كلمة العدد

          الاضطرابات الطائفيّة التي فَجَّرَها الطائفيّون المشاغبون من الهندوس «الزوط» في المناطق الغربيّة من ولاية «أترابراديش» التي تُعْرَف بـ«يوبي» ولاسيّما مدينة «مظفرنجر» وقراها وقرى مديرية «شاملي» ومديرية «باغبات» كانت فريدة من نوعها؛ حيث أوجدت بين الأقلية المسلمة وبين الأغلبية الهندوسية ولاسيّما «الزوط» خليجًا لا يُرْدَم، وهدمت كثيرًا من المساجد، وحصدت نحو مئة من أرواح الأبرياء من المسلمين حسب المصادر الحرة، وغيبت نحو مئتين من المسلمين من 22 قرية منكوبة بالاضطرابات، بحيث لاتوجد لهم عين ولا أثر، لحد كتابة هذه السطور، وشَرَّدَت أكثر من سبعين ألف أسرة من بيوتهم؛ حيث لجأت إلى مخيمات كثيرة في كثير من البلدات والمدن، أقامها فاعلو الخير من المسلمين، وتعرضت كثير من السيّدات للاغتصاب الفردي وفي الأغلب للاغتصاب الجماعي من قبل المشاغبين الطائفيين من الهندوس «الزوط» وأحرقت أو هدمت بيوت المنكوبين في قراهم بحيث لم يبق لهم مأوى سوى تلك المخيمات التي يعيشون فيها الأيام والليالي في سوء الوضع وقساوة الظروف ومناوأة الطقوس والتعرض لأمراض كثيرة ومشكلات وتعقيدات لا تُحْصَى يتعرض لها الإنسان حتمًا في عيشه خارج وطنه مُشَرَّدًا محرومًا كلَّ التسهيلات التي كان يتمتع بها فيه ولايمكن أن يتمتع بها خارجه مهما توفرت الجهود وبُذِلَت المساعي بأنواعها.

       تفجرّت الاضطرابات يوم السبت: 30/شوال 1434هـ = 7/سبتمبر 2013م إثر انفضاض الاجتماع التشاوري الموسع الذي عقده الهندوس «الزوط» بعنوان «نحو إنقاذ الفتيات والعرائس الهندوسيّات» في ساحة كلية «نانغلا ماندور» والذي حضره كثير من الهندوس «الزوط» مُسَلَّحِين بأنواع من الأسلحة بما فيها البنادق بأنواعها والسيوف والسكاكين الحادة، وخلال عودتهم من الاجتماع إلى بيوتهم بدأوا يطلقون هتافات استفزازية مثيرة ويتعرضون للمسلمين الذين يعترضونهم في طرقهم إليها – بيوتهم – ويتناولونهم بالضرب أو القتل ممّا أزّم الجوّ وكَهْرَبَه بسرعة البرق الخاطف وأدّى إلى القتل والفتك العشوائي، وامتدّ اللهيب سريعًا من المدن إلى القرى والأرياف.

       ولم تتفجر الاضطراباتُ فجأةً، وإنما فُجِّرت مُخَطَّطَة؛ حيث عُقِدَ الاجتماع الهندوسي المذكور، وسبعةُ اجتماعات مثله في كل من مناطق «مظفرنجر» و«شاملي» و«باغبات» وغيرها من المديريات والقرى المتلاصقة، في الفترة ما بين الجمعة والخميس: 22 و 28/شوال 1434هـ = 30/أغسطس و 5/سبتمبر 2013م. ولو أن الحكومة جدّت في فرض الحظر على هذه الاجتماعات التي أُلْقِيَت فيها خطب نارية ضدّ المسلمين وحُضِّرت أذهان الحضور الهندوس «الزوط» لأخذ الثأر من المسلمين ومُلِئَت قلوبهم كراهية متناهية ضدهم، لما حصل ما حصل من الاضطرابات الفتاكة التي جرَّت ويلات لا تُعَدُّ على المسلمين، كما حالت الحكومة بجدية دون انعقاد مثل هذا الاجتماع الموسع الذي كان يعزم على عقده «الزوط» في قرية «كهيرا» بمديرية «ميروت» فيما بعد الاضطرابات للحيلولة دون اعتقال ومؤاخذة المجرمين منهم الذين تولوا كبرها – الاضطرابات -.

