ضمن زيارة موسعة لأربع دول آسيويّة هامّة خادم الحرمين الشريفين يزور الهندَ ضيفَ شرف في احتفالات مناسبة يوم الجمهوريّة المصادف لـ 26 يناير

العالم الإسلامي

       وصل خادم الحرمين الشريفين دهلي الجديدة قادمًا من الصين الشعبيّة مساءَ الثلاثاء 24/ يناير 2006م (23/ من ذي الحجة 1426هـ)، في زيارة رسميّة للهند كضيف شرف في احتفالات يوم الجمهورية المقامة يوم 26 يناير من كل عام .  واستُقْبِلَ – حفظه الله – على الصعيدين الرسميّ والشعبيّ استقبَالاً حارًّا تاريخيًّا؛ لكونه ملك دولة إسلاميّة تحتضن الحرمين الشريفين ومشاعر الإسلام ومهده ومهبط الوحي ومولد ومبعث الرسول ﷺ .

       وقد غادر – حفظه الله – الرياضَ في مساء 21/ من شهر ذي الحجة 1426هـ الموافق 22/ من شهر يناير 2006م قيامًا بزيارات رسمية إلى كل من الصين الشعبية وجمهورية الهند واتحاد مملكة ماليزيا وجمهورية الباكستان الإسلامية وذلك تلبيةً للدعوات الرسمية الموجهة لخادم الحرمين الشريفين من أصحاب الجلالة والفخامة ملوك ورؤساء هذه الدول .

       وتهدف هذه الزيارات الرسمية إلى بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المجالات كافة إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك .

       وعلى الرغم من أن هذه أول زيارة يقوم بها عاهل سعودي إلى دهلي الجديدة خلال 50 عامًا منذ زيارة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود في عام 1955م، فإن هذا التوجه شرقًا إنما ينم عن رؤية واضحة وبصيرة ثاقبة وقراءة سليمة للتطورات والمتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية بشكل عام، ومنطقة جنوب شرق آسيا على وجه الخصوص.

       فالهندُ ستصبح أكبرَ بلد في العالم، وسيتجاوز عددُ سكانها عددَ سكان الصين خلال أقل من عقدين من الزمن. وخلال السنوات القليلة الماضية حققت الهند أحد أعلى معدلات النمو في العالم. ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو في المستقبل المنظور. وبالإضافة إلى كونها دولة نووية فهي المصدر الأول للموارد البشرية الماهرة، وأصبحت بحق (سيليكون فالي) جديدًا يصدر برامج الكمبيوتر المتقدمة . لذلك فإنه ليس من المستبعد أن تنجح الهند في مسعاها لتصبح عضوًا دائمًا في مجلس الأمن. أما على صعيد العلاقات بين الهند ومنطقة الخليج، فهي قديمة قدم الزمن نفسه، فهناك نحو أربعة ملايين هندي يعملون في دول مجلس التعاون، منهم زهاء مليون وستمائة ألف عامل في السعودية، تصل قيمة تحويلاتهم السنوية إلى ما يقرب من مليار ونصف المليار دولار سنويًا. كما شهدت التجارة البينية بين الهند والسعودية ارتفاعًا حادًا ليصل إلى 6ر2 مليار دولار خلال عامي 2004 و 2005م مقارنة بستة ملايين في عامي 1963 و 1964م، عدا صادرات النفط السعودية إلى الهند التي تُقَدَّر بنحو ستة مليارات دولار أخرى. أضف إلى ذلك الاستثمارات المالية والمشاريع المشتركة في المملكة العربية السعودية والهند .

       إن العلاقات بين الرياض ودهلي الجديدة لاتقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب؛ فالهند تدرك أهمية الدور الذي تضطلع به السعودية في منطقة الخليج والعالم الإسلامي؛ فالمملكة هي أرض الحرمين الشريفين، وتتخذ منظمة المؤتمر الإسلامي من مدينة جدة مقرًا لها. وتقديرًا للمملكة ودورها على الصّعُد الدينية والإقليمية والعالمية أعلنت الهند أن العاهل السعودي سيكون ضيفَ الشرف في الاحتفالات التي ستُقام في دهلي الجديدة في السادس والعشرين من يناير بمناسبة يوم الجمهورية، الأمر الذي يؤكد الأهمية التي تُوليها الهند لعلاقاتها مع المملكة. كما وقد أسفرت زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى دهلي الجديدة عن توقيع اتفاقيات مهمة تشمل تشجيع الاستثمارات وتجنّب الازدواج الضريبي والقضايا الأمنية، بما في ذلك توقيع مُذكرة تفاهم للتعاون في مجالات مكافحة الجريمة والإرهاب.

       أما علاقات المملكة مع باكستان فلا تقل أهمية عن علاقاتها بالهند؛فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين الدولتين من 2,127 مليار دولار في عام 2004م إلى 2,832 مليار دولار في عام 2005م، في حين بلغت تحويلات العمال الباكستانيين من السعودية خلال السنة المالية 2005م نحو 627,19 مليون دولار أمريكي. كما ترتبط كل من المملكة وباكستان بمعاهدات للتعاون في العديد من المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والأمنية والعسكرية ومكافحة الإرهاب .

       وتحتل المملكة العربية السعودية مرتبة الشريك التجاري الأول بالنسبة للصين في منطقة الشرق الأوسط؛ فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما من خمسة مليارات دولار في عام 2002م إلى نحو عشرة مليارات ومائتي مليون دولار في عام 2004م. وتأمل الصين أن يرتفع حجم التبادل بينهما إلى الضعف خلال السنوات الخمس القادمة. في هذه الأثناء بلغت قيمة صادرات السعودية من النفط للصين نحو أربعة مليارات دولار في عام 2004م، بالإضافة إلى زهاء ثلاثة مليارات ونصف المليار من المنتجات البتروكيماوية .

