دراسات إسلامية
إعداد : محمد قمرالدين القاسمي (*)
الحِوَار في اللغة: الحوار مشتق من الحَوْر وهو الرجوع. ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَّنْ يَّحُورَ﴾(4: سورة الانشقاق)، فالمعنى اللغوي للحوار هو مراجعة الكلام والحديث بين الطرفين، ومنه المحاورة بمعنى المجاوبة ومراجعة الكلام.
والحوار اصطلاحاً: هو لفظ عام يشمل صوراً عديدة منها المناظرة والمجادلة، ويُراد به: مراجعة الكلام والحديث بين طرفين دون أن يكون بينهما ما يدل بالضرورة على الخصومة.
وإذا أضيف لفظ الحوار إلى الأديان أصبح معناه ما يدور من الكلام والحديث والجدال والمناقشة بين أتباع الأديان، وهذا يدل على أن معناه عام متعدد الأشكال والصور والأنواع بحسب نوعية الكلام والمناقشة. و مع كل، يتبين أن الحوار هو عملية تواصلية متكافئة بين اثنين أو أكثر بهدف الوصول إلى الحقيقة بعيداً عن الخصومة والتعصب.
معنى الحوار بين الأديان:
الحوار بين الأديان هو من المصطلحات الجديدة المجملة، وهو يتنوع بحسب أهدافه وأغراضه إلى عدة أنواع، منها ما هو حق، ومنها ما هو باطل.
معنى الحوار بين الأديان عند الغرب:
وعجباً أن الدعوة للحوار بين الأديان بمعناه الجديد جاءت من النصارى وليست من المسلمين. وهذا الشعار للحوار بين الأديان هو في الأساس شعار من قبل الغرب للتعايش السلمي والتسامح والتقارب. و هذا يدلّ على أن الغرب يشعر بالحاجة إلى الأمان بعد قسوتهم و ظلمهم وجورهم على المسلمين لمدة طويلة. و بدأ الغرب هذا الحوار لنشر دينه وثقافته و للمصلحة التبشيرية له. و أخذ هذا الشعار لإثارة الشكوك بين المسلمين تجاه دينهم الإسلامي والعقائد الإسلامية، و اتخذ الحوارَ وسيلةً للتشكيك في شخصية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). و إن الغرب قد أعلن الحوار خصوصاً مع المسلمين لكي يتفق المسلمون مع المسيحية من جهة، وفي جانب آخر لكي تحصل الكنيسة على شهادة واعتراف لصحة دينها. وإن هذه المعاني و الأهداف مبينة من قبل الكنيسة الكاثوليكية ومجلس الكنائس العالمي.
معنى الحوار بين الأديان عند الإسلام:
إن كلمة الحوار لم تأت في القرآن الكريم ولكن الاشتقاقات لها موجودة في القرآن الكريم في أربعة أماكن مختلفة:
قال الله تعالى:
* ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَّجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَّفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا* وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَآئِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا﴾ (سورة الكهف: 32-36).
* ﴿قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا﴾ (سورة الكهف:37).
* ﴿قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ (سورة المجادلة:1).
* ﴿إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ﴾ (سورة الانشقاق:14).
ومن النموذج القرآني للحوار الآيات الكريمات التي جاءت في سورة الكهف، وهي القصة التي جرت بين موسى عليه السلام والخضر:
قال تعالى: ﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَآ آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنٰهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا* قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَآءَ اللهُ صَابِرًا وَلآ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا * قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا * فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا * فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا * فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا * قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا﴾ (الكهف: 65-78).
الحوار مع غير المسلمين على نوعين:
1- الحوار في الشؤون الدنيوية: وهي لا تتعلق بالشؤون والمعتقدات الدينية. و هذا النوع من الحوار هو للتعايش السلمي والتسامح، و الصلح والمعاهدة وهذا الحوار ما يسمى بالمفاوضات، و هو مسموح عند الإسلام بل ضروري للتعايش السلمي.
2- الحوار في الشؤون الدينية : و هذا النوع من الحوار له أيضاً أشكال عديدة، لها أحكام مختلفة. و فيما يلي أذكر الأشكال العديدة للحوار بين الأديان مع أهدافها المختلفة و أحكامها الشرعية الإسلامية:
1- حوار الدعوة إلى الله أو الدعوة إلى غير الله.
2- حوار التقريب بين الأديان.
3- حوار الوحدة بين الأديان.