       والمؤسف المدهش المثير لأسئلة كثيرة أن اجتماع كلية «نانغلا ماندور» الذي أدى إلى تفجر الوضع بالاضطرابات، كان قد تمكّن «الزوط» من عقده رغم فرض الإدارة المحلية للبند 144 الذي يقضي بعدم اجتماع أي رجلين فضلاً عن انعقاد اجتماع كبير كان من المعلوم أنه يُكَهْرِب الوضع حتمًا؛ لأنه كان غرضه معلومًا بالتحديد لدى الجميع، وإنه لمستغرب أن لاتكون مصلحة الاستخبارات الحكومية على علم كامل بخطره وتداعياته السيئة.

       إن الطائفيين المتطرفين الذين دائمًا يتخذون الاضطرابات الدمويّة مطية إلى تحقيق الفوز بالأغلبية الساحقة في الانتخابات أو اكتساح قدر كبير من الأصوات فيها، تمكنوا من خلال تفجير هذه الاضطرابات من تحقيق هدفهم الخطير، وهو أسوأ جانب لهذه الاضطرابات. والمؤسف المخوف للغاية أن كلتا الولايتين: «يوبي» و«بيهار» اللتين هما الممر المباشر في الواقع إلى كرسي الحكم والسلطة في المركز: العاصمة دهلي، يستهدفهما الطائفيون هؤلاء الذين يرون أن تفجير الاضطرابات والتوتير الطائفي وتفريق الشعب على المستوى الطائفي خير وسيلة فعّاله لاستقطاب أصوات الأغلبية الهندوسية التي يجوز إسكارها بروح الطائفية والكراهية ضد المسلمين.

       يؤكد ذلك أن المدعو بـ«أمات شاه» الرجل القوي من رجال «نريندرا مودي» كبير وزراء ولاية «غجرات» والمتهم رقم واحد بإثارة اضطرابات الولاية عام 2002م التي حصدت أرواح أكثر من ألفي مسلم على توجيه مباشر منه – ويُعَدُّ «أمات شاه»السهم النفّاذ في كنانة الرجل – منذ أن تولى في ولاية «يوبي» القيادة الانتخابية لصالح حزب «ب ج ب» الهندوسي اليميني المتطرف الداعي إلى إقامة معبد «راما» مكان «المسجد البابري» الذي هدمه الحشدُ الهندوسي تحت إشرافه في ديسمبر عام 1996م، تحولت الولاية كلها متوترة متأزمة مُكَهْرَبَةً بالطائفية واللااستقرار.

       المصادر تقول: إن ثلاث مئة منزل من منازل المسلمين في قرية «لساره» وقرية «بهاؤري» تحولت رمادًا خلال لحظات، وقال سكانها المسلمون المنكوبون بالاضطرابات: إن منازلنا اشتعل فيها الحريق بشكل مفاجئ كأنه ألقيت فيها عبوة ناسفة أو مواد سريعة الالتهاب. وأفادت المصادر أن عملية استنزاف البترول بقدر كبير من محطات الوقود كانت مستمرة منذ أسابيع سبقت الاضطرابات. وكانت عملية إثارة الكراهية وعاطفة الانتصار من المسلمين متصلة مكثفة منذ مدة طويلة، وقد وضع الطائفيون صورة حادث القتل والفتك الحاصل بـ«تشورون» الباكستانية على مواقع الشبكة العنكبوتية معممين إياها إيهامًا بأن ذلك ما يحصل مع الهندوس من قبل المسلمين في غربي ولاية «يوبي» كما أثيرت شائعات متصلة بأن الفتيان المسلمين يتحرشون جنسيًّا مع الفتيات الهندوسيات، ويقومون بـ«الجهاد» ضد الهندوس عن طريق إيقاع البنات الهندوسيات في فخّ الحبّ والهوى؛ وأن ذلك نوع من أنواع «الجهاد» التي يمارسونها مع أعدائهم بمن فيهم الهندوس.

       هناك أسئلة حائرة أثارتها المكالمة التلفونية بين المشاغبين من سكان قرية «كُتْبَا كُتْبِي» ففي بطاقة توصلت إليها «هيئة العمل على إطلاق سراح الشباب المسلم البريئ المعتقل من قبل الشرطة بتهمة ممارسة الإرهاب» يوجد تفصيل للمكالمة برقم الجوالات وتاريخ المكالمة، ثم مضمون المكالمة، حتى توجد أسماء بعض المكالمين. ولغة المكالمة هي اللغة المحلية التي ينطق بها سكان هذه المنطقة من غربي ولاية «يوبي» التي حدثت فيها الاضطرابات.