       ومع الارتفاع المطرد في استهلاك الصين للنفط ومحاولتها زيادة احتياطيها الاستراتيجي إلى مائة مليون برميل من النفط؛ أي ما يعادل إجمالي استهلالكها في شهر واحد، يبدو من الواضع اتساع وكبر الفرص الاستثمارية المتاحة بين المملكة والصين؛ فالصين حريصة على توفير إمدادات نفط مضمونة ومستمرة من ناحية، وتسعى إلى توسعة وبناء وتطوير المصافي القديمة وبناء مصاف جديدة لتوفير حاجتها المتزايدة من النفط والغاز، وخصوصًا بعد أن حققت الصين أحد أعلى معدلات النمو في العالم .

       قد لاتتوفر لماليزيا الإمكانيات الاقتصادية الكبيرة مقارنة بالهند والصين؛ ولكنها من دون شك تمثل إحدى أكثر الأسواق الناشئة تطورًا وتقدمًا في العالم؛ فقد استطاعت في وقت قياسي الخروج من الأزمة المالية التي عصفت باقتصادات دول جنوب شرق آسيا في عام 1997-1998م، وعادت لتلعب دورًا فعالاً في السوق العالمية. وخلال الفترة الواقعة بين عامي 1991 و 2003م تضاعف حجم التبادل التجاري بين السعودية وماليزيا أربعة أضعاف؛ ليرتفع من 212 مليون دولار إلى 991 مليون دولار، وارتفعت صادرات ماليزيا إلى المملكة من 108 ملايين دولار إلى 408 ملايين دولار، وارتفعت واردات ماليزيا من المملكة من 104 ملايين دولار إلى 583 مليون دولار في الفترة نفسها.

       تأسيسًا على ما تقدَّم، فإنه ليس من قبيل المبالغة القول: إن الدول التي شملتها زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز لاتمثل مجرد ربع سكان الكرة الأرضية؛ ولكنها تمثل مستقبل النمو الاقتصادي والتجاري والتقني في وقت تشهد فيه كثير من الاقتصادات العالمية تراجعًا ملموسًا في أدائها ومعدلات نموها، وبدأت بعض الدول تلتفت إلى مناطق أخرى مثل شمالي إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط .

       القمة السعودية – الهندية أبعاد متعددة وجهود حثيثة لإرساء قواعد التعاون المشترك .

خادم الحرمين أول قاعد عربي وزعيم مسلم يُدْعَىٰ لحضور احتفالات اليوم الوطني الهندي

       تُشكِّل زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – للهند الأولى لعاهل سعودي منذ حوالي نصف قرن، إذ كان الملك سعود بن عبد العزيز آخر عاهل سعودي زار دهلي الجديدة عام 1955م، ولم تكن زيارات الزعماء الهنود إلى المملكة العربية السعودية أكثر عددًا، فقد زارتها إنديرا غاندي عام 1982م.

       وإن كانت الحرب الباردة وتحالفاتها المعقَّدة قد خلقت نوعًا من التوجس بين الرياض ودهلي الجديدة فإن بروز الهند كقوة اقتصادية، فإن ذلك دفع الدولتين إلى التفكير بنوعية جديدة من العلاقات بينهما، وتبقى المملكة العربية السعودية مهمة جدًا للهند، فهي بلد مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهما المكانان المقدسان عند 150 مليون هندي مسلم، إلا أن دهلي الجديدة تتطلع إلى بناء جسور مع الرياض أوسع من الوظائف لأبنائها بل أكثر ما تريده هو توفير الطاقة .

       مما تقدم يمكن القول: إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي يقوم بها إلى الهند ضمن جولة آسيوية لاتدخل في نطاق الزيارات التقليدية التي يقوم عادة بها زعماء الدول، إذ لأول مرة توجِّه حكومة هندية الدعوة إلى زعيم دولة أخرى مسلمة ليكون ضيف الشرف الرئيس في استعراض اليوم الوطني .. يوم الجمهورية الذي تظهر فيه الهند العريقة الديمقراطية قوتها العسكرية من خلال أنواع الأسلحة التي يتم استعراضها في تلك المناسبة، مما يعني بالتالي الأهمية التي تعلِّقها الهند في علاقاتها مع المملكة العربية السعودية.

       لقد جاء تطلُّع الهند إلى تقوية علاقاتها مع المملكة العربية السعودية نتيجة عملية احتاجت ردحًا من الزمن عبرته تغيُّرات كثيرة أبرزها أن علاقة الهند مع إيران صارت مرتبطة بشكل ما بنظرة الولايات المتحدة إلى طهران، كما أن العراق يبقى في حالة من الغموض المستقبلي، وكانت الهند على مرّ سنوات طويلة ترتبط بعلاقات وثيقة مع كل من بغداد وطهران وفرت لها كل احتياجاتها من الطاقة، وفي ظل المواقف الإيرانية الجديدة من ناحية التطرف اللا محدود ضد الغرب وخصوصًا ضد إسرائيل التي عبَّر عنها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وإصرار إيران على امتلاك برنامج نووي مستقل له أبعاده المقلقة، ومع احتلال العراق، بدأت الهند تتطلع إلى السعودية.

