إمام وخطيب وزارة الشؤون الإسلامية بقطر يزور الجامعة ويطلع على مناشطها التعليمية والتربوية عن كثب

أنباء الجامعة

بقلم : مساعد التحرير

زارسعادة الدكتور/موافي محمد عزب حفظه الله – إمام وخطيب وزارة الشؤون الإسلامية، وخبير شرعي ومستشار في الشبكة الإسلامية، بدولة قطر – الجامعة الإسلامية: دارالعلوم/ديوبند الهند، واستغرقت زيارته يومين  حيث وصل سعادته قبيل المغرب إلى دارالضيافة الجامعية وكان في استقباله لدى وصوله إليها معالي رئيس الجامعة الشيخ المفتي/ أبو القاسم النعماني – حفظه الله ورعاه – وعدد من المسؤولين والأساتذة، فيما صحبه من مديرية «مظفر نغر» كل من الشيخ سلمان القاسمي البجنوري وكاتب هذه السطور – محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري- حيث تناول الضيف المبجل الشأي في مطعم «شيتل» المعروف. ومكث الضيف المبجل في دارالضيافة الجامعية هنيهة ليتوجه إلى جامع رشيد العملاق – النموذج البنائي المطعم بالطراز المغولي والذي أشرف على بنائه فضيلة الشيخ عبد الخالق المدارسي نائب رئيس الجامعة-.

       وعقدت الجامعة حفلة ترحيب وتكريم بمناسبة هذه الزيارة الكريمة برئاسة معالي رئيس الجامعــة الشيخ المفتي أبـوالقـاسـم النعماني – حفظه الله- في نفس اليوم بعد صلاة المغرب مباشرة في «جامع رشيد» وبعد أن صلى الضيفُ المبجل بالناس صلاة المغرب.

       بدئت فعاليات الحفل بتلاوة آي من كتاب الله تعالى تشرف بها المقرئ/آفتاب عالم – أستاذ التجويد والقراءات بالجامعة، – وتلاه عدد من طلاب الجامعة بأنشودة رائعة فاضت بها قريحة فضيلة الشيخ عبدالمجيد سليمان الرويلي- مدرس التفسير والقراءات في المسجد النبوي الشريف لدى زيارته للجامعة في 23/4/1434هـ =5/3/2013م، مما أثار عجب الحضور والضيف المبجل وشنف آذانهم. ثم قدم معالي رئيس الجامعة الشيخ المفتي/ أبوالقاسم النعماني– حفظه الله – كلمة التحية والترحيب بالضيف المبجل، وتطرق في كلمته إلى تاريخ الجامعة وأهدافها ونشاطاتها وخصائصهاو ميزات سياستها التعليمية والتربوية ومواقف مشايخها وأبنائها الرائعة من مختلف القضايا المعنية بالشعب الهندي المسلم ودورهم الريادي في ذلك، مما زاد الضيف المحترم معرفةً على معرفةٍ بالجامعة ومشايخها وأعمالها المجيدة عبر قرن ونصف من عمرها. وأدار الحفلة الشيخ/محمدسلمان البجنوري – أستاذ الفقه والتفسير بالجامعة- الذي عرج في إدارته للحفل على تعريف موجز بالضيف المبجَل و مناشطه ودوره في توجيه الأمة الإسلامية من على مختلف المنصات والمنابر.

       ثم أعطيت الكلمة للضيف المحترم الذي استهلها بإسداء الشكر إلى رئيس الجامعة والقائمين عليها ومؤسسها وأعضاء هيئة التدريس.

       وقال الضيف المبجل فيما قال: «حقيقةً قبل أن أبدأ كلمتي أجدني أشبه ما يكون بنملة في قعر جبل من الجبال الشامخة العملاقة أمام هذه الجامعة المباركة ورجالاتها المتميزين  من لدن مؤسسها – عليه رضوان الله- وإخوانه البررة الصالحين المخلصين الذين قاموا بإقامة هذا الصرح العلمي المتميز والذي مضى عليه زهاء مئة وستين عامًا.

       وأشار إلى أنه تلقى دعوة لزيارة إحدى المؤسسات التعليمية تسمى «دارالعلوم» في مدينة «نيويورك» بالولايات المتحدة الأمريكية، أقامها أحد الخريجين في هذه الجامعة، وأن هذه الجامعة بركاتها وخيراتها عامة وشاملة، وقد غطت شهرتها العالم كله.