4- حوار الاتحاد بين الأديان.
5- حوار التعايش أو التسامح بين أتباع الأديان.
1- حوار الدعوة إلى الله:
المفهوم الإسلامي لهذا الحوار هو الحوار مع أتباع الأديان الأخرى للدعوة إلى الطريق الصحيح والخالق الحقيقيّ لهذا الكون، ولإيضاح صحة نبوة محمد (صلى الله عليه وسلم) ومحاسن الإسلام العظيمة، وبيان ما هم عليه من الباطل، وهذا الحوار مطلوب شرعاً وهذه الدعوة تكون مع البيان والبرهان و الحجة و الحكمة. والحوار في الإسلام هو في الحقيقة الدعوة إلى الإسلام، والقيام بحجته و حجيته، لتوضيح الصورة الصحيحة لعقائد الإسلام وآدابه وأحكامه، وإيضاح محاسن الإسلام لهم، وبيان ما هم عليه من العقائد الباطلة، وإخراجهم من ظلمات الشرك والجهل إلى نور التوحيد و معرفة الله، و هذا الهدف من أعظم ما يدعو إليه الإسلام، وهذا النوع من الحوار هومطلبٌ ملحٌ و هدف شرعي مطلوب.
قال الله تعالى:
﴿قُلْ يَآ أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران:64).
و قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَآ إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْـمُسْلِمِينَ﴾(فصلت:33)
وتستند شرعيةُ الحوار في الإسلام و الدعوة إلى الله تعالى إلى آيتين كريمتين أولاهما: قوله تعالى: ﴿قُلْ يَآ أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران:64)، وقوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْـمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (سورة النحل:125). ولذا فلا مجادلة في مشروعية هذا النوع من الحوار؛ لأنه من أعظم سبل الدعوة إلى الإسلام.
وبالإضافة إلى ذلك إن لغة القرآن تعتبر لغةَ الدعوة و الحوار، ويدل عليه أسلوب القران الرائع الذي يخاطب الناس جميعاً بألفاظ النداء مثلاً: يا أيها الذين آمنوا، يا أيها الناس، يا عبادي… وكذلك تواصل وتمارس هذه الدعوة و الحوار السنة النبوية. و أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) أيضاً مارسوا عمليةَ الحوار والدعوة.
وقد قام بالحوار بين الأديان بهذا المعنى الشرعي الدعوي المطلوب الأنبياءُ الكرامُ في حواراتهم الكثيرة مع أقوامهم بطرق مختلفة وأساليب عديدة.
و إذا كان الحوار لوناً من ألوان الدعوة والبيان، فعلى المسلمين أن يذهبوا إلى غير المسلمين و أن يدعوهم إلى دار السلام و الإسلام. ومن لوازم الدعوة أن يكون القول لينًا، قال تعالى لنبيه موسى – عليه السلام – وهو يرسله إلى مدعي الربوبية «فرعون»: ﴿اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي* اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ (طه: 42- 44).
حوار الدعوة إلى شريعة غير الإسلام:
طبقاً للعقائد الإسلامية الثابتة الصحيحة إن المسلمين يؤمنون ويُجمعون على:
* أن الدين الحق هو دين الإسلام، وأنه خاتم الأديان، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع. قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (آل عمران:85).
* وأن القرآن الكريم هو آخر كتب أنزله الله تعالى، وأنه ناسخ لجميع الكتب من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها، والقران الكريم مهيمن عليها. قال الله تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللهُ وَلاَ تَتَّبِـعْ أَهْوَآءهُمْ عَمَّا جَآءكَ مِنَ الْحَقِّ﴾ (المائدة:48).
* و أن التوراة والإنجيل قد نُسِخا بالقرآن الكريم، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان كما جاء بيان ذلك في آيات من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ﴾ (المائدة:13)، ولهذا فما كان من هذه الكتب صحيحًا فهو منسوخ بالإسلام، وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل.
* و أن نبينا ورسولنا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) هو خاتم الأنبياء والمرسلين، كما قال الله تعالى: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ الأحزاب:40).
فنظرًا إلى هذه الأصول و العقائد الثابتة نقول إن الحوار بين الأديان – في المنظور الغربي – بكل أنواعه الذي هو في الحقيقة وسيلة تنصيرية واستعمارية، ومناورة سياسية لتحقيقهم بعض المكاسب، أمر باطل. و الإسلام يخالف هذا النوع من الحوار، سواء كان الحوار أو الدعوة إلى شرائع و أديان أخرى غير الإسلام أو الدعوة إلى اللادينية؛ لأن الدين عند الله هو الاسلام فقط، و تبليغ الديانات الأخرى مرفوض كلياً عند الإسلام، فلا حوارَ للدعوة إلى الديانات الأخرى غيرِ الإسلام.