       من الواضح أن الهند لا تريد أن تبقى رهينة لإيران في حاجتها إلى النفط، لا سيما أن إيران هددت بالتراجع عن التزاماتها بتزويد الغاز والنفط إلى الهند، بعدما وقفت دهلي الجديدة في شهر أيلول – سبتمبر الماضي (2005م) إلى جانب الدول الغربية، وصوتت ضد طهران في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة النووية، وليس خافيًا على إيران ما تكرره واشنطن حول الأهمية التي تعلقها على دعم الهند في المسألة الإيرانية.. وتشير مصادر في الهند إلى أن ردة فعل طهران كانت التهديد بقطع إمدادات النفط والغاز إلى الهند، لمجرد أن الأخيرة صوتت في اجتماع الوكالة الدولية ضد طهران، فماذا ستكون بالتالي ردات فعلها إذا صدقت التقارير الأمنية الغربية الأخيرة، من أن واشنطن تستعد فعلاً لتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران هذا العام.

       ضمن هذه التطورات صارت المملكة العربية السعودية البلاد الأكثر أهمية لتوفير الطاقة للهند في مواجهة تهديدات إيرانية لابد أنها آتية، كما أن النمو الاقتصادي المرتفع وتضاؤل وجود الثروة النفطية في الهند دفعاها أكثر إلى الاعتماد على النفط المستورد الذي يُشكِّل 70٪ من احتياجاتها .. وتبقى الرياض من أكبر مزودي الهند بالنفط. والمعروف أن السعودية هي أكبر منتج للنفط في العالم والقوة المحركة في منظمة (أوبك) التي تحدد بالتالي أسعار النفط .

       بدأت دهلي الجديدة اتصالات هادئة مع الرياض منذ فترة، على الرغم من الإعلان اللافت الذي أحاط باتفاقيات النفط والغاز التي وقعتها مع طهران، والتي تتضمن مد أنبوب للغاز من إيران إلى باكستان فالهند، ففي شهر نيسان – أبريل من العام الماضي قام وزير المالية الهندي شيدامبارام بزيارة إلى الرياض مكملاً المحادثات التي بدأها في شهر آذار – مارس وزير النفط والغاز ماني شنكر آييار.. وكان وزير النفط السعودي على النعيمي زار هو الآخر دهلي الجديدة في شهر كانون الثاني – يناير من العام الماضي للمشاركة بأول طاولة مستديرة جمعت الوزراء الآسيويين لبحث التعاون الاقتصادي في قطاعي النفط والغاز، كما أن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سنغ لديه خبرة في طريقة عمل الرياض كونه زارها كوزير للمالية عام 1994م، وساهمت هذه الزيارات في وضع تصور للعلاقة المتوخاة بين الدولتين.

       من جهة أخرى هناك تحوُّل في نظرة الرياض إلى الهند، من دولة فقيرة إلى دولة ذات سوق واسع يجب اكتشافه، والاستثمار فيه، وقال أحد الدبلوماسيين الهنود: إن زيارة الملك عبد الله تأتي تتويجًا لعملية يجري التحضير لها منذ عدة سنوات .

       وتعوّل الهند على القرار السعودي الصارم والشجاع بالقضاء على الإرهاب وتطمح لتنسيق وتحقيق تعاون ثنائي بين البلدين لمواجهة آفة الإرهاب التي أصبحت تهدد العالم بأسره .

       وتجدر الإشارة إلى أن الهند كانت أكثر المرحبين بانضمام السعودية إلى منظمة التجارة العالمية؛ لأنها ترى في العضوية التزامًا سعوديًا بمساعدة الدول النامية والفقيرة، وقال بيان للحكومة الهندية: إنه لايمكن إبقاء دولة بحجم السعودية خارج النظام التجاري التعددي، وبدخولها ازداد النظام التجاري العالمي قوة، وأصبح أكثر وضوحًا .

الهند والمملكة شراكة تجارية وعلاقات مستقرة

       ظلت الهند والمملكة العربية السعودية تربطهما علاقات تجارية عبرة عدة قرون. فالمملكة تأتي ضمن أكبر أربعة عشر سوقًا للصادرات الهندية ومحطة لما يزيد على (1,9٪) من أجمالي صادرات الهند. وعلى صعيد آخر، تمثل السعودية مصدر (5,5٪) من إجمالي واردات الهند. هذا وبالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن الهند تمثل رابع أكبر سوق لصادراتها التي تشكل (4,84٪) من إجمالي صادراتها. وفيما يتعلق بالواردات من قبل المملكة العربية السعودية، فإن الهند تحتل المرتبة الحادية عشرة وتمثل مصدرًا لما يزيد على 2,4٪ من إجمالي واردات المملكة العربية السعودية . وكانت قيمة التجارة الثنائية في 2001-2000م بلغت 4,04 بليون دولار أمريكي.

       الأصناف الرئيسية المصدرة من قبل الهند تشتمل على رز باسمتي / غير باسمتي، الشاي، الغزل الصناعي، الأنسجة، الممكيجات، العزل القنطي، الحديد والفولاد الأولي والنصف المصنع، الكيمائيات، منتجات مشمع الأرضية والبلاستيكية، المكائن والآلات.

       والأصناف الرئيسة المستوردة من قبل الهند، علاوة على الزيت الخام، تشتمل على الكيمائيات العضوية والكيمائيات غير العضوية، الراتينج الاصطناعية، مواد بلاستيكية، الكبريت، البوريطس الحديدي، العجينة الورقية والأوراق المهملة، خامات ونفايات معدنية، الفحم، فحم الكوك وقوالب الفحم الحجري، الحديد والفولاد، والمعادن غير الحديدية .

       وتعتبر المملكة العربية السعودية العربية أكبر مزود للزيت الخام إلى الهند. فإن شركات النفط للقطاع العام في الهند تشتري حوالي 10 (MMT) من الخام سنويًا ما يمثل حوالي (16٪) من إجمالي وارداتها من الخام سنويًا. إلى ذلك، يوجد لبعض الشركات الهندية الخاصة عقود محددة المدة مع أرامكو السعودية تمثل هي الأخرى (7 إلى 9) MMT سنويًا.

