كلمة العدد
لقد ساد العالمَ كلَّه اليوم الفوضى والقلاقلُ والبلابلُ واللّاأمنُ واللاّسلامُ وكلُّ معنى من معاني الخوف والاِنزعاج واللاّاِستقرار واللاّطمأنينة، وصارت البشرية كلّها تعاني جحيمًا لا تُطَاق رغمَ جميع التسهيلات الحياتيّة التي فاض بها التقدمُ العلميّ والتكنولوجيّ الباهر الذي أَدْهَشَ الإنسانَ المعاصر الذي ينعم من الوسائل الماديّة الباذخة بما لم يتصوّره الإنسان الماضي حتى في أحلامه.
وصار الانتحار ظاهرةً عامّةً ولا سيّما في البلاد التي تُعَدُّ متقدمةً وتفرض على العالم وصايتَها وبالأخصّ تلك التي تُعْتَبَرُ قوى عظمى لتفوّقها في التقدم العلميّ والتكنولوجيّ والقدرة العسكريّة والاستراتيجيّة، حتى فرضت هي حضارتَها على الدنيا كلّها، التي تدعو إلى الحرية المُطْلَقة، والعري والعار، والفجور والاستهتار، والخلاعة والمجون، والمِثْلِيّة وعيش الإنسان كالبهاتم، وتَبَنِّي الوقاحة والتخلّي عن القيم الخلقية والإنسانية كلها. ورغم ذلك بات الذين استجابوا لدعوتها الحضارية أكثر تجرّدًا من الأمن والسلام وطمأنينة النفس وهدوء البال من غيرهم الذين لم يُلَبُّوا لدعوتها هذه.
فصارت الحاجةُ ماسَّةً جدًّا أن يُدْعَىٰ الإنسانُ التائه في متاهات الحضارة الماديّة الغربيّة، والفاقد لكل نوع من الأمن والسلام والمسكون بالمخاوف المجهولة المعنى والقلاقل المُبْهَمَة والانزعاجات الغامضة إلى تعاليم الإسلام، ذلك الدين الإلهي الحقّ الأخير الباقي الخالد الذي عُجِنَتْ طينتُه بالسلام والأمن، وعُرِفَ الاعتقاد به وتبنّيه في مصدريه اللذين يتضمنانه وجميع تعاليمه وأحكامه وشرائعه بـ«الإسلام» و«الإيمان».
و«الإسلام»من «السَّلْم» و«السَّلاَمَة» وهما تعطيان معنى التعري من الآفات الظاهرة والباطة، ومن «السَّلاَم» و«السَّلْم» و«السِّلْم» وهي كلها تعطي معنى «الصُّلْح»، فالإسلام الدين الإلهي يعني هذه المعاني الكريمة كلّها. ومن معاني كلمة «الإسلام» اللغوية: الدخول في السَّلْمِ وهو أن يَسْلَم كل واحد من الفريقين أن يناله من ألم صاحبه. كما أن معنى «السَّلَم» و«السِّلْم» الربح، فكأنّ المسلم – وهو الحقّ – يربح ربحًا مطلقًا فيما يتعلق بدنياه وآخرته، ويتجنّب الخسائر كلَّها فيهما معًا.
ومن هنا كان معنى الإسلام الاصطلاحي الشرعي الاعتراف بالله باللسان مع الاعتقاد بالقلب، والوفاء بالفعل، والاستسلام له تعالى في جميع ما قضى وقدر.
وقد جاء استعمال الكلمة في كتاب الله عز وجل باشتقاقاتها وصيغها وأفعالها بما فيها «السَّلْم» و«السِّلْم» و«السَّلَمُ» و«سلام» و«سليم» و«إسلام» و«مسلم» و«مسلمون» و«مسلمة» و«سَلَّم» و«أسلم» وغيرها في 136 موضعًا.
