كلمة العدد
في مصر أرض الكنانة قام قادة الجيش – كما كان المتوقع وكما كان يخاف الإسلاميون في كل مكان – بانقلاب عسكري ضد حكومة الرئيس الشرعي محمد مرسي في الليلة المتخللة بين الأربعاء والخميس: 23-24/ شعبان 1434هـ الموافق 3-4/يوليو 2013م، وأعادوا البلاد مجددًا إلى الوراء، أعادوها إلى عهد الانقلابات العسكرية التي تكاثرت وتواصلت في العقدين الخامس والسادس من القرن الماضي، وأذاقت شعب مصر وشعوب المنطقة الويلات التي فافت الإحصاء، وسطرت أسود الصفحات في تاريخ شعوب المنطقة قهرًا وبطشاً، وسجنًا واعتقالاً، وتعذيبًا وقتلاً بالحملة، وإفقارًا للشعوب، وبيعًا لحاضرها ومستقبلها، وقرارها ومصيرها للاستعمار الغربي الصهيوني الصليبي الذي لم يكن ليرعي في المسلمين والعرب إلاًّ ولا ذمّةً.
واختار الانقلاب العسكري الذي قاده قائد الجيش المصري المدعو عبد الفتاح السيسي طريق المذبحة والقتل والدم في مواجهة المتظاهرين السلميين والمصلين المسالمين، وتابع العالم كله المذبحة المروعة التي ارتكبها قناصة الجيش والشرطة ضدّ المصلين خلال صلاة الفجر يوم الإثنين: 8/يوليو 2013م = 28/شعبان 1434هـ (بالتقويم الهندي)، التي ذهب ضحيتها نحو 70 شهيدًا بينهم 7 أطفال و 8 نساء بالإضافة إلى ألف جريح. وذلك عند دار الحرس الجمهوري. وأكدت المصادر أن المجزرة التي ارتكبها فصيل من الجيش ضد المصلين الساجدين في الركعة الثانية من صلاة الفجر غير مسبوقة في تاريخ الجيش المصري؛ إذ لم يحدث أن أطلق الجيش المصري رصاصاته على سويداء قلب الشعب المصري كما حدث.
والراصد لفعّاليّات الانقلاب العسكري في مصر يدرك أنه يتجه – حسب المخطط المدروس – إلى حالة من الاستبداد، فلم يمض إلاّ أيّام قلائل، حتى عاد واضحًا أن خريطة الطريق التي أعلنها قائد الانقلاب المدعو بـ«عبدالفتاح السيسيّ» وحفلت بعبارات عن صون الحريات وتحقيق الأمن وعدم إقصاء أي فصيل، تبين أنها كلام في الهواء يكذّبه ما جرى منذ الانتهاء من قراءة بيان الانقلاب مباشرة بحظر ست عشرة قناة فضائية وتبعه اعتقال قادة العمل الإسلامي والوطني وقادة الإخوان ورموزهم، واتخاذ خطة عمل محكمة لإدانتهم و وضعهم طويلاً وراء الزنزانة ومحاكمتهم طويلاً، وعقابهم شديدًا، كما أن الإسلاميين في العالم يبدون مخاوف من فرض الحظر الكلي على الإخوان وإنزال العقاب الشديد على رجالاتهم على شاكلة عبد الناصر وتلاميذه إخوان الشياطين. يؤكد ذلك أن الرئيس اللاشرعي الموقت الواجهة للحكم العسكري المدعو بـ«عدلي محمود منصور» عندما اختار 33 عضوًا في مجلس الوزراء الموقت يوم الأربعاء: 17/يوليو 2013م = 8/رمضان 1434هـ بالتقويم الهندي لم يختر فيهم أيًّا من الإخوان أو أي من الأحزاب التي تُصَنَّف إسلاميَّةً، وإنما اختارهم من اليساريين والليبراليين والعلمانيين والملحدين والمتغربين والذين يُصَنَّفُون في الجملة أعداء للدين وللتيار الإسلامي ولأسلمة البلاد.
* * *
إن هذا الانقلاب اللاشرعي ضد حكومة الرئيس الشرعي المنتخب بالطريقة الديموقراطية لأول مرة في تاريخ مصر، إنما كان مُدَبَّرًا من قبل ثالوث إسرائيل وأمريكا والغرب الصليبي، الذي لم يكن ليرضى تحوّل مصر إلى جهتها الإسلاميّة الصحيحة، وقيام حكومة إسلامية التوجّه في هذه الدولة العربية الإسلامية الغنيّة برجالها ومقدراتها وإمكاناتها، المتمتعة بالثقل السياسي والمعنوي الأكبر بين الدول العربية الإسلامية كلها، وهي تمد العالم العربي بعقول ومواهب وقدرات علمية وفكريّة بقدر لا تمده به أي دولة عربيّة، ولو صحّت «قبلة» هذه الدولة العظيمة: دولة عمروبن العاص رضي الله عنه لكانت نقطة تحوّل إسلاميّ ثوريّ جذري كبير للدول العربية كلّها؛ ولكانت إيذانًا بالموت لإسرائيل العدو الماكر الخبيث الذي احتل أرضنا، وشرّد أبناءها، وقتل سكانها، وزرع المنطقة كلها خرابًا يبابًا منذ 1948م على مرأى ومسمع من المنظمات الدولية – وعلى رأسها الأمم المتحدة – التي كلها مدارة من قبل الصهاينة الملعونين.
