دراسات إسلامية
بقلم: الأستاذ/ سيد محبوب الرضوي الديوبندي رحمه اللّه
(المتوفى 1399هـ / 1979م)
ترجمة وتعليق: محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري(*)
غلاف الجبة النبوية في «دارالعلوم»:
تحتفظ خزانة القسطنطينية منذ عهد الدولة العثمانية ببعض الآثار النبوية وبقيةٍ مما تركه –صلى الله عليه وسلم- مثل سيفه ولوائه وجبته مما سلمه الخليفة المتوكل على الله – آخر الخلفاء العباسيين – في مفتتح القرن العاشر الهجري إلى السلطان سليم الأول(1) حين سلم له الخلافة. واعتنى السلاطين العثمانيون بالحفاظ على هذه الآثار على أساس أنها سند تقوم عليه خلافتهم. وكانوا يحتفظون بالجبة المباركة في غلاف رقيق صوناً لها من عاديات الدهر. وهذا الغلاف يشف عن الجبة المباركة بصورة واضحة. يقول سفير الدولة العثمانية: إنهم يولون الجبة المباركةَ كثيراً من الاحترام والتقدير لدى زيارتها. ولم يكن لأحد- مهما سمت منزلته- أن تلامس يده هذه الجبة مباشرةً من غير حائل. ولا يكاد يصل الزائر أو الراغب في تقبيلها إلا إلى هذا الغلاف الشفاف المطوية به الجبة المباركة. ودأب السلاطين العثمانيون على زيارة هذه الجبة المباركة مرةً واحدةً في 15/رمضان المبارك من كل عام ومعهم وجوه الدولة وأعيانها إلى أن سقطت الدولة العثمانية. وكان السلطان المعظم يقوم –أحياناً- بإسداء هذا الغلاف الذي لفّ به الجبة المباركة إلى خاصته لينالوا خيراتها وبركاتها. ولايخفى ما في هذا الغلاف – بحكم مماسته للجبة النبوية – من الخير والبركة.
ويُحتفظ بهذه الجبة المباركة اليوم في القصر الملكي المسمى بـ(توب كابي Top Kapi) في إسطنبول بجانب بقايا أخرى لنبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وغيرهم من الأنبياء السابقين. وبنى هذا القصر السلطان محمد الفاتح(2) عام 863هـ /1458م واتخذ منه السلاطين العثمانيون مقراً لخلافتهم وبلاطاً ملكياً لمدة من الزمان. ثم حولوه إلى متحف. وكلمة (توب كابي Top Kapi) تركية تعني (بوابة توب). ويضم متحف (توب كابي) عدة صالات واسعة تحتضن واحدة منها صندوقاً بداخله سَيفانِ من سيوف رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وبها صندوقان من ذهب وفضة، بداخل واحد منهما شعر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وخاتمه المنحوت من العقيق. وهذا الخاتم من عقيق وردي اللون كروي الشكل. وبداخل الصندوق الثاني لواؤه – صلى الله عليه وسلم- وجبته وكتابه بداخل إطار ذهبي. وهذا الكتاب هو الذي بعث به النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى المقوقس(3)– حاكم مصر(4)- وعثر على هذا المكتوب النبوي أحدُ خبراء الآثار الفرنسيين يدعى «بارشيلميه» (Borthlamy) عام 1850م في مصر. فتقدم به إلى السلطان عبد الحميد خان (1255هـ /1839م= 1277هـ/1861م)(5)، فوضعه السلطان في صندوق خشبي وأمر بإيداعه (توب كابي).
ونُقش على بوابة القسم الذي يحتفظ بهذه الآثار من (توب كابي) في أربع لغات: التركية والألمانية والإنجليزية والفرنسية النصُ الآتي: «يحمل هذا المكان عند المسلمين منذ مئات السنين قدرًا كبيرًا من الأهمية الدينية والاحترام، وكل ما بداخله من الآثارله قداسةٌ وتقديرٌ، يستوجب الاحترام والإجلال. فالمرجو منكم لزوم الصمت والهدوء والجدية في هذا المكان. وحذارِ أن تحدثوا فيه ما ينافي قداسته»(6).