ومن أسماء الله تعالى «السلام» لأنه تعالى لايلحقه العيوب والآفات التي تلحق الخلقَ. وبما أن السلامة الكاملة الحقيقية بمعنى الكلمة لا تتحقق إلاّ في الجنة، لأن فيها بقاءً بلا فناء، وغنى بلا فقر، وعزًّا بلا ذل، وصحة بلا سقم، فسُمِّيَتِ الجنةُ في آيات متعددة بـ«دارالسلام».
أمّا كلمة «الإيمان» التي هي من «الأمن» و«الأمان» و«الأمانة» وهي كلّها مصادر تعطي معنى «طمأنينة النفس وزوال الخوف» فقد تكرر استعمالها كثيرًا في كتاب الله تعالى. وكأن الإيمان بالله تعالى تعني هذه الحقيقة، وإن كان معنى الكلمة في الشريعة هو الاسم للشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، ويراد بالكلمة أيضًا إذعان النفس للحق على سبيل التصديق. وذلك باجتماع ثلاثة أشياء: تحقيق بالقلب، وإقرار باللسان وعمل بحسب ذلك بالجوارح.
وتتضح أهميّة معنى الأمن والأمان والإيمان في الشريعة الإسلامية أن الكلمة اسْتُعْمِلَتْ بصيغها الشتى وأفعالها المختلفة ومشتقاتها الكثيرة في 782 موضعًا في القرآن الكريم، مما يؤكد أنّ هذا الدين الإلهي الأخير – الذي أُنْزِلَ لسعادة الإنسانية كلّها – يُوْلى الأمنَ والسلامَ الأهميّة القصوى، ويَعُدُّها ركيزةً أساسيّةً للحياة الإنسانية والمجتمع البشري؛ لأن الإنسان إذا فقد الأمنَ والسلامَ يعود لا يصلح لأداء ما يجب عليه نحو نفسه أو نحو ربّه أو نحو أبناء المجتمع الآخرين؛ حيث يعود بدونه مشغول البال، يُوَزِّع عليه اللاّأمنُ والمخافةُ الأفكارَ، وتستقطب هذه الحالة السلبية اهتمامه كلَّه، ويُحَوِّله يعيش الليلَ والنهارَ مهمومًا مُشَوَّشًا منزعجًا، فلا يجد فرصة لعمارة وقته بما يُسْعِده ويَضْمَنُ له الفلاحَ، فضلاً عن أن يجد فرصة للعمل على عمارة الكون وإسعاد الإنسانية، ويتفرّغ لعبادة الله وأداء ما عليه نحوه من حقوق وأحكام فرضها تعالى عليه لينحت منه إنسانًا سويًّا يحوز فلاحَ الدنيا والآخرة.
ولذلك قَيَّدَ الإسلام أبناءه بآداب وتعليمات تجعلهم يعيشون بالأمن والسلام هم ويَدَعُون غيرَهم من أبناء المجتمع البشري يعيشون هم كذلك متمتعين بهذه النعمة الغالية التي عليها تتوقف مسيرة عجلة الحياة بنحو طبيعي وانسيابيّة عفوية واندفاع تلقائي؛ فمنعهم – مثلاً – منعًا باتًّا من ممارسة الظلم والاعتداء على الآخرين أيًّا كانت ديانتهم وأيّا كان لونهم وعرقهم وانتماؤهم؛ ومنعهم بشدة من النهب والغارة والغصب والسرقة وغمط حقوق الآخرين من أبناء المجتمع البشري على اختلاف دياناتهم وألوانهم وأعراقهم وأوطانهم؛ ومنعهم من الكذب والغيبة والنميمة والحسد والبغض دونما حق من حقوق الله؛ لأن هذه الخصائل كلّها تفسد الآدميّة، وتسلب الإنسان إنسانيته، وتجعله أنانيًّا يؤثر نفسه على حساب مصالح الغير؛ ومنعهم من الكبر والغطرسة والخيلاء والفخر والفرح الفارغ؛ لأن هذه الخصال الذميمة