَافَهَا ، غَــــرَسُـوا فِيْهَا السَّكَاكِيْنَا

يا غَيمةَ النَّصْرِ ، هذَا غَيْثُك انْطَلَقَتْ

بِمَائـــــــه العَـــذْبِ فِي الأَقْصَىٰ سَوَاقِيْنَا

جَرىٰ إلى غَــــزّةٍ وَالْفَجْــــر يَمْسَحُهَا

بِــــــرَاحَـــــةِ الْحُبِّ فَاهْتَـــــزَّتْ رَوَابِـيْنَا

غَيَّثٌ، بِصَيِّبِـــه الْمَيْمُونِ حِيْنَ جَرَىٰ

قَــــــدْ حَقَّــــقَ اللهُ شَيْئًا مِــــــــنْ مَرَامِيْنَا

تِلْكَ الْبِدَايَـــــةُ ، نَــرْجُـوَ أَنْ يُكَمِّلَهَا

إِخْــــرَاجُ جَيْشِ الأَعَـــادِي مِنْ أَرَاضِيْنَا

فَنَحْنُ أَوْلَىٰ بِـــأَقْصَانَا ، وَمَقْـــــدَسِنَا

مِــــنْ كُلِّ مُغْتَصِبٍ فِيْـــــهَا يُعَـــــادِيْــنَا

وَنَحْنُ أَوْلَىٰ بِإِبْـــــرَاهِيْــــمَ سَيِّــــــدِنَا

وَنَحْــــــــنَ أَوْلَىٰ بِمُــــوْسَانَــا وَهَارُوْنَا

وَنَحْنُ أَوْلَىٰ بِإِسْــــــــرَائِيْـــلَ تَجْمَعُــــــنَا

بِــــــهِ الشَّرِيْعَـــــةُ ، وَالـرَّحْمـٰـنُ هَادِيْنَا

حَمَاسُ ، مَازِلْتُ أَخْشَىٰ مِنْ مُؤَامَـــرَةٍ

تَــــــدُوْرُ فِي الأُفُــــقِ الأَدْنَىٰ طَـوَاحِيْنَا

بَعْضُ الْـــوُجُـــوْهِ الْفِضَائِيَّاتِ تَمْنَحُـــنَا

لِلْحِقْـــــــدِ وَالأَلَــــمِ الْقَـــــاسِيْ عَنَاوِيْنَا

كَأَنَّ فَــــــوْزَ حَمَاسٍ حِرْبَـــــــةٌ طَعَنتْ

بَعْضَ الْقُلُــــــوْبِ الَّتِــي كَانَتْ تُدَاجِيْنَا

كلٌّ يَعُـــــــوْدُ إِلَىٰ فَحْــــــوَىٰ طَبِيْعَتِــــه

فَلَـــــــنْ يَصِيْـــــرَ غُــــرَابُ الْبَيْنِ شَاهِيْنَا

يَبْقَى الْعَــــــدُوُّ عَــــدُوًّا فِي حَقِيْقَتِــــــه

فَكَيْفَ نَطْلُبُ عَــــــدْلاً مِــــنْ أَعَــــادِيْنَا

حَمَاسُ ، يَاسِفْـــــرَ مَجْـــدٍ عَــزَّ كَاتِبَه

لَمَّا قَـــــــرَأْنَـــــاهُ جَـــــدَّدْنَا أَمَــــانِيْــــــنَا

أَحْدَثـْتِ بِالْفَــــــوْزِ لِلدُّنْيَا مُفَاجَـــــــــاةً

لَــــرُبَّمَا حَــــــرَّكَتْ فِيْهَا الثَّــــعَابِـيْــــــنَا

نَعَمْ ، صَعِـــدْتِ مَعَ الْقَانُــوْنِ شَامِخَةً

لـٰـكِنَّهُــــمْ ، رُبَّمَا اغْتَـــــــالُوا الْقَـــوَانِيْنَا

مُدِّيْ يَــدَيْكِ إِلَى الـــدُّنْيَا بِمَا حَمَلَتْ

مِنَ الْحَنَــــــانِ الَّـــذِيْ يَرْعَى الْمَسَاكِيْنَا

فِي كَفِّكِ الآنَ مِيْــزَانُ الأُمُوْرِ ، وَلَنْ

يَخْشَى الْهَــــزِيْمَـــةَ مَنْ رَاعَى الْمَوَازِيْنَا

*  *  *

*  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . شعبان 1427هـ = سبتمبر 2006م ، العـدد : 8 ، السنـة : 30.

Related Posts