دراسات إسلامية

إعداد:  الأستاذ/ محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم

أَوْلَى الشرع الشريف الفتن(1) قدرًا عظيمًا من الاهتمام، وحفلت دواوين السنة بالنصوص التي تحذر منها، وقلَّ أن يخلو ديوان منها من كتابِ أو بابِ الفتن.

       قال البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه: «كتاب الفتن، باب ما جاء في قول الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾ وما كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يُحَذِّرُ من الفتن»(2). اهـ.

       وعن أسامة بن زيد – رضي الله عنه – قال: أشرف النبي –صلى الله عليه وسلم- على أُطُمٍ من آطام المدينة، ثم قال: «هل ترون ما أرى؟ إني أرى مواقع الفتن خلالَ بيوتكم كمواقع القَطْر»(3).﴿ ﴾

       قال النووي – رحمه الله تعالى-:

       «والتشبيه بمواقع القطر في الكثرة والعموم، أي أنها كثيرة، وتعم الناس، لا تختص بها طائفة، وهذا إشارة إلى الحروب الجارية بينهم؟ كوقعة الجمل، وصفين، والحَرَّة، ومقتل عثمان، ومقتل الحسن – رضي الله عنهما -، وغير ذلك، وفيه معجزة ظاهرة له –صلى الله عليه وسلم»(4). اهـ.

الفتن واقعة لا محالة

       والفتن واقعة في أمة محمدٍ –صلى الله عليه وسلم- كونًا وقدرًا، ولا بد من أن يقع ما أخبر به رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كما أخبر، ومِن ثَمَّ فلا بد من التبصر بها، والاستعداد لها، والحذر منها، بل يجب مضاعفة الحذر منها في عصرنا؛ لأننا صِرنا أقربَ إلى أشراط الساعة مما كان عليه المسلمون منذ أربعة عشر قرنًا.

       عن المقداد بن الأسود – رضي الله عنه – قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «إن السعيد لـَمَن جُنِّبَ الفتن، ولَـمَن ابتُلي فصبر»(5).

       وعن أمير المؤمنين معاوية – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: «لم يبقَ من الدنيا إلا بلاءٌ وفتنة»(6).

       وعن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، قال: انتهيت إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو جالس في ظلِّ الكعبة، والناس مجتمعون عليه، فسمعته يقول: بينا نحن مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في سفر إذ نزل منزلاً، فمنا من يضرب خباءه، ومنا من ينتضل(7)، ومنا من هو في جَشَرِه(8)، إذ نادى مناديه: «الصلاة جامعة»، فاجتمعنا، فقام رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فخطبنا، فقال: «إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًّا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرًا لهم، وينذرهم ما يعلمه شرًّا لهم، وإن أمتكم هذه، جُعِلَتْ عافيتُها في أولها، وإن آخِرهم يصيبهم بلاء، وأمورٌ تنكرونها، ثم تجيء فتن يُرَقِّقُ بعضُها بعضًا، فيقول المؤمن: هذه مُهلِكَتي، ثم تنكشف، ثم تجيء فتنة، فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، فمن سَرَّه أن يُزَحْزَحَ عن النار ويُدْخَلَ الجنة، فَلْتُدْرِكهُ موتتُه وهو يؤمن باللهِ واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يأتوا إليه، ومن بايع إمامًا فأعطاه صَفْقَةَ يمينه، وثمرةَ قلبه، فليُطعْه ما استطاع، فإن جاء آخرُ ينازعه، فاضربوا عنق الآخر».

       قال: فأدخلت رأسي من بين الناس، فقلت: أنشدك الله! أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فأشار بيده إلى أذنيه، فقال: سمعتْه أذناي، ووعاه قلبي(9).

       وعن أبي موسى – رضي الله عنه – قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: “أمتي أمة مرحومة، ليس عليها عذاب في الآخرة(10)، عذابها في الدنيا(11): الفتن، والزلازل، والقتل»(12).