تجعل صاحبها يعمل في حياته بما يضرّ أعضاءَ المجتمع كلَّهم، ويصدر في تحركاته جميعها عن سلبيّة تضرّ نفسه وغيره بلا حدود ولاقيود، وبذلك فيختل الأمن الاجتماعي العامّ؛ كما منعهم من الزنا واللواط أو ما يعرف اليوم بـ«المثليّة» أو «الزواج المثلي» وإيذاء الغير حتى باللسان فضلاً عن الفعل والسلوك؛ ونهى عن السخرية والاستهزاء واحتقار الآخر والإساءة إلى أحد بأي من القول والفعل أو الإشارة؛ وفرض عليهم احترام الآدميّة، وتجنّب كل شيء يتأذى منه الآخرون. والقائمة طويلة بالتعليمات التي أخذ بها الإسلام أبناءه ليكونوا إنسانًا في معنى الكلمة، فلا يختل أمن المجتمع الذي يضمّهم ويضمّ آخرين من غيرهم الذين تختلف دياناتهم واتجاهاتهم وألوانهم وأوطانهم؛ ولكنهم جميعًا أبناء آدم وآدم من تراب، لافضل لعربي على عجمي ولا لأسود على أحمر إلاّ بتقوى الله والعمل الصالح. أعلن هذه المبادئ كلها وغيرها نبي الإسلام محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – في حجة الوداع صريحة، وكانت عبارة عن ميثاق حقوق الإنسان الشامل الكامل الذي لم تهتد إلى أحسن منه منظمة بشرية نهضت بدعاوي عريضة وأقاويل طويلة في شأن الدفاع عن حقوق الإنسان.
كما أمر الإسلام أبناءه بتعليمات أخرى إيجابية تأتي ضمن «الأوامر» تزرع الأمن والسلام في المجتمع البشري، وتحول دون كل معنى من معاني القلق والبلبلة والمخافة، فأمرهم بالصدق، وأكد عليه وعلى فضائله ومُعْطَيَاته وانعكاساته الإيجابية البعيدة المدى في مواضع لا تُـحْصَىٰ وبأساليب لا يقبلها العدّ؛ وبالتواضع وحسن الخلق وإحسان الجوار وحفظ الأسرار، والعدل والإنصاف، والوفاء بالوعد؛ لأن ذلك كله يُكَرِّس الأخوة والوحدة والتماسك والثقة بين أبناء الجنس البشري. والجوارُ قد يكون مُتَحَقِّقًا بمجاورة البيوت والمنازل كذلك يتحقق بالمواطنة بالمعنى الواسع؛ لأن إحسان الجوار يؤكد معنى الأمن والطمأنينة بين أبناء المجتمع، وإساءته تُكَرِّس معاني الاختلال الأمني والاضطراب السلامي، ويُعَمِّق معاني عدم الثققة بين أفراد مجتمع واحد، حتى عدّ النبي صلى الله عليه وسلم – «غير مؤمن» كل من يسيء إلى جاره بأي من سلوكه، فقال: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن». قيل: من يا رسول الله!. قال: «الذي لا يأمن جاره بوائقه» (البخاري، الحديث 6570) والبائقة هو كلُّ نوع من الشر شديدًا كان أو خفيفًا، وكأنه – صلى الله عليه وسلم – قال: من سبّب لجاره أي أذى – ولو كان عاديًّا – فإنّه لايكون مؤمنًا حقًّا. هذا المبلغُ السامي يبلغه الإسلام في تأديب أبنائه بآداب تُرِسِّخ معاني الأمن والسلام والثقة المتبادلة والطمأنينة المشتركة في المجتمع البشري حتى يعود أعضاؤه كلهم متعاونين متضامنين في العمل لصالح أنفسهم وصالح غيرهم، ويصبحوا إخوانًا متقاسمين الأحلام والآلام.