       فخلال عام 2002-2003م، بلغت واردات الهند من الزيت الخام والمنتجات النفطية من المملكة العربية السعودية (18,816) (MMT) بمبلغ حوالي (3,6) بليون دولار أمريكي. وهكذا تفي المملكة العربية السعودية بما يبلغ حوالي (23٪) من احتياجات الهند من الخام سنويًا. وتتبادل أرامكو السعودية، الشركة النفطية المملوكة للدولة للملكة العربية السعودية، وشركات النفط، الهندية وفودًا فيما بينهم بشكل دائم لمناقشة القضايا الثنائية. كما تناقش شركة النفط الهندية (IOC) وأرامكو السعودية المشاريع التجارية مثل مساهمة أرامكو في مشروع معمل تكرير باراديب وكذلك مشاريع axylene/ PTA Par في بانيبت.

       وتعقد الهند والمملكة العربية السعودية بشكل دائم اجتماعات على المستوى الوزاري حول القضايا المتعلقة بالنفط. فقد قام معالي رام نايك، وزير النفط والغاز الطبيعي الهندي بزيارة الرياض في نوفمبر 2000م لحضور منتدى الطاقة الدولية (IEF) وأجرى مناقشات مع نظيره السعودي معالي الوزير علي النعيمي، وزير النفط والثروة المعدنية. كما التقى الوزيران في أوساكا (اليابان) في 22 سبتمبر 2002م على هامش مؤتمر منتدى الطاقة الدولية. وبدوره قام معالي النعيمي بزيارة الهند في (27 أكتوبر 2002م) لحضور اجتماع (COP-8) المنعقد في دهلي الجديدة. وكذلك أيدت الهند اقتراح السعودية إنشاء أمانة دائمة لمنتدى الطاقة الدولية في مدينة الرياض. وهذا الاقتراح الذي بُودِرَ به في اجتماع منتدى الطاقة الدولية (IEF) السابع المنعقد في الرياض في نوفمبر 2000م حظي بالموافقة من قبل أعضاء المنتدى في اجتماع المنتدى الثامن المنعقد في أوساكا في شهر سبتمبر 2002م وبالفعل بدأ العمل على إنشاء الأمانة في الرياض.

التعاون الثنائي

       تحظى الهند بالعلاقات التجارية الملموسة مع المملكة العربية السعودية في القطاع غير الخام أيضًا، وتعتبرها شريكاً اقتصاديًا مهمًا فيما يتعلق بالاستثمارات والمشاريع التجارية المشتركة ومشاريع نقل التقنية والمشاريع المشتركة في الدول الثالثة. كما تعتبر المملكة العربية السعودية الهند شريكاً تجاريًا مهمًا، وترغب في جذب المستثمرين الهنود إلى المملكة العربية السعودية بشكل كبير.

التعاون في مجال (الأيدي العاملة)

       يمثل التعاون في مجال الأيدي العاملة بعدًا مهمًا في العلاقات الهندية السعودية حيث إن (1,32) مليون هنديًا يعملون حاليًا في المملكة و 85٪ منهم يأتون ضمن الفئة (العمالية) . وتقدر تحويلاتهم بإجمالي ما يزيد على (3) بلايين دولار سنويًا. كما قدم الهنود المقيميون في المملكة إسهاماتهم الرئيسية في السندات الهندية المنبعثة وودائع الألفية الهندية لـ استيت بنك الهندية .

       وقد جرى تشكيل اللجنة المشتركة حول التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني والثقافي (JCM) بين الهند والمملكة العربية السعودية عام 1981م وقد انعقدت حتى الآن خمس جلسات للجنة المشتركة (القائمة ملحقة). وكان الاجتماع الأخير لهذه اللجنة قد انعقد في دهلي الجديدة في يونيو 1997م والجلسة المقبلة (السادسة لهذه اللجنة) انعقدت في مدينة الرياض خلال أكتوبر 2003م .

       وقد تم تشكيل المجلس التجاري المشترك الهندي –السعودي (JBC) في 1997م خلال اجتماع لجنة (GCM) المنعقد في دهلي الجديدة. ومن المتوقع أن تعقد الجلسة المقبلة لمجلس (JBC) في الرياض خلال أكتوبر 2003م. وذلك مع اجتماع (GCM) .

       وقد تم البت في اتفاقية ترويج وحماية الاستثمار الثنائي (BIP-PA) بين البلدين والمتوقع التوقيع عليها رسميًا قريبًا. ستوفر هذه الاتفاقية الترتيبات المؤسساتية التي تتطلبها حماية وتعزيز المزيد من التفاعل الاقتصادي بين البلدين. كما يتم النظر بصورة فعالة في اتفاقية تجنب الضريبة المزدوجة (DTAA) .

       كما تتعاون الهند والسعودية بشكل نشط في مجال العلم والتكنولجيا. فإن مجلس الأبحاث العلمية والصناعية (CSIR) والهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس (SASO) وقعتا على برنامج التعاون التقني في يونيو 1993م الذي بموجبه يتم إيقاد الخبراء الهنود في المجالات العلمية المختلفة ولاسيما في مجال المقياس والمعايرة إلى المملكة العربية السعودية على أساس دائم. وحتى الآن قام العديد من الخبراء السعوديين بزيارة الهند للتدريب المتقدم تحت هذا البرنامج . كما أن (CSIR) ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا (KACST) قد وقعتا على مذكرة تفاهم للتعاون الثنائي في (1997م) ويوجد برنامج مستمر لهما للتعاون خصوصًا في مجال علم الفضاء والاستشعار عن بعد وتركيب الإنترنت . وقد قام وفد مكون من ثلاثة أعضاء من المعمل الفيزيائي الوطني ومجلس (CSIR) بزيارة المملكة العربية السعودية في يونيو 1997م .