       وفي بعض طرقه: أن أبا بردة قال: بينما أنا واقف في إمارة زياد، إذ ضربت بإحدى يدي على الأخرى تعجبًا، فقال رجل من الأنصار- قد كانت لوالده صحبة مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: مما تعجب يا أبا بردة؟ قلت: أعجب من قوم دينهم واحد، ونبيهم واحد، ودعوتهم واحدة، وحجهم واحد، وغزوهم واحد، يستحل بعضُهم قتل بعض، قال: فلا تعجب؛ فإني سمعت والدي أخبرني أنه سمع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: «أمتي أمة مرحومة»(13) فذكر الحديث.

       وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-: وأخرج أبو يعلى -أيضًا- بسند صحيح من رواية أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «إن هذه الأمة أمة مرحومة، لا عذاب عليها إلا ما عذبت به أنفسها، قلت: وكيف تعذب أنفسها؟ قال: أما كان يوم النهر عذاب؟! أما كان يوم الجمل عذاب؟! أما كان يوم صفين عذاب؟!»(14).

الحذر من الشر باب من أبواب الخير

       إن التحذير من الشر باب من أبواب الخير، قال حذيفة -رضي الله عنه -: «كان الناس يسألون رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني» الحديث(15).

       فالدفع أسهل من الرفع، والتخلية مقدمة على التحلية، والوقاية خير من العلاج، وأحيانًا تكون العلاجَ الوحيد، والخبرة بالظلام تميزه عن النور، وتعصم من التورط فيه، فالضِّدُّ يُظِهر حُسْنَه الضدُّ، وبضدها تتميز الأشياء، قال أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه-: «يوشك أن يَهْدِمَ الإِسلامَ حَجَرًا حَجَرًا مَن جهل عاداتِ الجاهلية».

عرفتُ الشرَّ لا للشرِّ … لكنْ لتـوقِّيــه

ومن لا يعـــرف الشرَّ … من الخــير يقعْ فيـه

       قال الأستاذ محمَّد أحمد الراشد -حفظه الله تعالى-: «كان حذيفة – رضي الله عنه – لا يقنع أن يشارك إخوته من الصحابة – رضي الله عنه – سؤالَهم رسولَ الله –صلى الله عليه وسلم- عن مكملات الخير الذي هم فيه، وما أن يشاركهم فرحهم بالخير حتى تلذع ابتسامةَ قلبِه تخوفاتٌ من احتمالات شَرِّ مبهم يراه مُقبِلًا، يجهل صفته وعلامته، فيظل قلقًا وجلًا، حتى ينعته له رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ويذكر له بوادره ومقدماته التي ستنبهه يومًا ما إلى الاحتياط ورفع صوته بأذان التحذير.

       كان يريد علمًا يكمِّل علم الخير، فصار يحرص على أن يخلو برسول الله –صلى الله عليه وسلم- يسأله.

       يقول حذيفة -رضي الله عنه-: «كان الناس يسألون رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني».

       فأتقن علم الشر بهذا الحرص، وأحاط خُبرًا بما سيكون من فتن وسوء ونفاق، حتى احتاج إلى علمه كبارُ الصحابة، وطفِق مثلُ عمرَ – رضي الله عنه – يسأله، ويستشيره.

       والمغزى الأكبر هنا يكمن في استجابة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- لحذيفة، وجوابه له، وقبولِهِ تعليمه علمَ الشر.

       لم يقل له: «إننا في خير، ونسير من نصر إلى نصر، فاصرف عنك الهواجس»؛ بل أجابه، وأعلمه.

وإنما نستمد نحن مُسَوِّغاتِ تطرقِ بحوثِ فقهِ الدعوة لعلم الفتن والقواصم، وما ينجي منها من النور والعواصم، من مواطأة النبي –صلى الله عليه وسلم- لحذيفة، وتزويده له بما أراد. نتعلم علم الشر كي نراه ونميزه قبل أن يغزونا»(16).

من طبائع الفتن

       هذا، وإن للفتن طبائعَ وخصائصَ يُعين الاستبصار بها على تَوَقِّيها والنجاةِ منها، وما أكثر الفتن التي وقعت بسبب غياب البصيرة بهذه الطبائع.

       * فمن طبائع الفتن: أنها تتزين للناس في مباديها، حتى تُغْرِيهم بملابستها والتورط فيها.