وبذلت «دارالعلوم» في الهند إبان الحرب في «البلقان» مساعي تستحق التقدير في تقديم المعونات والمساعدات إلى الأتراك الجرحى والمهاجرين بوساطة لجنة الهلال الأحمر (وسبق ذكرها آنفا) وكان لهذه المواقف مفعولٌ طيبٌ في نفس السلطان محمد الخامس (1324هـ/1908-1918م)(7)، وأعرب جلالته تجاهها عن عواطفه الجياشة التي تمثلت في تزويد جلالته «دارالعلوم» بغلاف الجبة النبوية المباركة حيث زار السيد خليل خالد بك –سفير تركيا والنزيل في مومباي-«دارالعلوم/ ديوبند» في 16/ربيع الأول 1335هـ وقدّم هذه الهدية المباركة لدارالعلوم نيابةً عن السلطان المعظم(8).
وهذا الغلاف على صورة منديل من ثوب أبيض في غاية من الرقة والشفافية جميل المنظر منقوش في وسطه بخط جلي بمداد أسود الشعرُ التالي:
نور الهــدى نلنا بـه تكريمًا
صلوا عليه وسلموا تسليمًا
و وضع تراث الخير والبركة هذا في خزانة «دارالعلوم/ديوبند» داخل صندوق خشبي ولاتزال ترى آثار بركاتها ونفحاتها منذ وصل إلى «دارالعلوم»(9).
وفد جامعي يتوجه إلى «داكا»:
شُغِفَ النواب سليم الله خان -أمير داكا-(10) شغفًا عظيمًا بالنشاطات الدينية والأعمال الخيرية، وله إسهامات كبيرة في تقديم المساعدات والتبرعات لصالح «دارالعلوم» حين أهابت «دارالعلوم» إلى تقديم المعونات لصالح إنشاء مبنى «دار الحديث» و استكماله، فرحب به النواب المذكور ترحيبًا حارًا، ودعا «دارالعلوم» إلى أن تبعث وفدًا إلى «داكا» و ألحَّ عليه كثيراً. وهذه أول مرة في تاريخ «دارالعلوم» الممتد على خمسين عاماً يتقدم فيها أحد أثرياء البلاد بهذا النوع من الدعوة إلى «دارالعلوم»، إذ لم تعهد «دارالعلوم» إرسال البعثات والوفود وخاصةً إلى بلاط الأمراء والأثرياء. وكان القائمون عليها يرون من المصلحة الإعراض عن ذلك وتجنبه إلا أنهم ارتأوا إرسال الوفد الجامعي إلى «داكا» تقديرًا لإسهامات النواب المذكور المخلصة في النشاطات الدينية، وولعه بالأعمال الخيرية ونصحه للأمة الإسلامية وتحرقه الشديد عليها.
ففي 7/جمادى الأولى انطلق وفد مكون من أعضاء الجامعة وأساتذتها يرأسه معالي رئيس الجامعة إلى «داكا» وحضر النواب المذكور بأعضاء إمارته وأقاربه ليرحب بالوفد الموقر. ولم يألُ النواب المذكور جهداً في توفير التسهيلات والتكريم اللائق به، وأقيمت بهذه المناسبة حفلات ولقاءات استمرت أيامًا ألقى كل من العلامة أنورشاه الكشميري رحمه الله (1292-1352هـ/1875-1933م) وشيخ الإسلام حسين أحمد المدني (1296-1377هـ/1879-1957م) والعلامة العثماني (1369هـ/1989م) والعلامة مرتضى حسن (000-1371هـ/000-1951م) الكلمات الضافية في هذه البرامج. وقال النواب المذكور في الخطبة الافتتاحية: «أنا أقوم بخدمة «دارالعلوم» منذ زمنٍ بعيدٍ من أعماق قلبي، ولا يزال يعاودني هَمُّ تطويرها ورقيها والتوصل إلى كل ما يعين على ذلك. وبهذه المناسبة – حيث أرَحِّبُ بكم – بودي أن أسعد بتقديم بعض التبرعات لصالحها راجيًا أن تحظى هذه الهدية البسيطة بالقبول لديكم مع اعترافي بأن هذه الهدية المتواضعة أقل من أن يغني فتيلاً في المشروع العملاق الذي أنتم بصدد تنفيذه واستكماله إلا أن المأمول أن تشرفوني بقبول هذه البضاعة المزجاة».