       وبما أن رئيس هيئة مكافحة الإرهاب بمدينة «مومباي» المدعو بـ«رغوفانشي» من سكان قرية «كتبا كتبي» فطالبت الهيئة المذكورة بإجراء التحقيق الجاد في شأن الاضطرابات في هذه المنطقة، عن طريق مصلحة الاستخبارات، ولاسيّما لأن المكالمين صارح بعضهم لبعض بما يؤكد أن قتل المسلمين في القرية يتم حسب المخطّط. (الناطق باسم الهيئة كل من «شاهنواز عالم» و«راجيف يادوف» رقم الجوال 9415254919، 9452800752، صحيفة عزيز الهند الأردية اليومية، دهلي الجديدة، ص 5، العدد 123، السنة1، السبت: 6/ذوالحجة 1434هـ = 12/أكتوبر 2013م).

       وقد أعمل الطائفيون لذلك كله مسؤولين رسميين من الهندوس «الزوط» فالقضية تحتاج إلى إجراء تحقيق في شأنها عن طريق مصلحة الاستخبارات الحكوميّة، وكل تحقيق يُجْرَىٰ أو يُنْوَىٰ إجراؤه عن غير هذا الطريق لن يجدي نفعًا، وإنما يؤدى حتمًا إلى تعمية الحقائق والتغطية عليها، ولاسيّما لأن 9 مقارّ إدارة الشرطة في مديرية «مظفرنجر» من مقار إدارتها العشرين يعمل بها مسؤولون في الشرطة رفيعو المستوى من فئة الـ«سي أو» (C.O.)  من طبقة «الزوط» من الهندوس؛ فالحاجة ماسة إلى التوصل إلى الجهة أو الأفراد الذين كانوا وراء تعيين هؤلاء المسؤولين بهذا العدد الكبير اللافت للانتباه، كما أن هناك حاجة إلى دراسة قضية تعاطف الشرطة بشكل سافر مع المشاغبين الهندوس في عدد من القرى بما فيها «بهاؤري» و«فجانه» و«لساره». ويجدر بالدراسة أيضًا أن قرية «كتبا كتبي» والقرى المجاورة لها التي تم فيها سفك دماء المسلمين بوحشية رجلان من هذه القرى يعملان مسؤولين رفيعي المستوى في الشرطة في ولاية هندية أخرى، فهل كانا يقومان بتوجيه الشرطة في كل من «مظفرنجر» و«شاملي» و«باغبات» وما إليها من المناطق التي احترقت بالاضطرابات؟.

       ويجدر بالدراسة أن الشرطة في كثير من الأحيان تعمدت أن يسوء الوضع؛ لأن هناك عددًا كبيرًا منها ينتمي إلى الهندوس «الزوط» الذين تولَّوا كبر هذه الاضطرابات في المنطقة؛ ولذلك فإنها تجاهلت أوامر الإدارة حتى مدير المديرية (DM) ، فقد قدم الـ«دي إيم» السابق بمدينة «مظفرنجر» إلى رئيس حزب «سماج وادي» السيّد «ملائم سينغ» تقريرًا قال فيه بصراحة: إن الشرطة لا تعمل بأوامره وتوجيهاته؛ لأنها يوجد فيها عناصر كبيرة من الهندوس «الزوط». (صحيفة أخبار مشرق الأردية اليومية، دهلي/ كالكوتا/ رانتشي، ص7، الجمعة: 12/ذوالحجة 1434هـ = 18/أكتوبر 2013م).

       وكذلك يجدر بالدراسة الموضوعية الجادة أن حكومة «يوبي» بقيادة «أكهاليش يادوف» تمكنت من الحيلولة دون الاجتماع الكبير الذي كان يعزم الطائفيون الهندوس على عقده بمدينة «أجودهيا» – الذي كان بها المسجد البابري الذي هدموه علنًا وجهارًا و في لاشرعية سافرة – بعنوان «84 باريكرما» ولكن الطائفيين استعاضوا عن ذلك بتفجير الاضطرابات الدموية في هذه المنطقة الغربية من ولاية «يوبي»، الأمر الذي يحتاج للدراسة حتى يتم التوصل إلى أنهم كيف تمكنوا من ذلك وكيف نجحوا في زرع الفرقة والكراهية العميقة البعيدة المدى بين المسلمين وبين الهندوس عامة وبين الهندوس «الزوط» خاصّة، على حين إن المنطقة الغربية من الولاية ظلت مثالاً للانسجام الطائفي. وكنا أيام الطلب بجامعة «ديوبند» التي هي جزء من المنطقة نشعر أن التفاهم الطائفي الموجود بين الهندوس والمسلمين في هذه المنطقة لايوجد بين الطائفتين في المنطقة الشرقية من الولاية، فكان الهندوس في الأغلب يحترمون جامعة «ديوبند» وطلابها وكانوا يتعاملون مع عامة المسلمين تعامل المواطن الصالح مع المواطنين كلهم.