       قال ابن عيينة عن خَلَف بن حوشب:

       كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن: قال امرؤ القيس:

الحرب أول ما تكونُ فَتيّةً

تَسْعى بزينتها لكلِّ جهُــولِ

حتى إذا اشتعلت وشَبَّ ضِرامُها

ولَّتْ عجوزًا غيرَ ذاتِ حَليلِ

شمطاءَ يُنكَرُ لونُها وتغيَّرت

مكــروهـةً للشمِّ والتقبيلِ

       وكان خلف يقول: «ينبغي للناس أن يتعلموا هذه الأبيات في الفتنة»(17) .

       وقال الإِمام ابن حزم(18) -رحمه الله تعالى-: «نُوَّارُ الفتنةِ لا يَعْقِدُ»(19).

       والنُّوَّار: الزهر، ويقال: عَقَد الزهرُ: إذا تضامَّتْ أجزاؤه فصار ثمرًا.

       ومعنى كلام ابن حزم أن للفتنة مظهرًا خادعًا في مبدئه، حتى يستحسن الناسُ صورتَها، ويعقدوا الآمال عليها، ولكن سُرعان ما تموت وتتلاشى، مثل الزهرة التي تموت قبل أن تتفتح، وتُعطيَ ثمرتها.

       * والفتن، تذهب بعقول الرجال، وتستخفهم ببُداءاتها:

       عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: «أخاف عليكم فتنًا كأنها الدخان، يموت فيها قلبُ الرجل، كما يموت بدنه»(20).

       وعن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «تكون فتنة تعرجُ فيها عقولُ الرجال، حتى ما تكاد ترى رجلًا عاقلًا»(21).

       وعنه – رضي الله عنه – قال: «ما الخمر صِرفًا بأذهب بعقول الرجال من الفتنة»(22).

       وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: «إن بين يدي الساعة الهَرْجَ» قالوا: وما الهرجُ؟ قال: «القتل، إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتلُ بعضِكم بعضًا، حتى يقتل الرجل جاره، ويقتل أخاه، ويقتلَ عمَّه، ويقتلَ ابنَ عمه» قالوا: ومعنا عقولُنا يومئذٍ؟ قال: «إنه لَتُنزَع عقولُ أهلِ ذلك الزمان، ويَخْلُفُ له هباءٌ (23) من الناس، يحسب كثرهم أنهم على شيء، وليسوا على شيء»، قال أبو موسى: «والذي نفسي بيده ما أجد لي ولكم منها مخرجًا إن أدركتني و إياكم – إلا أن نخرج منها كما دخلنا فيها، ولم نصب منها دمًا ولا مالًا»(24).

       وقد حدد حذيفة – رضي الله عنه – مِحَكًّا يقيس به الإنسان مدى تأثره بالفتنة، فقال – رضي الله عنه -: «إن الفتنة تُعرضُ على القلوب، فأيُّ قلبٍ أُشرِبها: نُكِتت فيه نكتة سوداءُ، فإن أنكرها: نكِتت فيه نكتة بيضاءُ؛ فمن أحب منكم أن يعلم: أصابته الفتنةُ أم لا؟ فلينظر: فإن كان يرى حرامًا ما كان يراه حلالًا، أو يرى حلالًا ما كان يراه حرامًا، فقد أصابته الفتنة»(25).

       * والفتنة- إذا جُففت منابعُها، وسُدت ذرائعها، وحُسِمت مادةُ أوائلها، وأُخِذَ على أيدي سفهائها، ولم يُلتفت لقولهم: «ما أردنا إلا الخير» – سَلِمت الأمةُ من غوائلها، وكُفي الناسُ شرَّها.