وقد جلّى النبي – صلى الله عليه وسلم – هذا المعنى الشريف في حديث آخر بتعبير أدقّ وأشمل؛ حيث قال: «المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم» (الترمذي، الحديث: 2627) قد صَرَّح النبيّ – صلى الله عليه وسلم – أن المؤمن من لا يخافه الناس على أرواحهم ومُمْتَلَكاتهم العامّة، فضلاً عن معابدهم والأمكنة التي يحترمونها باسم الديانة. وقد كان ولا يزال المسلم ملتزمًا بتعليمات النبي – صلى الله عليه وسلم – فظل لا يعتدي على نفس أحد أو شيء من ممتلكاته فضلاً عن الأمكنة التي يعبد فيها من يعبده أو ما يعبده؛ ولكن غيره من كثير من أبناء العالم لا يتلزمون بهذه التعليمات السامية التي تُرَسِّخ احترام بني آدم، وتُكَرِّس معاني الأمن والسلام التي لابدّ منها للمجتمع البشري، لكي يبقى صالحًا لتعايش أفراد الجنس البشري بأمن وسلام وثقة متبادلة.
وقد كان أفراد الجنس البشري الذين تخرّجوا في مدرسة النبوة مباشرة، والذين اتبعوهم بإحسان، ولا يزالون يتبعونه، على هذا المستوى السامي الذي أراده لهم نبيهم – صلى الله عليه وسلم – ففي ميدان القتال هو الآخر لم يتعرضوا للضعفاء من الشيوخ والـمُسِنِّين والأطفال والنساء بسوء؛ حسب ما وَجَّهَهم دينُهم وعَلَّمَهم نبيُّهم، وخلال القتال لم يَتَعَدَّوا الحدودَ التي رسمها الإسلام، فلم يُمَثِّلُوا بالجثث؛ ولم يسيئوا إلى القتلى، وإن جَنَحَ الفريق المقاتل للسلم جنحوا لها حسب ما أمرهم كتاب الله تعالى «وَإنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا» (الأنفال/61) ولم يُخْلِفُوا المواعيدَ التي أَعْطَوْهَا المقاتلين، ولم يخوضوا معهم حربًا عدوانيَّة تهدف إلى مجرد الغلبة و الاستيلاء وإنما هدفوا إلى إعلاء كلمة الله وإسعاد الإنسانية والإبقاء على النوع البشري ومصالحه من خلال قمع العدوان الذي كان يمارسه من يحاربون الإسلام دين الله الرامي إلى سلام الإنسان وأمنه والقضاء على جميع دواعي الخوف والقلق والفزع والبلبلة.
وقد نهى الإسلام أبناءه عن التعرض بالقتال من يُعْرِض عنه ولم يَنْوِه، بل تقدّم إليهم بالصلح. وذلك قوله تعالى:
«فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً» (النساء/90).
وقد بَلَغَ الإسلام من التركيز على الأمن والسلام واحترام النفس البشرية أنه اعتبر قَتْلَ نفسٍ بدون جريمة تستوجبه – قتلَها – قتلَ المجموعة البشرية كلها، وعَدَّ الإبقاءَ على نفسٍ الإبقاءَ على المجموعة البشرية بأجمعها فقال تعالى:
«مَنْ قَتَلَ نَفْسًام بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ في الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جميعًاط وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جمعيًاط» (المائدة/32).
وقد كان نبي الإسلام محمد – صلى الله عليه وسلم – رؤوفًا رحيمًا، وقد سَمَّاه ربّه «رحمة للعالمين» في كتابه الذي سيظل يُتْلَىٰ ليوم القيامة «وَمَآ أَرْسَلْنٰكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعٰلَمِينَ» (الأنبياء/107). وحياتُه كلها تدلّ على صفته هذه الجليلة العظيمة؛ ؛ بل كانت حياته ترجمة عملية لهذه الصفة؛ حيث كان يختار جميع الطرق التي تُؤَدِّي إلى حقن الدماء والحفاظ على الحياة الإنسانية والأمن العام، فكان لايختار القتال إلاّ اضطرارًا. وصلحُ الحديبية الذي عقده مع كفار مكة على شروط كانت «تعجيزية» بظاهرها، وكانت تدلّ – على ما يبدو – على التنازل الواضح والاستسلام لدى أهل الباطل يدلّ على إيثاره – صلى الله عليه وسلم – السلامَ على الصدام والأمن على القتال وعلى اللجوء إلى ما يثير الاضطراب واللاّأمن في المجتمع.