2- حوار التقريب بين الأديان:
بعد أن استطاع العالم الغربي في إدارة الحوار بمعناه المضلّ، استطاع عن طريقه أن يقنع المسلمين بفكره الذي يريد، فصار يطالب بالحوار بين الأديان على أساس أن يقبل أتباع كل دين الدين المخالف لهم كما هو، و أن يكون البحث أثناء الحوار عن مواطن الاتفاق، والبعد عن مواطن الاختلاف، و أن يكون التعاون من أجل السلام العالمي، والتعايش العالمي، وترك المعاداة، ونحو ذلك.
و من خصائص هذا النوع من الحوار بأنه هو البعد عن التلفيق بين عناصر الأديان، وتجنب البحث والمناقشة في المسائل العقدية الشائكة، والتجنب عن مقاصد التجريح، والتعاون فيما يقع التوافق فيه من أعمال النفع العام فعل الصالحات والنافعات للبشرية، ومواجهة الطغيان، و التعرف على الآخر كما يريد أن يُعرف، التعاون على تحقيق القيم المشتركة وكذلك التعاون حول قضايا العدل والمستضعفين، والشعوب المضطهدة، والأوطان المحتلة، وقضايا الفقر والمرض… و ما إلى ذلك.
ومن خصائص الهامة لهذا النوع من الحوار- كما يبينها الغربيون- هو التأكيد على المحبة والمودة، والإخاء والصداقة، والثقة والاحترام المتبادل، وروح المسالمة والتفاهم والوئام.
موقف الإسلام تجاه هذا النوع من الحوار: إنّ من أهم الأهداف الغربية للحوار بين الأديان هو فكرة حوار التقريب بين الأديان، وإن هذه الفكرة سائدة و جارية على الساحة العالمية والمحلية، و من المعلوم إن هذا الهدف لا يتفق مع فكرة الدعوة إلى الإسلام على أساس أنّ الإسلام هو الدين الصحيح، وأنّه هو الدين المهيمن على سواه من الأديان، قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّـمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ (المائدة/48).
وأنّ الإسلام له المركز الأرقى، وهو الدين الصحيح، فالإسلام أحق أن يُستَمَع ويُحتَكَم و أن يُدعَى إليه، فلا يجوز الحوار للتقارب بين الأديان، بحيث أن تؤخد الشؤون المتفقة عليها وأن تُترَك المسائل الخلافية، وفي ذلك خروج عن خط الإسلام الصحيح. ولا يجوز التنازل عن شيء في الإسلام قلَّ أم كثر، قال تعالى: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَآ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ…) (المائدة/49).
وكما نلاحظ إن هذا النوع قريب من حوار التعايش، إلاَّ أنه يزيد عليه المطالبة بإشاعة روح المودة والمحبة، وإزالة البغضاء والكراهية من النفوس.
فـ«حوار التقريب بين الأديان» مخالف لأصول الدين، وأنه مخالف لمنهج النبي (صلى الله عليه وسلم)، ومخالف لإجماع الأمة الإسلامية، وهذا لأسباب تلي:
* أن حوار التقريب بين الأديان هو موالاة للكفار ومخالفة لعقيدة الولاء والبراء، يقول تعالى: ﴿يٰآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْـمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَآءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ﴾ (الممتحنة:1). ويقول تعالى: ﴿لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اللهَ وَرَسُولَهُ…﴾ (المجادلة:22). ويقول تعالى: ﴿يٰآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ …﴾ (المائدة: 51). والمودة والموالاة في «حوار التقريب» هو الشعار البارز الذي يردد في اللقاءات والبيانات المشتركة.
* إن «حوار التقريب» مناقض لهدي الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه وعلماء الأمة؛ لأن أصحاب التقارب يتركون نقاط الاختلاف، ولاسيما مسائل العقائد، وهذه مناقضة لمنهج الدعوة النبوية؛ فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا أهل الكتاب وغيرهم من أهل الأديان إلى تحقيق التوحيد ونبذ الشرك وجادلهم على ذلك، ولم يترك النبي (صلى الله عليه وسلم) المخاطبة في العقائد، ولم يُعرض عن ذلك إلى قضايا مشتركة أخرى.