       عن النعمان بن بشير – رضي الله عنه – عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: «مثل القائم على حدود الله والواقع (وفي رواية: والراتع) فيها، [والمدهِن فيها]؛ كمثل قومٍ استهموا على سفينةٍ [في البحر] فأصاب بعضُهم أعلاها، و [أصاب] بعضُهم أسفلَها [وأوعرَها]، فكان الذي (وفي رواية: الذين) في أسفلها إذا استقوا من الماء فمروا على من فوقهم، [فتأذوا به] (وفي رواية: فكان الذين في أسفلها يصعدون فيستقون الماء، فيصبون على الذين في أعلاها، فقال الذين في أعلاها: لا ندعكم تصعدون فتوذوننا). فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا [فاستقينا منه] ولم نؤذِ مَن فوقنا (وفي رواية: ولم نمرَّ على أصحابنا فنؤذيهم)، [فأخذ(26) فأسًا، فجعل يَنْقُرُ أسفلَ السفينة، فأتوه فقالوا: ما لك؟ قال: تأذيتم بي، ولا بُدَّ لي من الماء]، فإن تركوهم وما أرادوا؛ هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم؛ نجوا، وأنجوا جميعًا»(27).

       وكان النعمان بن بشير – رضي الله عنهما- إذا سرد هذا الحديث يقول قبله: «يا أيها الناس، خذوا على أيدي سفهائكم»، فإذا سرده عاد فقال: «خذوا على أيدي سفهائكم قبل أن تهلكوا»(28).

       «ولقد صدق الصادق المصدوق –صلى الله عليه وسلم- وصدق النعمان – رضي الله عنه – فكم من مخلصٍ جاهل يسلك سبيل صاحب الفأس هذا في سفينة الدعوة؟

       ذاك حمل فأسًا، وصاحبنا يحمل اللسان إنه يهدم، ويشكك، ويثبط، ويفرِّق، ويعصي، كل ذلك بدعاوى حسن النية، والنقد الذاتي، إنه يجهل أن القانون على السفينة إنما هو قانون العاقبة دون غيرها، فالحكم لا يكون على العمل بعد وقوعه؛ بل على الشروع فيه؛ بل على توجيه النية إليه، فلا حرية هنا في عملٍ يُفسد السفينة ما دامت ملجَّجة في بحرها، سائرة إلى غايتها.

       إن كلمة (الخرق) لا تحمل في السفينة معناها الأرضي؛ بل معناها البحري، فهناك لفظة (أصغر خرق) ليس لها إلا معنى (أوسع قبر) .. في قاع المحيط المظلم، لو تُرك هذا الخرق الصغير وشأنه.

       وكذا حسن النية، إنه لا يحمل عندنا في علاقاتنا معناه الأخروي الذي يحاسب الله بموجبه عباده، فالإفساد واحد حتى وإن كان بنية حسنة.

       أفما رأيت حالة هذه الطائفة التي في (الأسفل) تعمل لرحمة من هم في (الأعلى)؟

       إنها قصة القواعد الساذَجة مع القيادات العاملة:

       عواطف ملتهبة .. لكنها بادرة.

       ومشاعر صادقة .. لكنها كاذبة.

       ورحمة خالصة .. لكنها مهلكة، إنهم المصلحون إصلاحًا مخروقًا»(29).

*  *  *

الهوامش:

(1)      أصل معنى الفتنة في اللغة يدل على الابتلاء والاختبار كما في «مقاييس اللغة» لابن فارس (4/ 472)، وقد قال الإِمام ابن قيم الجوزية – رحمه الله تعالى-: «وأما الفتنة التي يضيفها الله سبحانه إلى نفسه، أو يضيفها رسولُه إليه؛ كقوله: ﴿وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ﴾ [الأنعام: 53]، وقول موسى – عليه السلام -: ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ﴾ [الأعراف:155] فتلك بمعنى آخر، وهي بمعنى الامتحان، والاختبار، والابتلاء من الله لعباده بالخير والشر، بالنعم والمصائب، فهذه لون، وفتنة المشركين لون، وفتنة المؤمن في ماله وولده وجاره لون آخر، والفتنة التي يوقعها بين أهل الإِسلام؛ كالفتنة التي أوقعها بين أصحاب علي ومعاوية وبين أهل الجمل، وبين المسلمين، حتى يتقاتلوا ويتهاجروا لون آخر، وهي الفتنة التي قال فيها النبي – ﷺ-: «ستكون فتنة، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي»، وأحاديثُ الفتنة التي أمر رسول الله-ﷺ- فيها باعتزال الطائفتين، هي هذه الفتنة». اهـ. من «زاد المعاد» (169، 170)، وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-: «وُيعرف المراد حيثما وَرَدَ بالسياق والقرائن». اهـ. من «فتح الباري» (11/176).