وتقدم النواب المذكور بمبلغ قدره ثلاثة عشر ألف روبية عن نفسه وعائلته، لصالح بناء «دارالحديث» كما وعد بتقديم مبالغ إضافية على أقساط، بجانب تكوين لجنة تقوم على إجراءات استكمال بناء «دارالحديث» التي قدروا تكلفتها مئة ألف روبية هندية. ومن وظائف اللجنة أن تقوم بجمع التبرعات والمعونات وإرسالها إلى «دارالعلوم» تباعاً لدى الحاجة إليها(11).
عام 1333هـ، ورفع الرواتب في «دارالعلوم»:
اتسم موقف «دارالعلوم» من الرواتب بالبساطة والسذاجة منذ نشأتها، وكرهوا الرواتب المرتفعة رياءً وسمعةً، أضف إلى ذلك أن أساتذة «دارالعلوم» وموظفيها استقر في بالهم ألا يكلفوا «دارالعلوم» في خصوص الرواتب إلا بما يعيشون عليه عيشةً ساذجةً متسمةً بالقناعة والكفاف. وكان الشيخ محمد يعقوب النانوتوي – رحمه الله(1249- 1302هـ/1833-1884م)- أول رئيس هيئة التدريس بها- يتقاضى راتباً قدره أربعون روبيةً فقط في الشهر. وتقول التقارير الدورية: «ظلت الرواتب في «دارالعلوم» على ممر الأيام أدنى وأقل بالنظر إلى مكانتها السامية وإلى ما كان يتمتع به أساتذتها ومشايخها من النبوغ والتضلع من العلوم وكذلك بالنظر إلى كفافهم. وهذا الشيخ محمد يعقوب النانوتوي – وهو هو في مكانته وسمو منزلته العلمية وعلو كعبه – كان لايتقاضى من «دارالعلوم» إلا أربعين روبيةً هنديةً بينما كان السيد أحمد يتقاضى خمسا وثلاثين روبية. فانظر في قدر رواتب هؤلاء المشايخ الكبار بالمقارنة مع مكانة «دارالعلوم» السامية وعلو منازل هؤلاء النابغين وسمو مكانتهم. ويتجلى بذلك ما كان يعيشه هؤلاء من العوز والعسر بهذه الرواتب التي كانوا يتلقونها من «دارالعلوم»، وقد شاهدنا ذلك بأم أعيننا. ولتدرك المناصب الهامة والرواتب الباهظة التي كانت تستقبلهم – فيما لو رضي هؤلاء بمغادرة «دارالعلوم» والعمل في مؤسسة أخرى – كفاك أن تعرف أن الشيخ يعقوب النانوتوي – رحمه الله- استدعته ولاية «بهوبال»، فلم يجبها، ثم إن السيد أحمد – رحمه الله – رضي بالتوجه إليها، فقرروا له راتبًا قدره مئة وخمسون روبيةً(12).
هذا، ولم ترض «دارالعلوم» أن يكون العاملون فيها على حيرةٍ وقلق من أمرهم، ويعيشوا عيشةً ضنكاً فيفقدوا راحتهم النفسية وفراغ خاطرهم. ويشهد التاريخ بأنهم لم يواجهوا مثل هذه الظروف إلا بادرت «دارالعلوم» إلى رفع رواتبهم بما يملي عليها الظروف والأوضاع المعيشية ليواصلوا نشاطاتهم مع قرارة النفس وراحة البال فرفعوا راتب رئيس هيئة التدريس في هذا العام خمساً وعشرين روبيةً فأصبح راتبه خمسا وسبعين روبية هندية. في حين كان راتبه خمسين روبيةً، وشملت الزيادة رواتب غيرهم من العاملين في «دارالعلوم».