        استقبال رسمي للمليك في القصر الجمهوري بدهلي الجديدة . خادم الحرمين : الصداقة بين المملكة والهند صداقة قديمة ، وجئنا لتجديدها

       استقبل فخامة الرئيس أبوبكر زين العابدين عبد الكلام رئيس جمهورية الهند في القصر الجمهوري في دهلي الجديدة يوم الأربعاء: 25/ يناير 2006م (24/ من ذي الحجة 1426هـ) خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله .

       وقد أجريت لخادم الحرمين الشريفين مراسم الاستقبال الرسمية؛ فعند وصول السيارة المقلة له – أيده الله – ترافقها فرق الخيالة كان في استقباله فخامة الرئيس أبوبكر زين العابدين عبد الكلام ودولة رئيس الوزراء الدكتور مانموهان سنغ فيما كانت المدفعية تطلق إحدى وعشرين طلقة ترحيبًا بمقدمه الكريم.

       بعد ذلك توجه الملك المفدي وفخامة الرئيس الهندي إلى منصة الشرف حيث عزف السلام الملكي السعودي والسلام الجمهوري الهندي .

       إثر ذلك استعرض خادم الحرمين الشريفين حرس الشرف الذي اصطف لتحيته حفظه الله، ثم صافح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود كبار مستقبليه من أصحاب المعالي الوزراء والمسؤولين في الهند،كما صافح فخامة الرئيس الهندي أعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين .

       إثر ذلك أدلى خادم الحرمين الشريفين لوسائل الإعلام بالتصريح التالي: «بسم الله الرحمن الرحيم أشكر فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء وأشكر الشعب الهندي الصديق على هذا الاستقبال .. وأنا الآن أعتبر نفسي في وطني الثاني لأن الصداقة بيننا وبين الهند وشعب الهند الصديق صداقة قديمة وإن شاء الله هذه الزيارة تجدد هذه الصداقة .. وشكرًا لفخامة الرئيس .. وشكرًا لرئيس مجلس الوزراء.. وشكرًا للشعب الهندي الصديق.. وشكرًا لكم».

       ثم التقطت الصور التذكارية بعد ذلك غادر خادم الحرمين الشريفين القصر الجمهوري في موكب رسمي يرافقه دولة رئيس الوزراء متوجهًا إلى قصر حيدر آباد.

       وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود قد وصل إلى دهلي الجديدة مساء الثلاثاء 24/ يناير 2006م (23/ من ذي الحجة 1426هـ) قادمًا من بكين في زيارة رسمية للهند استغرقت عدة أيام تلبية لدعوة تلقاها أيده لله من فخامة الرئيس أبوبكر زين العابدين عبد الكلام رئيس جمهورية الهند، وكان في استقبال الملك المفدي لدى وصوله مطار القاعدة الجوية دولة رئيس الوزراء الدكتور مانموهان سنغ ومعالي وزير الإعلام بريا رانجن داس منشي الوزير المرافق ومعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية إي أحمد ووكيل وزارة الخارجية لشؤون آسيا راجيف سكري وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الهند صالح بن محمد الغامدي وسفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لدى الهند ورئيس التشريفات الهندية ياك رانجان شكرا ورتي وكبار المسؤولين في الجمهورية الهندية .

       عقب ذلك توجه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في موكب رسمي يرافقه معالي وزير الإعلام الهندي إلى المقر المعد لإقامته رعاه الله، وكان يضم الوفد المرافق لخادم الحرمين الشريفين كلاً من صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود مساعد رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز أمين عام مجلس الأمن الوطني وصاحب السمو الأمير تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز وزير مفوض بمكتب سمو وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الأمير الرائد طيار تركي بن عبد الله بن  عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد الله بن عبد العزيز ومعالي وزير العمل الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي ومعالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي ومعالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف ومعالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ أياد بن أمين مدني ومعالي رئيس الديوان الملكي الأستاذ خالد بن عبد العزيز التويجري ومعالي رئيس المراسم الملكية الأستاذ محمد بن عبد الرحمن الطبيشي ومعالي رئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين الأستاذ إبراهيم بن عبد الرحمن الطاسان ومعالي مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف على العيادات الملكية الدكتور فهد العبد الجبار ومعالي نائب رئيس الديوان الملكي الأستاذ خالد بن عبد الرحمن العيس وقائد الحرس الملكي الفريق أول حمد بن محمد العوهلي وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الهند صالح بن محمد الغامدي ..

المليك ومانموهان سينغ يبحثان مواقف البلدين من التطورات الإقليمية والدولية والجانبان يوقّعان على أربع اتفاقيات بين البلدين تتضمّن مكافحة الجرائم وحماية الاستثمار والازدواج الضريبي والشباب والرياضة

       عقد الملك عبد الله بن عبد العزيز ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ يوم الأربعاء 24 من ذي الحجة 1426هـ الموافق 25/ من يناير 2006م اجتماعًا في «قصر حيدر آباد» في دهلي الجديدة، حضره من الجانب السعودي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، ومن الجانب الهندي وزير الدفاع براناب مخرجي، ووزير البترول والغاز الطبيعي الهندي ماني شاتراك.

       كما عقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية تم خلالها التطرق إلى مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين، وسبل دعمها، وتعزيزها في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين.