(2)      «فتح الباري» (13/ 3 – فتح).

(3)      رواه البخاري (13/ 14 – فتح)، ومسلم (4/ 2211) رقم (2885)، والأُطُم: بناء مرتفع كالحِصن.

(4)      «شرح النووي» (18/ 7، 8).

(5)      رواه أبو داود (4263)، وقال الألباني في «الصحيحة» رقم (975): «إسناده صحيح على شرط مسلم».

(6)      «صحيح ابن ماجه» (2/ 374) رقم (3260).

(7)      أي: يرتمون بالسهام.

(8)      الجَشَر: قوم يخرجون بدوابهم إلى المرعى، ويبيتون مكانَهم، ولا يأوون إلى البيوت، كما في «النهاية»1/ 273.

(9)      «صحيح ابن ماجه» رقم (3195)، وانظر: «السلسلة الصحيحة» رقم (205).

(10)    قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى-: «وهو محمول على معظم الأمة المحمدية؛ لثبوت أحاديث الشفاعة: أن قومًا يُعذبون ثم يخرجون من النار، ويدخلون الجنة». اهـ. من «بذل الماعون في فضل الطاعون» ص (127).

(11)    وفي «التاريخ الكبير» للبخاري (1/ 38): «إن أمتي أمة مرحومة، جُعل عذابها بأيديها في الدنيا».

(12)    أخرجه أبو داود (4/ 105) (4278)، والحاكم (4/ 444)، والإمام أحمد (4/ 410، 418)، قال الحاكم: «صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي، وحسَّنه الحافظ ابن حجر في «بذل الماعون» ص(127)، وصححه الألباني في «الصحيحة» رقم (959)، وانظر: «عون المعبود» (11/ 358 – 360).

(13)    أخرجه الحاكم (4/ 353، 354)، وقال: «صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي، قال الألباني: «هو كما قالا، لولا الرجل الأنصاري الذي لم يُسَمَّ» «الصحيحة» رقم (959).

(14)    «بذل الماعون في فضل الطاعون» ص (127).

(15)    رواه البخاريّ في «صحيحه» (9/ 65).

(16)    «العوائق» ص (173 – 175).

(17)    «السنن المأثورة للشافعي» ص (344) رقم (423)، «صحيح البخاري» (9/ 68) ط. دار الشعب.

(18)    «الأخلاق والسير» ص (84).

(19)    وهذه الحكمة الرائعة من نتاج فكر ابن حزم الذي عاصر فتنة البربر في الأندلس، ورأى كيف كانت الآمال المعقودة على كل ثائر تنتهي بمآسٍ وأحزان وضحايا ودمار.

(20)    رواه نعيم بن حماد في «الفتن» (1/ 65)، رقم (117).

(21)    رواه نعيم في «الفتن» (1/ 62) رقم (107)، وصححه الهندي في «كنز العمال» (11/ 179) رقم (31126).

(22)    رواه أبو نعيم في «الحلية» (1/ 274)، والصِّرف: غير الممزوج بغيره.

(23)    هباء: أي قليلو العقل، أراذل، وهو في الأصل: الغبار المُنبثُّ.

(24)    رواه الإِمام أحمد رقم (19492) (32/ 241)، وصححه الألباني في «الصحيحة» رقم (1682).

(25)    «حلية الأولياء» (1/ 272،273).

(26)    أي: أحدُهم.

(27)    رواه البخاري (5/ 132 – فتح)، والترمذي رقم: 2173، والأمام أحمد4/ 268، 269، 270، واللفظ من «السلسلة الصحيحة» رقم 69.

(28)    «الزهد» لابن المبارك ص (475).

(29)    انظر: «العوائق» ص (210 – 212)، «وحى القلم»(713).

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، جمادى الآخرة 1439 هـ = فبراير – مارس 2018م ، العدد : 6 ، السنة : 42

Related Posts