* أن هذ النوع من الحوار هو في الحقيقة المساواة بين الأديان، وعدم قبول الحقيقة المطلقة لأي منها، وهذا شك في الإيمان والإسلام وتوسط بين الأديان.
* ومن خلال تتبع الآيات والأحاديث المبينة لحوار الأنبياء والرسل مع أقوامهم لا نجد شيئاً يدل على محاولة القرب من الأديان أو العمل معهم في القضايا المشتركة والبعد عن نقاط الخلاف، لا سيما العقائد، بل نجد محاولة من المشركين للتقارب معهم ولكنه قد رفض هذه المحاولة الباطلة الأنبياءُ الكرام كما حدث في عرض كفار قريش التقارب من الإسلام حيث قالوا: «يا محمد هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد فنشترك نحن وأنت في الأمر، فنزلت سورة الكافرون…»
3- حوار الوحدة بين الأديان:
وحدة الأديان هو الحوار من أجل الوصول إلى القول بصحة جميع المعتقدات والديانات، دون أن يتخلى كل دين عن عقائده وشرائعه الخاصة به. إن الدعوة إلى وحدة الأديان هي دعوة قديمة، دعا إليها بعض الزنادقة.
ومن خصائص هذا النوع من الحوار- كما يزعم أتباع هذ الحوار- هوالعمل على المساواة بين كتب الديانات كلها. ومن ذلك الدعوة إلى طباعة المصحف الشريف والتوراة والإنجيل في كتاب واحد بين دفتين، و بناء مجمع لأماكن العبادة يضم مسجداً وكنيسة، وتبادل الزيارات بين عمار المساجد ومرتادي المعابد، وإقامة الصلوات المشتركة في أماكن العبادة لمختلف الأديان، سواء بـ صلاة يشترك فيها الجميع، أو بأن يصلي كل واحد صلاة الآخر وغيرها من الشعائر التعبديّة. والهدف وراء ذلك هو أن تزول الجفوة وتلد المودة.
والجدير بالذكر إن هذا النوع من الحوار ينقسم إلى نوعين:
النوع الأول: الوحدة الصغرى: وهذه الوحدة خاصة بالأديان الإبراهيمية: وهي الإسلام واليهودية والنصرانية. و أتباع هذه الوحدة يدعون إلى بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد، في رحاب الجامعات والمطارات والأماكن العامة، وهم يدعون إلى طباعة القرآن الكريم والتوراة والإنجيل في غلاف واحد.
والنوع الثاني: الوحدة الكبرى: وهذه الوحدة شاملة لجميع الأديان و الشرائع، والملل الوثنية، بل والملحدين. ويهدف هذا النوع من الحوار إلى عدة أمورمنها: إلغاء تقسيم الناس إلى مسلم وكافر، فلا ولاء ولا براء، والقول بصحة جميع الأديان، وأنها طرق لتحقيق غاية واحدة، وتحقيق المصالح المشتركة.
حكمه: ومن خلال الخصائص لهذا النوع من الحوار يتبين أنه كفر خالص و ردة صريحة عن دين الإسلام؛ لأنه تصطدم مع أصول الاعتقاد؛ و لأن هذا النوع من الحوارهو تكذيب للقرآن والسنة في تكفير اليهودية والنصرانية وغيرها من الأديان والشرائع، يقول تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ﴾ (آل عمران: 19)، ويقول تعالى ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُّقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخٰسِرِينَ﴾ (آل عمران:85).
وإن هذا النوع من الحوارهو الدمج بين الأديان، والخلط بين الملل، والسعي إلى إيجاد إطار مشترك يمسخ خصوصياتها العقدية فهو عدوان على الملل جميعاً، بل هو الغش الديني والثقافي، وإن هذه الفكرة ضد العقائد والمبادئ الإسلامية وهي بأن الإسلام قد جاء ناسخًا للشرائع السماوية السابقة فلا يجوز بأي حال القول بأن كل الأديان السماوية عند الله سواء. وإن فكرة الوحدة بين الأديان فكرة مرفوضة شرعاً، محرمة قطعاً بجميع أدلة التشريع في الإسلام، من القرآن والسنة وإجماع الأمة الإسلامية.
4 – حوار الاتحاد/التوحيد بين الأديان:
هو الحوار الذي يتم فيه التقاط أو انتقاء عناصر من كل دين، ثم دمجها سوياً، وتتخذ ديناً، وتترك تلك الأديان، كـ ديانة كريسلام، والديانة البهائية.