       كما تم وبحضور خادم الحرمين الشريفين ورئيس الوزراء الهندي التوقيع على أربع اتفاقيات بين البلدين؛ حيث وقع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، ووزير الشؤون الداخلية الهندي باتل شبراج مذكرة تفاهم حول التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الجرائم، كما وقع الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية ووزير الدفاع الهندي براناب مخرجي اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات بين البلدين، ووضع الوزيران أيضًا اتفاقية تفادي الازدواج الضريبي، فيما وقع أياد مدني وزير الثقافة والإعلام، ووزير الدولة لشؤون الشباب والرياضة الهندي أوسكار فرنانديس اتفاقية تعاون بين البلدين في مجال الشباب والرياضة .

       وبعد التوقيع تبادل الوزراء من الجانبين نسخ الاتفاقيات الموقعة، وقد أقام رئيس الوزراء الهندي غداء تكريميًّا لخادم الحرمين الشريفين والوفد الرسمي المرافق له .

       إلى ذلك استقبل الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء الثلاثاء 23/1/2006م (22/12/1426هـ) وفد المجتمع المدني السعودي الذي يزور الهند تزامنًا مع زيارة خادم الحرمين الشريفين الحالية .

       وخلال اللقاء الذي تم في مقر إقامته بالعاصمة الهندية دهلي الجديدة، استمع الملك عبد الله إلى شرح واف من أعضاء الوفد عما تحقق خلال زيارتهم للهند التي بدأت منذ سبعة أيام، والتي هدفت إلى تعزيز جسر التواصل بين المجتمعين السعودي والهندي، والتعرف على الخصائص التي يتمتع بها الشعب الهندي وإعطاء صورة حقيقية عن أبناء المجتمع السعودي المسلم .

       وبين الوفد السعودي الذي تكوّن من رجال أعمال وصحافيين وصحافيات وأكاديميين وإداريين وأدباء وفنانين تشكيليين، أن زيارته شملت عددًا من المؤسسات البحثية والاجتماعية والثقافية والجامعات والمراكز الاستراتيجية والدراسات، إضافة إلى اللقاءات المباشرة مع أبناء الشعب الهندي والظهور عبر وسائل الإعلام الهندية المختلفة لإبراز الجوانب الحضارية والثقافية والاقتصادية في المملكة .

       ونوه الوفد الذي التقطت له صور تذكارية مع الملك عبد الله ، بردود أفعال المؤسسات التي قاموا بزيارتها خلال نشاطاتهم المختلفة، ومنها مجالات الاستثمار والتبادل التجاري ومجالات التبادل الثقافي والإعلامي والتقني والأكاديمي، حيث وجد الوفد رغبة كبيرة من قبل الجانب الهندي في تنمية العلاقات في مختلف المجالات.

       وقد أثنى خادم الحرمين الشريفين على نشاطات الوفد وقال «أديتم ولله الحمد واجبكم الديني والوطني وهذا أهم شيء، ولا يستغرب عليكم هذا العمل الوطني لأنكم من أبناء المملكة العربية السعودية العريقين في دينكم ووطنيتكم وأخلاقكم وثقافتكم».

الجامعة الملية الإسلامية بدهلي الجديدة تمنح خادم الحرمين الشريفين الدكتوراه الفخرية وتقبل كسوة الكعبة بالدموع

       عاشت الجامعة الملية الإسلامية الهندية العريقة الكائنة بدهلي الجديدة يوم الجمعة 27/ يناير 2006م (26/ من ذي الحجة 1426هـ) يومًا تاريخيًا في مسيرتها التعليمية الحافلة؛ حيث تشرفت الجامعة بزيارة كريمة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والوفد المرافق له وذلك أثناء زيارته الرسمية للهند ..

       استعدت الجامعة لذلك الحدث الكبير بجميع طاقاتها .. وعملت على إخراج حفل تسليم خادم الحرمين درجة الدكتوراه الفخرية بالشكل اللائق لمكانة الضيف الكبير، حيث تحدث لوسائل الإعلام الدكتور مشير الحسن مستشار رئيس الجامعة قائلاً: إن الجامعة فخورة بأن تمنح هذه الدرجة العلمية لرجل عظيم مثل الملك عبد الله بن عبد العزيز..

       وأكد أن مجلس الجامعة العلمي قرر منح تلك الدرجة العلمية لمكانة الملك عبد الله ودوره العالمي في العديد من القضايا الدولية .

       من جانبه أكد وزير تنمية الموارد البشرية والتعليم الهندي عقب انتهاء مراسم حفل تسليم خادم الحرمين الشريفين شهادة الدكتوراه بأن زيارة خادم الحرمين الشريفين للهند زيارة تاريخية وأن هناك تعاونًا كبيرًا في مجال التعليم بين البلدين خصوصًا التقنية. وعقب انتهاء الحفل الكبير أقامت الجامعة حفل شاي لأعضاء هيئة التدريس وعدد من طلابها؛ حيث قام عدد من الطلاب بتقبيل الهدية التي قدمها خادم الحرمين الشريفين للجامعة وهي عبارة عن قطعة من كسوة الكعبة المشرفة.. وقد لاحظت وسائل الإعلام قيام إحدى طالبات الجامعة بتقبيل تلك الهدية القيمة (الصورة) وقد غمرت مشاعر الفرحة والدموع في ذات الوقت تلك الطالبة .

       عقب ذلك تناوب عدد من أعضاء هيئة التدريس وطلاب وطالبات الجامعة على الاطلاع على هدية خادم الحرمين الشريفين للجامعة .

الملك عبد الله يطلع على مجسم لسفارة المملكة في الهند

       اطلع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله الله بمقر إقامته في دهلي الجديدة يوم الخميس 26/ من يناير 2006م الموافق 25/ من ذي الحجة 1426هـ على مجسم لمشروع مبنى سفارة وقنصلية المملكة العربية السعودية والمجمع السكني الملحق بها في دهلي الجديدة .