       ولكن الكراهية والمخاوف تمكنت في قلوب المسلمين المتضررين لحد أن اللاجئين منهم إلى المخيمات يقاسون الشدائد بالنسبة لقضاء أيام الحياة؛ ولكنهم لايرضون بشكل أو بآخر أن يعودوا لقراهم التي وُلِدُوا فيها وقضوا فيها حياتهم هم وأجدادهم، علمًا بأن الهندوس «الزوط» لا يزالون يحملون في قلوبهم حقدًا أسود وكراهية بالغة ضد المسلمين الذين كانوا جيرانهم بالأمس يعايشونهم منذ أيام آبائهم.

       ومنذ أن هدأ لهيب الاضطرابات وبدأ المنكوبون المسلمون يسجلون عن طريق جمعيات خيرية – وعلى رأسها جمعية علماء الهند – قضايا وبلاغات (FIR) ضد «الزوط» المشاغبين الذين باشروا القتل وإشعال الحريق في بيوت المسلمين وأحسامهم وهتك أعراض نسائهم، بدأ «الزوط» يعقدون سلسلة جديدة من الاجتماعات التشاورية ويُـحْضِرُونَها في الأغلب نساءَهم بدلَ رجالهم، مُسَلَّحات بالعصي والسيوف ويهيئونهنّ للحيلولة دون اعتقال المجرمين منهم، فهن يمارسن الاحتجاج والتظاهر ويصارحن أن الشرطة لن تتمكن من اعتقال «أبريائنا» إلاّ إذا داست أشلاءَنا. وقد خرجت النساء على بكرة أبيهن في قرية «كهيرا» التابعة لمديرية «ميروت» يهاتفن: (لا لاعتقال «الأبرياء») علمًا بأن «الزوط» الهندوس يعتبرون جميع رجالهم «أبرياء» مهما كانوا ضالعين في الجرائم النكراء من تفجير الاضطرابات والقتل والفتك. وهناك قرية تابعة لمديرية «شاملي» على مسافة كلومترات منها اسمها «سمالكها» أُحْرِقَتْ بها منازل للمسلمين وقتل فيها «الزوط» مسلمًا على مرأى من ابنه، وتناولوا عددًا من مسلمي القرية بالضرب بالسكاكين وأصابوهم بجروح خطيرة. وعندما داهمت الشرطة القرية لاعتقال المجرمين المحددين بالأسماء والهويات خرجت النساء يحملن العصيّ والكرابيج يوم الجمعة: 20/ذوالقعدة 1434هـ = 27/سبتمبر 2013م ويطلقن هتاف أن لن ندع أحدًا من رجالنا في القرية يُعْتَقَلُ، ولئن أصرّت الشرطة على الاعتقال، فإنها لن تنجح في ذلك إلاّ بعد دوسها لأشلائنا. (صحيفة «راشتريا سهارا» الأردية اليومية دهلي الجديدة، ص5، العدد 5069، السنة 14، السبت: 21/ذوالقعدة 1434هـ = 28/سبتمبر 2013م).

       إن تطوّر الوضع بهذا الشكل الغريب بات قضية تشكل تحدّيًا كبيرًا للحكومة والإدارة المحلية اللتين ينتظر منهما الشعب المسلم أن تتعاملا معه بنحو يفي بمقتضى العدل والحيادية اللذين هما روح العلمانية التي هي أساس دولة الهند المستقلة.

       وقد عمت الشكوى بأن الضالعين في الاضطرابات بتعاون من الشرطة يضغطون على المتضررين اللاجئين إلى المخيمات أن يسحبوا شكاواهم ضدهم – المشاغبين الضالعين في القتل وجرائم الإحراق والاغتصاب للسيدات المسلمات – ويخاف المسلمون حقًّا أن التواطؤ بين الإدارة والمشاغبين قد يغطي على حوادث الاغتصاب والاغتيال وإشعال الحريق في المنازل، ويحول دون عملية إجراء التحقيق الشفاف. (صحيفة عزيز الهند الأردية اليومية، دهلي الجديدة، ص6، العدد 125، السنة1، الاثنين: 8/ذوالحجة 1434هـ = 14/أكتوبر 2013م).