إنشاء مسجد على محطة السكة الحديدية بديوبند:
نظراً لمكانة «دارالعلوم» ومرجعيتها كان يُكثر أهلُ العلم وعامة المسلمين من التردد إلى «ديوبند»، ولم يكن يتوفر من وسائل السفر إليها حينئذ إلا القطار، وأما الشارع فلم يُشَقَّ إلا بعد فترةٍ مديدةٍ من الزمان. وكانوا يلاقون الألاقي بسبب عدم وجود مسجدٍ على المحطة، وتكررت مساعي بعض أهل «ديوبند» لبناء المسجد بها، وفعلاً قطعوا بعض الأشواط المبدئية الإنشائية ذات مرةٍ، واتخذوا بعض الخطوات الأساسية لإقامته إلا أن بعض العوائق حالت دون تنفيذ مشروعه، وكان الله تعالي كتب هذه السعادة لأشقَّاء من أصحاب الخير في «دهلي» وهم الشيخ محمد إبراهيم والشيخ محد يعقوب والشيخ محمد ياسين، فأقاموا على نفقتهم مسجدًا رائعًا على مقربة من المحطة، واتخذوا له فناءً واسعًا وسوَّروه بسورٍ يحيط به من كل جانب. وبداخل المسجد حديقة غناء، وحجرات للإمام والمؤذن كما أقاموا بعض المحلات التجارية لينفقوا غلتها على المسجد. وبلغت تكلفة المسجد خمسة آلاف روبية(13).. ووُكل الإشرافُ عليه إلى «دارالعلوم».
* * *
الهوامش:
(1) هوالسلطان الغازي سليم الأوّل بن السلطان بايزيـد الثاني (1470-1520م) وأوّل من حمل لقب «أمير المؤمنين» من آل عثمان، ويعرف لدى الغرب و البعض بـ«Selim the Grim» أي سليم العابس ويلقب كذلك بـ(ياوز) وتعنى باللغة التركية الشجاع. حكم الدولة العثمانية لثماني سنوات (1512- 1520م) يُلقب «بالقاطع» أو «الشجاع» عند الأتراك نظرًا لشجاعته وتصميمه في ساحة المعركة. واتسعت رقعةُ الدولة اتساعًا كبيرًا فشملت بلاد الشام والعراق والحجاز وتهامة ومصر، حتى بلغت مساحة أراضيها حوالي مليار فدّان يوم وفاته. وكان من نتيجة فتوحاته الواسعة أن ازدهرت الدولة العثمانية في أيام خلافته. للاستزادة من ترجمته راجع:http://en.wikipedia.org/wiki/Main_Page
(2) السلطان الغازي محمد الثاني الفاتح ( 811 -885هـ /1409-1481م ) والذي عُرف في أوروبا خلال عصر النهضة باسم “Mahomet II”، هو سابع سلاطين الدولة العثمانية وسلالة آل عثمان، يُلقب- إلى جانب «الفاتح»- بأبي الفتوح وأبي الخيرات، وبعد فتح القسطنطينية أضيف لقب «قيصر» إلى ألقابه. حكم ما يقرب من ثلاثين عامًا. يُعرف هذا السلطان بأنه هو من قضى نهائيًا على الإمبراطورية البيزنطية بعد أن استمرّت أحد عشر قرنًا ونيفًا، ويعتبر الكثير من المؤرخين هذا الحدث خاتمة العصور الوسطى وبداية العصور الحديثة. تابع السلطان محمد فتوحاته في آسيا، فوحّد ممالك الأناضول، وتوغّل في أوروبا حتى «بلغراد». كان محمد الثاني عالي الثقافة ومحبًا للعلم والعلماء، وقد تكلّم عدداً من اللغات إلى جانب اللغة التركية. راجع: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.
(3) المقوقس صاحب الإسكندرية. أهدى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولَمْ يُسلم، وظل نصرانيا، ومنه فتح المسلمون مصر فِي خلافة عمر رضي اللهُ عَنْهُ. قَالَ ابن ماكولا: اسم المقوقس جريج يعني بجيمين، أولهما مضمومة. راجع: أسد الغابة 5/246.
(4) للاستزادة من تفاصيل هذا المكتوب النبوي راجع كتابنا «مكتوبات نبوي» (الكتب النبوية)بالأردية.
(5) السلطان عبد الحميد الثاني وبالتركية الحديثة: Sultan Abdulhamid II 1257-1336)هـ/1842-1918م): خليفة المسلمين الثاني بعد المئة والسلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، والسادس والعشرين من آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة. تولى الحكم في (10/شعبان 1293هـ – 31/أغسطس1876) وخُلع بانقلابٍ سنة (6/ربيع الآخر 1327هـ – 27/أبريل1909م)، وُضع رهن الإقامة الجبريَّة حتّى مماته. وهو آخر من امتلك سلطة فعلية منهم، خلفا لأخيه السلطان مراد الخامس. يعرف بـ«أولو سُلطان عبدُ الحميد خان» و «السُلطان المظلوم». تلقى السلطان عبد الحميد تعليمه بالقصر السلطاني وتعلم اللغات العربية والفارسية. شهدت خلافته عددًا من الأحداث الهامة، أمثال مد سكة حديد الحجاز الذي ربط دمشق والمدينة المنورة، كما فقدت الدولة أجزاءً من أراضيها في البلقان خلال حكمه. راجع: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.