       وقد تشرف أعضاء السفارة السعودية بدهلي الجديدة والملحقيات التابعة لها بالسلام على خادم الحرمين الشريفين بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة وسمو الأمير محمد بن سعود بن خالد السفير بوزارة الخارجية مدير عام مركز المعلومات والدراسات بالوزارة وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الهند صالح بن محمد الغامدي .

       بعد ذلك استمع حفظه الله إلى شرح مفصل من مصمم المشروع المهندس عبد الرحمن عبد الله الشثري عن تصميم المبنى الذي تقدر مساحته بسبعة عشر ألف متر مربع ويقع في الحي الدبلوماسي في دهلي الجديدة ويشتمل بالإضافة إلى مبنى السفارة على مسجد يتسع لمائة شخص ومجمع للملحقيات وسكن للموظفين ومواقف للسيارات .

       حضر المناسبة أعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين .

جامعة دارالعلوم / ديوبند بالهند تبدي رغبتها البالغة على لقاء وفد لها لخادم الحرمين والسلام عليه

       وقد أبدت الجامعة الإسلامية العريقة الأم بشبه القارة الهندية المعروفة بـ«دارالعلوم / ديوبند» رغبتها البالغة في إيفاد وفد مكون من مسؤوليها وأساتذتها لزيارة خادم الحرمين الشريفين والسلام عليه أثناء وجوده بدهلي الجديدة في زيارته للهند . ووجَهت رسالة إلى سفير المملكة لدى الهند الأستاذ صالح محمد الغامدي، ملتمسة منه أن يقوم باتخاذ ترتيب لذلك مع التنسيق مع الجهات الأمنية الحكومية ؛ ولكنه ربّما لم يتمكن من ذلك لسبب أو آخر . وإنما اكتفى بالردّ على خطاب رئيس الجامعة بشكل رسميّ . ووصله الخطاب بعد مغادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – الهندَ إلى ماليزيا في زيارة لها.

       وفيما يلي نص خطاب كل من فضيلة رئيس الجامعة وسعادة السفير السعودي :

       91/ ذوالحجة 1426هـ           الرقم : 599

       20/ يناير 2006م .

       سعادة سفير المملكة العربية السعودية لدى الهند / المحترم

       دهلي الجديدة .

       السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، نتمنى لسعادتكم كل خير، وبعد:

       فسَرَّنا جدًّا ما تسامعنا به من الزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية – حفظه الله – للهند ، وحضوره احتفالات اليوم الجمهوري للهند كضيف شرف محتفىً به احتفاءً كبيرًا لائقًا بشأنه بصفته مَلِكَ أقدس دولة إسلامية على وجه المعمورة .

       ونحن – رئيسَ جامعة ومسؤولين، وأساتذة وطلابًا، وموظفين ومنسوبين فيها – إذ نرحب به ترحيبًا حارًّا نابعًا من قلوب مفعمة بالحب والتقدير والإعجاب في هذه الدولة الكبيرة: القارَّة التي مسلموها يمتازون بين مسلمي العالم كله بحب فياض للمملكة وقادتها المخلصين للإسلام والمسلمين. ولا نجد من الكلمات ما نُعبِّر به بصدق عن المشاعر الجيَّاشة التي تموج في قلوبنا، فأهلاً به، وسهلاً آلاف آلاف المرات في داره، وبين أشقَّائه في العقيدة والهدف والمصير والتفكير. وكان الله معه دائمًا في الحل والترحال، وكان توفيقه حليفه، ونصره قرينه في كل ما يقول ويفعل، وفي كل ما يفكر ويعمل، وجعل خطواته جميعًا منصبة في جدول خدمة وطنه ودينه وشعبه وأمته في أرجاء المعمورة . وتقبَّل حركاته وسكناته، وسدَّد خُطاه دائمًا .

       ونحن إذ نرحِّب به ترحيبًا لائقًا به نتمنى: حبَّذا لو اتخدتم – سعادتُكم – ترتيبًا لتشرّف وفد لجامعتنا بلقائه والسلام عليه؛ إن لم يمكن اتخاذ ترتيب لزيارته حفظه الله لجامعتنا – التي هي أم الجامعات الإسلامية الأهلية في شبه القارة الهندية – .

       وحبَّذا لو تكرَّمتُم بإخطارنا بذلك مسبقًا إذا قررتم ذلك بتعاون وتنسيق مع الجهات المعنية لدى الحكومة الهندية . وتفضلوا بقبول أوفى الاحترام والتقدير .

       والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته    المخلص

                                            مرغوب الرحمن

                               رئيس الجامعة الإسلامية دارالعلوم

                                      ديوبند ، يوبي ، الهند

       سفارة المملكة العربية السعودية

       دهلي الجديدة .            الرقم : 209/11/1/2708

                                  التاريخ: 22/12/1426هـ

       فضيلة الشيخ مرغوب الرحمن حفظه الله

       رئيس الجامعة الإسلامية دارالعلوم – ديوبند – جمهورية الهند .

       السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

       تلقينا خطابكم المؤرخ في 20/1/2006م الذي عبرتم فيه عن مشاعركم النبيلة تجاه المملكة العربية السعودية بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين للهند وتقديركم لجهوده حفظه الله في خدمة الإسلام والمسلمين وترحيبكم شخصيًا ونيابة عن منسوبي الجامعة أساتذة وطلابًا وموظفين ورغبتكم في التشرف بلقائه حفظه الله وزيارته لجامعتكم .