عندما انتصر الإخوان في الانتخابات التي جرت في مصر بعد تنحية «حسني مبارك» بطريقة ديموقراطية كانت ذات شفّافية حتى على جميع مقاييس الغرب المتكبر، تحمّل الغرب الصليبي الصهيوني وأمريكا وإسرائيل «الإخوانَ» على كره منها جميعًا، و«أتاحت» لهم «الفرصة» لتكوين الحكومة، التي قررت أنها ستزعجهم، وتزرع في سبيلهم الأشواك والمتاريس والمصائب، حتى ترغمهم على التنحي عنها – الحكومة – وإن لم ينتحوا عنها طـواعيــةً، فسـترغمهم على ذلك، وتسقط حكومتهم بالقوة، حتى تؤكد مجددًا وتُدَلِّل مرة أخرى أن تجربة الحكومة الإسلاميّة لن تنجح في هذا العصر الغربي، عصر سيطرة الصهاينة والصليبيين، عصر انتصار الحضارة الغربية بسوءاتها كلّها. إن ثالوث الغرب وأمريكا وإسرائيل سبق أن أفشل تجربة الحكومــة الإسلامية في «غزة» عندما انتصرت «حماس» بأغلبيـة ساحقــة في الانتخـــابات التي جرت في فلسطين، وكانت نـزيهة حتى بشهادة ممثلي الغرب ومراقبي أمريكا الذين تابعوا الانتخابات عن كثب. وكذلك أفشل بل حال دون قيام الحكومة الإسلامية في الجزائر منذ سنوات طويلة، وأشار على الجيش الجزائري بأن يقلب الطاولة ضد الجبهة الإسلامية التي كانت قد انتصرت في الانتخابات بأغلبية كاسحة، مما أدّى إلى حرب أهلية طويلة في الجزائر دامت سنوات، وأتت على كثير من الأخضز واليابس في البلاد التي كانت لتعيش الأمن والسلام في ظل الحكومة الإسلامية. وكذلك أسقط الحكومة الإسلامية في أفغانستان، حيث هجمت أمريكا الصليبية الصهيونية على أفغانستان دونما مبرر بحجة مختلقة وهي أنها متورطة في تفجيرات نيويورك، الأمر الذي لم تقدر أمريكا إثباته لحد اليوم بشواهد يرضاها العالم؛ بل إن هناك آلافًا من الشواهد تؤكد أن أمريكا هي التي قامت بالتفجيرات لإدانة العالم الإسلامي والانتقام من الإسلام والمسلمين. وذلك بتخطيط وتنفيذ من الصهاينة الذين هم الذين يتحكمون في الإدارة في أمريكا من خلال المؤسسات الاقتصادية و وسائل الإعلام.
* * *
إن وسائل الإعلام العالمية أكدت أن حكومة الإخوان ظلّ ثالوث إسرائيل وأمريكا والغرب – والثالوث شيء واحد في القالب والروح معًا – يتآمر ضدها منذ قيامها؛ بل إنه أولاً حاول أن لاتقوم؛ ولكنه عندما تأكد أنه ليس بوسعه الحيلولة دون قيامها، قـرر أن يتيح لها الفرصة، ويظلّ يتآمر ضدّها بكل حيلة وبكل أسلوب، وقد كشفت شبكة الجزيرة اللثام عن ذلك كله بالتفصيل وشاهده العالم على الشاشة في كل مكان في العالم، فهناك رجل اسمه «عمرو موسى» كان عضوًا في مجلس صياغة التشريع الذي كوّنه «محمد مرسي» ولكنه انفصل عنه على إيعاز من إسرائيل؛ لأنه مأجور من قبل إسرائيل، وانضم الرجل إلى القوى التي كانت نشيطة ضدّ المجلس، وكان من بينها المدعو بـ«محمد البرادعي» الذي كان مديرًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا، وهو رجل أمريكا الموثوق به لديها ثقة لانهاية لها وظلّ دائمًا خنجرًا نفاذًا ضدّ كل تيار إسلامي في مصر، والرجلان المذكوران من العلمانيين المتغربين الملحدين الذين يكثرون في مصر كثرة البعوض والحشرات في الجداول القذرة لمياه الصرف الصحّي.