تعتبر فرقة البهائية من أبرز من يدعو إلى توحيد الأديان، وتسمى الدين الملفق بالديانة العالمية، والذي تبشر به البهائية وتدعو إليه، وتعتقد أنه الدين الناسخ لجميع الأديان السابقة، والذي يمكن أن يوحد به العالم، ويعطي له السعادة والراحة والاطمئنان. فالبهائيون ينادون بدينهم أن يتحد العالم على دين واحد، ويصبح جميع الناس إخواناً، و أن تتوثق عرى المحبة والاتحاد بين الناس، وتزول الاختلافات الدينية.
حكمه: والحكم لهذا النوع من الحوار واضح فهو دين آخر غير دين الإسلام، وهو كفر أكيد و ردة شنيعة، ومناقض لأصل الدين وهوالإقرار لله تعالى بالتوحيد ولرسوله (صلى الله عليه وسلم) بالنبوة الخاتمة.
5- حوار التعايش أو التسامح بين أتباع الأديان:
المقصود بحوار التعايش هو: الحوار الذي يهدف إلى تحسين مستوى العلاقة بين شعوب أو طوائف، ويهتم بالقضايا المجتمعيّة كالإنماء، والاقتصاد، والسلام، وأوضاع المهاجرين، واللاجئين ونحو ذلك. وحوار التعايش يكون في العادة بين الدول التي تمارس الحياة العملية، ولا مجال له بين الأديان إلا من هذه الزاوية.
ومن خصا ئص هذ الحوار أنه لا علاقة له بالدين، إنه يقتصر على الحوار فيما يتعلق بالمعيشة بين أهل الأديان، و يتعلق بالحياة البشرية وحاجاتها الفطرية، وإنه لا يتضمن محبةً أو ولاءً، أو اعترافاً بصحة دين الآخر أو تزكيةً له أو مدحاً، بل هو قاصر على الأمور الدنيويّة وفي حدود الحاجة البشرية. و يهدف هذا الحوار إلى السعي لإيجاد التعايش بين أصحاب الديانات المختلفة و التقلب الأمني في الأسفار والحرية في الحياة كلها، بعيدًا عن أجواء التوتر والشحناء والخصومات.
موقف الإسلام تجاه هذا النوع من الحوار: لم ترد لفظة التعايش والتسامح في القرآن أو السنة، ولكن ورد لفظ البر والإحسان والقسط. فهذا النوع من الحوار الذي يتعلق بالعلاقة المعيشية بين معتنقي الأديان، و الذي يهدف إلى تحسين العلاقة بين شعوب أو طوائف، و الأقليات الدينية، فإن الإسلام يرحب به، ويدعو إليه من خلال الإحسان والبر والقسط، ولا يتنافى مع نصوص الشرع الناهية عن موالاة الكفار، قال الله تعالى: ﴿لا يَنْهٰكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوآ إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْـمُقْسِطِينَ﴾ (الممتحنة:8).
ومفهوم التسامح والتعايش في الإسلام هو: التعامل مع غير المسلم وفق الحكمة واللين والمعروف وفق الضوابط الشرعية، فإذا حارب أو اعتدى فعلى المسلمين أن يحاربوه. وهو حسن المعاملة، والعيش بصورة ملائمة بين كافة المجتمعات مع الاختلاف الديني والفكري والثقافي، والتعايش بهذا المعنى بين اتباع الأديان المختلفة لا يرفضه الإسلام. هذا النوع من الحوار جائز لا إشكال فيه، وهو خاضع للسياسة الشرعية العملية. وقد تفاوض رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اليهود وعاهدهم، وصالح المشركين في الحديبية، وكذلك الصحابة الكرام تفاوضوا مع أهل الأديان المختلفة فيما يخص دنياهم ومعاشهم، ولا يزال هذا الأمر موضع اتفاق.
وقد عامل المسلمون أهل الملل الأخرى معاملة كريمة بلا خداع ولا ظلم ولا تعسف… وقد عاش في المجتمع المسلم: اليهودي والنصراني والمجوسي وغيرهم في داخل الدولة الإسلامية، من غير أن يُفرض المسلم على أحد لغته أو دينه أو ثقافته أو مبادئه أو موازينه بالقوة.