       يسرني أقدم لكم خالص شكري وتقديري على مشاعركم الفياضة. أما فيما يتعلق بترتيب موعد للسلام عليه حفظه الله ولزيارة جامعتكم الموقرة، فإننا سنبذل ما يمكن من جهد حيال ذلك.

       والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

                                                   السفير

                                         صالح بن محمد الغامدي

لمحة تعريفية عن دولة الهند

  • الاسم الرسمي : جمهورية الهند .
  • العاصمة: دهلي الجديدة (9,984 ألف نسمة) .
  • المدن الرئيسة : بومباي (1) كلكتا، دلهي، مدراس، أحمد آباد، بنجالور، كانبور.
  • الموانئ الرئيسة: كلكتا، بومباي، كوتشي، مدراس، فيشخابات نام.
  • المساحة: 1229737 ميلاً مربعًا (3185019 كم مربعًا).
  • السكان: 100084855 نسمة، ثاني أكثر دول العالم سكانًا وتسعى للحصول على المساعدات من أي مكان من أجل التنمية .
  • النمو السكاني : 1,9٪ .
  • الكثافة السكانية: 789/ ميل2 .
  • الأجناس: هنود آريون 72٪ درافيدي 25٪، مغول وآخرون 3٪ .
  • اللغات: الهندي (اللغة الرسمية)، الإنجليزية (لغة رسمية ثانية) وهناك سبع عشرة لغة إقليمية .
  • الديانة: هندوسية 80٪، مسلمون 14٪، مسيحيون 2٪، سيخ 2٪ .
  • معرفة القراءة والكتاب: 52٪ .
  • نظام الحكم: الهند جمهورية فيدرالية، وهي أيضًا عضو في كومن ولث الأمم، وهي بهذه الصفة تعترف بملكة إنجلترا رئيسة للكومن ولث حسب التعريف المنبثق عن مؤتمر رؤساء الوزارات في لندن عام 1949م، وطبقًا للدستور الذي بدأ سريانه في 26 يناير 1950م فإن نظام الحكم في الهند نظام برلماني.

       فرئيس الجمهورية هو رئيس البلاد ويُنتخب لمدة خمس سنوات، وهناك رئيس للوزراء ومجلس للوزراء يتم اختيارهم على أساس الحصول على الأغلبية في البرلمان المكون من مجلسين: مجلس الولايات (راجيا صبحا) ويمثل الوحدات الأساسية التي تتكون منها الجمهورية، ومجلس الشعب (لوك صبحا) ويتم انتخابهم كل خمس سنوات بنظام الاقتراع العام.

  • الأحزاب السياسية :

       (حزب المؤتمر): ائتلاف من طوائف متعددة ومن ديانات متعددة : يسار الوسط، جاناتا دال .

       (حزب الشعب): علماني، يسار الوسط.

       (حزب باراتيا جاناتا): يميني راديكالي، هندوسي متعصب.

       (حزب الهند الشيوعي): ماركسي – لنيني .

       (حزب الهند الشيوعي الماركسي): قاعدته بنغال الغربية وهو اشتراكي معتدل.

  • التقسيمات الإدارية: 25 ولاية + 7 أقاليم اتحادية .
  • الدفاع : 2,3٪ من أ.ن.م.
  • الجيش العامل: 1145000 رجل.
  • الاقتصاد: العملة: الروبية وتساوي 100 بيسا .
  • إجمالي الناتج المحلي (أ. ن. م): 1,534 تريليون دولار (التريليون يساوي مليون مليون) .
  • نصب الفرد من أ. ن. م.: 1500 دولار .
  • الأرض الزراعية: 55٪ .
  • المنتجات الزراعية: الأرز، الخشخاش، الحبوب، قصب السكر، التوابل، الشاي، القطن، البطاطس، الجوت، الكتان، البن.
  • الثروة الحيوانية: الأبقار 196 مليون رأس، الماعز 120 مليون، الجاموس 80,1 مليون، الضأن 45,4 مليون، الخنازير 11,9 مليون، الدواجن 342,5 مليون .
  • إنتاج الكهرباء: 425,6 مليار كيلووات ساعة.
  • الثروة المنجمية: الفحم، الحديد، المنجنيز،الميكا، البوكسيت، التيتانيوم، الكروميت، الماس، الغاز، البترول.
  • الصناعة: المنسوجات، الصلب، الصناعات الغذائية، الأسمنت، الماكينات، الكيماويات، التعدين، السيارات.
  • الصادرات: الشاي (الهند أكبر منتج للشاي في العالم)، البن، السمك، الحديد والصلب، المجوهرات والماس،.
  • لبترول.
  • ر 11,9 مليون، الدواجن 342,5 مليالمنتجات الكيميائية، السجاد اليدوي، خيوط القطن، ومنسوجاته، السلع الهندسية.
  • الواردات: التبرول الخام ومنتجاته، الأسمدة، الكيماويات، الماكينات .
  • الشركاء التجاريون: الولايات المتحدة، كومنولث الدول المستقلة، ألمانيا، إيطاليا، بلجيكا.
  • جغرافية البلاد: الهند جمهورية فيدرالية تضم 25 ولاية وسبعة أقاليم تقع في جنوب آسيا حيث تشغل أراضي تمتد من جبال الهيمالايا في الشمال إلى كيب كورمورين على المحيط الهندي في الجنوب، ويشترك معها في موقعها في شبه القارة الهندية المثلثة الشكل، باكستان في الغرب، والصين ونيبال وبوتان في الشمال، وميانمار (بورما) وبنجلاديش في الشرق، وإن كانت هي (أي الهند) التي تشغل معظم شبه الجزيرة .

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . محرم – صفر 1427هـ = فبراير – مارس 2006م ، العـدد : 1–2 ، السنـة : 30.

Related Posts