       وفي النهاية تناول الكلمة كاتب هذه السطور ورفع أصالةً منه ونيابةً عن الجامعة: مسؤولين وأساتذة وطلاباً إلى الضيف المبجل صاحب السعادة الدكتور/ موافِي محمد عزب – حفظه الله ورعاه- أسمى آيات الشكر والامتنان على كلماته النافعة والنصائح الغالية النابعة من أعماق القلب، المعجونة بالإخلاص والحب لهذه الجامعة مشيرًا إلى أنه لمس في شخصيته التواضع الجم، والحب العظيم، ودماثة الخلق حيث اقتطع جزءًا من أوقاته الغالية المزدحمة بالأعمال والرحلات الدعوية والعلمية لزيارة هذه الجامعة داعيًا الله تعالى أن يرفع قدره ويعلى منزلته، وينفع به الأمة الإسلامية حيث يكون، ويوفقه للمزيد من أعمال الخير والبر والتقوى.

       وانتهى هذا اللقاء المبارك في الساعة التاسعة والربع ليلًا وقد حضره – بجانب معالي رئيس الجامعة – الشيخ عبد الخالق المدارسي، وفضيلة الشيخ عبد الخالق السنبهلي – نائبا رئيس الجامعة – وعدد وجيه من أساتذة الجامعة وجم غفير من طلبتها الذين أصغوا آذانهم لكلمة الضيف كأن على رؤوسهم الطير. وكان لها وقع عظيم في قلوبهم.

       وأقيمت صلاة العشاء عقب نهاية الحفل، ثم توجه الضيف مع رئيس الجامعة إلى «دارالضيافة» حيث تناول العشاء مع المسؤولين والأساتذة، وجرى الأحاديث الودية والعلمية عقب العشاء غير طويل؛ فقد كان الضيف المبجل مرهقًا منهوكَ القوى للرحلة الطويلة بالسيارة استغرقت ثماني ساعات في الوصول إلى «ديوبند».

       وتناول الضيف المبجل الفطور في الساعة الثامنة صباحًا ثم تجول في مرافق الجامعة فبدأ بزيارة مكتبتها العامرة بالمصادر والمراجع العلمية وقضى عجبه من وفرة المخطوطات النادرة فيها، وأعرب عن رغبته في ضرورة توفير كوادر تقوم بتحقيق هذه الكنوز وإخراج هذه اللآلي والدرر الفاقدة المثيل إلى النور ليعم نفعها. كما أُعجِبَ الضيف المبجل بجامع رشيد العملاق، وكذلك بمبنى المكتبة المركزية العملاقة قيد الإنشاء.

       وعقدت الجامعة في «دار الضيافة» لقاءً جمع بين كبار أساتذة الجامعة ومسؤوليها، وجرى خلال اللقاء أحاديث علمية وودية أثارت عجب الضيف كثيرا، ثم تناولوا الغداء فيها في الساعة الواحدة ظهرًا، ليتوجه الضيف المبجل إلى مدينة «سهارن فور» حاملاً معه رصيدًا من الذكريات العطرة لهذه الجامعة والقائمين عليها.

       وسجل الضيف المبجل انطباعاته عن الجامعة كما يلي:

       الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده، وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: فلقد شرفت بزيارة جامعة «دار العلوم/ديوبند» في الخامس عشر من شهر أبريل لعام 2015م بصحبة الأخ الشيخ اشتياق محمد الأسعدي – الإمام بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر – وكنت في غاية الشوق لزيارة هذه الجامعة العملاقة، فلما أكرمني ربي بذلك وقفت مبهورًا أمام عظمة هذه الجامعة التي تميزت عن كل جامعات الدنيا بصفات نادرة ومزايا حسنة ومتنوعة: ألفيت فيها سمات الولاية والصلاح البادي على معلميها وطلابها، وكذلك ألفيتها – بحق- محضنا علميا رصينا متزنا تنبعث من ثناياها روح الوسطية والاعتدال والفهم العميق لواقع الأمة، والحرص الشديد على تربية أبنائها على المنهج السلفي الصافي النقي الخالي من الغلو والإفراط، وقمت بزيارة فروعها المختلفة وسرت في أروقتها الزاهية الباهية. وشرفت بالحديث إلى الجامعة: مديرًا ومعليمن وطلابًا، حيث جلس الجميع مجلس الطالب المؤدب بين يدي معلمه رغم وفرة علمهم وسابقتهم في الدعوة وخدمة الإسلام، وإني لعاجز عن حصر وإحصاء مزايا وصفات هذه الجامعة الرائعة التي أعتبرها  أكبر محضن لأبناء المسلمين الآن، والتي سيكون على أيديهم بعث الأمة الإسلامية من جديد. فحَيَّ الله جامعة ديوبند وحَيَّ الله إدارتها وأساتذتها وإداريها وطلابها، وكتب لهم التوفيق والسداد، ووفقهم للعودة بالأمة إلى سالف عهدها.

وبالله التوفيق

كتبه الفقير إلى عفو ربه

موافي محمـد عزب الموافي

المصري مولدا والقطري إقامةً

في 15/4/2015م

25/6/1436هـ

***

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، رمضان – شوال 1436 هـ = يونيو – أغسطس 2015م ، العدد : 9-10 ، السنة : 39

Related Posts