و إن هذا الحوار يهدف إلى تحقيق المصالح الحياتية المشتركة بين البشر و روابط مشتركة فقد جعل الله الأرض مشتركاً و جعلها لعباده الأبرار والفجار و المسلمين والكفار جميعا. فقال تعالى ﴿وَالْأرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ﴾ (الرحمن:10).
إن التواصل ضروري بين الناس على تنوع دياناتهم وعقائدهم، وتعدد أفكارهم، وتباعد قيمهم، و تنوع ثقافاتهم وميولهم ومقاصدهم، وهذا التنوع آية ربانية. و العيش الكريم يحتاج إلى التعارف و هذا يحتاج إلى الحوار والعلاقات، قوله تعالى: ﴿يٰآ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنٰكُمْ مِّنْ ذَكَرٍ وَأُنْثٰى وَجَعَلْنٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (سورة الحجرات، الآية 13).
و إن هذ الحوارلا يتضمن شيئاً من التنازل عن أمر من أمور الدين، بحجة الترغيب لهم في الدخول في الإسلام، أو إعطاء صورة حسنة عن الإسلام، أو بأي تعليل آخر. وإن هذا الحوار الذي شجع عليه الإسلام يبنى على تكريم بني آدم، و إقامة العدل و الإنصاف مع كل الناس. والعدل أساس عظيم من أسس الإسلام، و الإسلام لا يفرق بين المسلم و الكافر في العدل، و أن العدل و البر و القسط لا يستلزم الاعتقاد بما يدين به أتباع الأديان الأخرى، ولا يقتضي مخالفة المسلم لما يعتقده من أن الإسلام ناسخ لما سبقه من الملل. و كذلك إن هذ الحوار يبني على التزام الحكمة في المعاملة، وهي وضع الأمر في موضعه ومقامه الصحيح الائق به، الموافق للمنهج الرباني، ولطبيعة النفس الإنسانية.
خلاصة المقال:
* إن عبارة «الحوار بين الأديان» عامة تتضمن صورًا وأشكالاً و أهدافاً عديدةً، بعضُها حق و البعضُ منها باطل.
* إن الحوار بين الأديان بمعنى الدعوة إلى الله تعالى من أعظم الأهداف الإسلامية و هو هدف شرعي مطلوب.
* إن الحوار بين الأديان بمعنى الدعوة إلى شريعة غير الإسلام مرفوض كلياً عند الإسلام؛ لأن الدين عندالله الإسلام.
* إن حوار التقارب بين الأديان يتضمن أمورًا مخالفةً ومناقضةً لمنهج الأنبياء في الدعوة والحوار، مثل اعتقاد إيمان الطرف الآخر، و التأكيد على المحبة و المودة، وعقيدة الولاء والبراء و غيرها.
* إن حوار الوحدة والتوحيد بين الأديان يتضمنان أمورًا منافيةً لأصل الدين والعقيدة الإسلامية.
* إن حوار التعايش بمعنى البر والإحسان صحيح عند الإسلام بضوابطه الشرعية.
و بالجملة قبل أن نخوض في إدارة أي حوار يجب علينا أن نضع في الاعتبار صورًا و أشكالاً عديدةً لأن لا نُخادع في المقاصد؛ لأن الحوار بين الأديان متنوع بحسب أهدافه وأغراضه منها ما هو حق، ومنها ما هو باطل ولذلك فإن حوار الأديان لايرد مطلقاً؛ لأننا بذلك نرد الحق الذي فيه. ولا يصح أن ننفي المعنى الصحيح في الحوار بسبب استعمال البعض له في الباطل ولكن المنهج القويم هو ردُّ المعنى الباطل وإبراز المعنى الصحيح؛ ولأن في ظهور المعنى الصحيح تبيينٌ للحق وتصحيحٌ لما حصل في هذا الموضوع من الخلط والتخبط بسبب البعد عن مفهومه الشرعي الصحيح. و الجدير بالذكر إن المصدر الأول- في سبيل الحوار و في كل شؤون الحياة – هو القرآن الكريم، ثم السنة النبوية، ثم طبيعة الحال و آراء الأئمة والعلماء الذين اجتهدوا فى العصور المختلفة لاستنباط الأحكام الشرعية.
* * *
(*) باحث الدكتوراه بقسم اللغة العربية وآدابها، جامعة دلهي، الهند.
البريد الالكتروني: qamar.arbeng@gmail.com
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، رمضان – شوال 1435 هـ = يونيو – أغسطس 2014م ، العدد : 9-10 ، السنة : 38