(6) مجلة العربي، الكويت العدد: شهر يناير1968م.
(7) السلطان محمد الخامس رشاد بن عبد المجيد الأول(1260- 1336هـ /1844-1918م) هو السلطان الخامس والثلاثون للدولة العثمانية، تولى الحكم بعد خلع أخيه عبد الحميد الثاني 1909م/1327هـ وكان عمره 65 عاماً، توفي في قصر يلدز في 3/يوليو 1918م، وعمره 74 سنة. أعيد تفعيل الدستور بعد تنصيبه وحصل الاتحاديون على نصرساحق في الانتخابات النيابية عام 1330هـ/1911م، فأحكموا قبضتهم على السلطة وقاموا بعمل الكثير من التغييرات على الدولة. بدأت الحرب الإيطالية الليبية وحاولت إيطاليا احتلال ليبيا فأرسل العثمانيون ما استطاعوا من الجند والقادة والعدة، لكن بعد المسافة عن مركز الخلافة وكثرة عدد الإيطاليين مقارنة بالجيشين العثماني والليبي، بالإضافة إلى استعمال إيطاليا للطائرات في الحرب لأول مرة في التاريخ سبَّب ضعفَ الموقف العسكري العثماني ثم لم تلبث أن استغلت دويلات البلقان هذه الحربَ ليُلعن بدورها الثورة على العثمانيين، فاشتعلت حرب البلقان وهُزمت الدولة العثمانية على الجبهتين. راجع: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.
(8) قدَّم السيد خليل بك هذه الهدية المباركة القيمة إلى والدي – رحمه الله- في مبنى المكتبة الحالية بكل أدب واحترام وأنا بين أيديهم وساق التفاصيل التي سردها المؤلف في متن الكتاب وقد صحبه يومئذ في زيارة «دارالعلوم» مع السفر التركي الحاج محمد يعقوب – رحمه الله – أحد أثريا «كالكوته»- فقال لوالدي – رحمه الله-: اسمح لي أن أعمل لهذه الهدية القيمة صندوقاً غالياً وأسعد بتقديمه لك، فرحب به الوالد– رحمه الله – بكل فرح سرور. (محمد طيب)
(9) راجع التقارير الدورية لعام1332هـ ص 29،30 .
(10) النواب سليم الله خان بن أحسن الله خان (1301-1333هـ/ 1884- 1915م): توفي أبوه وهو ابن سبعة عشر عاماً، وذلك عام 1901م وأصبح نوابا لـ«داكا». كان مدافعاً كبيرًا عن القضايا الإسلامية الدينية، وصاحب إقطاعات واسعة ،حريصاً على النشاطات الإسلامية في الهند، كان جده الخواجه عبد الحكيم له نفود كبير في البلاط المغولي في دهلي. للاستزادة من ترجمته راجع: http://en.wikipedia.org/wiki/Main_Page
(11) للاستزادة من تفاصيل رحلة «داكا»راجع التقارير الدورية لعام 1332هـ ومجلة «القاسم» العدد شهر جمادى الأولى ورجب عام 1332هـ.
(12) التقارير الدورية لعام 1334هـ ص 38.
(13) والشيخ محمد يعقوب الراحل هذا كان والد الحافظ محمد يوسف – مالك مجلة «شمع» الصادرة في دهلي-، وأما الشيخ محمد إبراهيم فشقيق والده الأكبر، وأما الشيخ ياسين فعمه. وبنى هؤلاء هذا المسجد بذكرى أمهم زوجة الحاج عبد الرحمن، ولإهداء ثوابه لها.
* * *
(*) أستاذ التفسير والأدب العربي بالجامعة.
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، جمادى الأخرى 1436 هـ = مارس – أبريل 2015م ، العدد : 6 ، السنة : 39