إنّ المجتمع الدوليّ الذي يتّهم الإسلامَ بالإرهاب والتطرف ومعاداة الأمن والسلام متجاهلاً ما يتصف به الإسلام من حب السلام والأمن والدعوة الحثيثة المتصلة المُركَّزَة إليه في تعمّد واضح للتغاضي عن ما يمتاز به عن غيره من جميع الديانات والدعوات والحركات في العالم من الفضائل والحسنات بما فيها بل وعلى رأسها احترام إنسانية الإنسان وتوقيرها واعتبارها القيمةَ الأصيلةَ الكبرى التي تتضاءل أمامها كل القيم الصناعية في الكون؛ لأن الإنسان هو الذي سَخَّر له الله تعالى كلَّ شيء في الكون وجعله ينقاد له ويظل في خدمته، حتى يتفرّغ هو لعبادة الله والاستجابة لأوامره ونواهيه، حتى يرتقي بإنسانيته، ويصلح لأن يتغمده الله برحمته فيدخله جنته بعد موته، ويسعده في دنياه قبل موته.
إن هذا المجتمع المتكبر المتنكر لفضل الإسلام في زرع الأمن وإقامة الأمن والدعوة القوية إلى الأخذ بالأسباب التي ترسخ الأمن والسلام مُطَالَبٌ أن يدرس الإسلام وتاريخه وتعاليمه، وبالتالي أن يُطَبِّقها ليذوق نعمة الأمن بعد فقدانه، ويستظل بالطمأنينة النفسية والثقة القلبية بعدما فقدهما في الغناء عن التعليمات الإسلامية والتنكر لها بل ومحاربتها بكل وسيلة اهتدى إليها.
إنّه مُطَالَبٌ أن يؤمن بأن الإسلام هو الذي يضمن له الأمن والسلام ولغيره من الأجيال اللاحقة إلى يوم القيامة، ولن يسود الأمن والسلام في غنى عنه وعن تعاليمه التي كانت ولا تزال وستظل رحمة للإنسانية، علمًا بأن الحق قديم ومراجعته وتبنّيه ولو عن تأخير خيرٌ من التمادي في الباطل؛ لأن الحق هو الذي يعلو ولا يُعْلَىٰ عليه.
المستظلّ بظلّ الإسلام هو أحقّ بالأمن والسلام من غيره كما صَرَّح بذلك القرآن الكريم في آياته الخالدات:
«وَكَيْفَ أَخَافُ مَآ أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بالله مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطٰنًاط فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ج إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ o اَلَّذِيْنَ آمَنُوا وَلَـمْ يَلْبِسُوا إِيْمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولٰئِكَ لُهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ» (الأنعام/81-82).
ولكن أبناء الإسلام رغم أنهم أحقّ بالأمن لاينالون غيرهم بالاعتداء والظلم والعدوان والإرهاب والعنف، كما يصنع معهم غيرُهم من القوى المحاربة للإسلام التي اتخذت الاسلام دونما ذنب منه عدوًّا لها لدودًا تُلاَحِقُه ليلَ نهارَ وتصبّ على أبنائه صنوف العذاب بتهم تختلقها وتُلْصِقها بهم؛ ورغم ذلك تشكو هي من اللاأمن والقلاقل والمخاوف ما لايزال أبناء الإسلام على منجاة منها يفضل الله ورحمته وبفضل دينه الذي يُكْسِب كلَّ من يدين به من الطمأنينة النفسية ما لا تقدر عليه كل الديانات في العالم رغم أن بعضها ظهيرة لبعضها ورغم أنها تتكاتف وتتضافر جهودها على محاربة الإسلام وتقاسم المنافع والأرباح التي تتوقعها من خلال محاربتها للإسلام.
(تحريرًا في الساعة 3 من مساء الأحد: 18/صفر 1435هـ الموافق 22/ديسمبر 2013م)
نور عالم خليل الأميني
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ربيع الأول 1435 هـ = يناير 2013م ، العدد : 3 ، السنة : 38