       وأكدت الأنباء الواردة لحد اليوم أن 27 من الفتيات والسيدات المسلمات اللاجئات إلى المخيمات تم التأكد أنه حدث اغتصابهن الجماعي من قبل المشاغبين «الزوط» على أن معظم من اغتُصِبْن يتهربن من النبس ببنت شفة في شأن اغتصابهن مخافة الافتضاح الذي قد يلاحقهن دائمًا؛ ولكن هناك محاميات مسلمات يحاولن إقناعهن بضرورة الإفصاح عما حدث معهن، ومن ثم تجرأ بعضهن على النطق بما جرى معهن من الفظائع. وهناك هيئة حقوقية مسلمة مشتملة على الحقوقيين المتخرجين من جامعة «عليجراه» الإسلامية المقيمين بدهلي زارت مخيمات اللاجئين، تتضمن كلاً من المحامى «محمد أسلم خان» ومحامية المحكمة العالية بدهلي السيدة «شبانه باري» ومحامية المحكمة العليا الهندية السيدة «نورجهان» ومحامية محكمة «ساكيت» السيدة «غزاله أفروز» والمحامية السيدة «صبا بي خان» وشجعت الهيئة خلال زيارتها المسلمات المتضررات من الاغتصاب على الإفصاح عن ما جرى معهن من الجرائم، حتى تتمكن من خوض المعركة القانونية والقضائية ضد المجرمين في المحاكم الهندية. (صحيفة انقلاب الأردية اليومية، دهلي الجديدة/ميروت، ص1، العدد 276، السنة1، الخميس: 3/ذوالحجة 1434هـ = 10/أكتوبر 2013م).

       ورغم أن هدأت الاضطرابات؛ ولكن الكراهية والعصبية اللتين زرعهما الطائفيون في قلوب الناس في هذه المنطقة لاتزالان تؤتيان ثمارهما فيحدث باستمرار أن ملتثمين راكبين على الدراجات النارية تغتال أيّ مسلم بريء بعدما يسائلونه عن اسمه، وما إن ينطق باسمه حتى يطلقون عليه الرصاص أو يتناولونه بسكين حادّ، فيموت في مكانه أو يصبح مصاباً لحد خطير. وذلك لكي يظل وضع الخوف والفزع قائمًا لأمد بعيد. حدث ذلك في كل من «مظفرنجر» و«كهاتولي» وقراهما وعدد من الأمكنة في المنطقة المنكوبة بالاضطرابات.

       ورغم توجيهات صارمة من الحكومة تماطل الإدارة الحكومية المحلية في توفير التسهيلات اللازمة لصالح المتضررين الموجودين في المخيمات، كما أن المسؤولين المكلفين بالتحقيق يعملون صادرين عن العصبية الطائفية، ويحاولون إنقاذ «الزوط» الهندوس من تهم الاغتيال والنهب والسطو والاغتصاب ويضغطون على المتضررين أن يسحبوا شكاواهم بالشأن المذكور. وقد رفع تقريرًا عن ذلك مسؤولون عن المخيمات عاملون لصالح اللاجئين إلى كبير ورزاء الولاية، شكوا فيه إليه تصرفات المسؤولين المكلفين بالتحقيق وتوفير الخدمات للمتضررين. (صحيفة «راشتريا سهارا» الأردية اليومية، دهلي الجديدة، ص9، العدد 5080، السنة 14، الأربعاء: 3/ذوالحجة 1434هـ = 9/ أكتوبر 2013م؛ والعدد 5079، السنة 14، ص5، الثلاثاء: 2/ذوالحجة 1434هـ = 8/أكتوبر2013م).

       على كل فالتعامل مع تداعيات الاضطرابات عن العدل الذي يعيد إلى الحكومة ثقةَ الشعب المسلم، امتحان لها – للحكومة – وإن نجحت في الامتحان فإنّها ستجدر بأن تكتسح الأصوات بعدد كبير وتجذب المقترعين المسلمين إليها بأغلبية في الانتخابات العامة القادمة التي ستجري في عام 2014م، وإلاّ فإن الفشل هو نصيبها المحتم الذي لايشكّ فيه عاقل يقدر على تحليل الأوضاع ودراسة التداعيات التي أدّت إليها الاضطرابات التي تركت في قلوب الأقلية المسلمة جرحًا قد لا يندمل رغم توفّر كل نوع من العلاج؛ لأن جراح القلب لاتندمل إلاّ في القليل النادر.

(تحريرًا في الساعة 11 من صباح الثلاثاء: 16/ذوالحجة 1434هـ = 22/أكتوبر 2013م)

نور عالم خليل الأميني

nooralamamini@gmail.com

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، محرم – صفر 1435 هـ = نوفمبر – ديسمبر 2013م ، العدد : 1-2 ، السنة : 38

Related Posts