إن مؤسسة الجيش والشرطة ومؤسسة القضاء ومؤسسة الإعلام ظلت بؤرة فساد وإفساد في مصر، وكل العلمانيين من عبيد الغرب المأجورين بدءًا من «جمال عبد الناصر» وانتهاءً بـ«حسني مبارك» أفسدوا هذه المؤسسات كلّها، واتخذوها ذريعةً لإشباع شهواتهم، واستبدادهم، وتدمير البلاد والعباد، وتنفيذ خطط الغرب، وتعذيب الإسلاميين، وتضييق الخناق عليهم، ولاسيما الإخوان المسلمين الذين ظلوا متمتعين بشعبية منقطعة النظير لدى الشارع المصري الذي لايحب إلاّ الإسلام، ولا يريد إلا أن يُـحْكَمَ بالإسلام ولا يود إلا أن يحكمه الإسلاميون الذين يرضون بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا وبمحمد – صلى الله عليه وسلم – نبيًّا، ولا يرضى أن يحكمه الملحدون، والعلمانيون، واليساريون، والمتغربون، والمتنكرون للإسلام ولتعاليمه، المحلوقواللحى الذين يبدون أنهم أولاد الفراعنة حقًّا، ولا يمتازون عن أبناء الغرب في شارتهم وصورتهم وسحنتهم؛ بل يبدون كأنهم وثنيون أو مسيحيون أو يهود.
إن المستبدين بالحكم في مصر طوال عقود طويلة أفسدوا هذه المؤسسات المصرية بنحو لايمكن إصلاحها وتطهيرها حتى خلال قرن من الزمان؛ لأنهم ملأوها قذارات ونجاسات لايمكن كسحها حتى بكاسحات النجاسات القوية؛ ولذلك فإنّ هذه المؤسسات هي التي استخدمها هؤلاء المتنكّرون للإسلام المأجورون من قبل إسرائيل والغرب وأمريكا، في فعّاليّاتهم الانقلابية ضدّ حكومة الإخوان الشرعيّة، وكلها تصالحت على التشنيع عليها، وتقبيح فعلها وسلوكها، وجعل حبتها قبة والقبة قبابًا، فالمظاهرات التي اشترك فيها آلاف من المأجورين أعلنها وسائل الإعلام أنها مليونية، أما المظاهرات التي قام بها الإخوانيون وكانت مليونية حقًّا، أعلنتها أنها قليلة العدد وأنها كانت فاشلة وأنها كانت غير لافتة للجمهور. كما أنها تغاضت عن القذارات الأخلاقية التي ارتكبتها المظاهرات التي قام بها الانقلابيون، ولم تذكر كذلك السلميّة التي التزمت بها المظاهرات الإخوانية. كما أن الصحف والمجلات ظلت تكتب ضدّ الإخوان بأشنع الأساليب حتى قال كُتَّابها: إن الإخوان يحاولون ويعملون على أَخْوَنَة مصر كلها، وإنهم يصدرون في أعمالهم وسلوكهم عن «الفرعونية الإسلاميّة». ولكن العالم شهد أن الإخوان في جميع مظاهراتهم واحتجاجاتهم التزموا بالأخلاق الإسلامية وتقيدوا بالسلميّة، ولم يقوموا بأي عمل يضر بالشعب والبلاد؛ أمّا أعداؤهم من العلمانيين واليساريين والمتغربين وكل المتنكرين للإسلام المأجورين من قبل الغرب وأمريكا وإسرائيل فإنهم أحرقوا مكاتب الإخوان ومقارهم، وقتلوا كثيرًا من الإخوانيين والإخوانيات، وهجموا على جميع مؤسسات الدولة بالقنابل وبالمحرقات وبكل شيء توصلت إليه أيديهم؛ ولكن وسائل الإعلام المصرية التي يسيطر عليها رجال فاسدون وعناصر فاسدة من أفراخ عبد الناصر والسادات وحسني مبارك لم ينصفوا الإخوان في هذه القضية، حتى إنهم أضاعوا ماء وجه الإعلام وداسوا حرمته، والتأريخُ الذي لا يرحم أحدًا لن يغفر لهم هذا الذنب الذي يظنون أنه سيبقى خافيًا عن أنظار الناس.
* * *
إن أمريكا التي تظاهرت بأنها تقف بجانب الديموقراطية في مصر، وأنها تريد أن تنتصر هي فيها – مصر – كانت عاملة في ذلك بالنفاق؛ لأنها لم تكن مع «مرسي» والإخوان والإسلاميين في مصر قط، ولن تكون؛ لأنها تعلم أن قوة الإسلاميين في مصر معناها موت إسرائيل وموت مصالحها هي وموت مصالح الغرب، وهي لن ترضى بموت هذه الأشياء التي موتها يعني موتها هي؛ والدليل على نفاقها أنها وعدت لمصر يوم 11/يوليو ببيع إيف 16 من الطيارات المقاتلة عاجلاً، ولكنها يوم 14/يوليو طالبت مصر بإطلاق سراح «مرسي». إن أمريكا دأبت على النفاق في جميع القضايا الدولية التي استغلتها للإضرار بالإسلام والمسلمين، فهي رضيت بالتضحية بسفيرها مع موت الجنرال محمد ضياء الحق في تحطيم الطائرة التي كان يركبها، حتى لا يشك أحد أن أمريكا يمكن أن تكون متورطة في تحطيم الطائرة.
وقد كشفت شبكة الجزيرة اللثام عن أن أمريكا مَوَّلت لصالح إسقاط حكومة «مرسي»، وقدمت لمعارضيه أموالاً طائلة، كما ساهمت في ذلك من سوء الحظ عدد من الدول العربية الدائرة في فلك أمريكا. وقد أنفقت أمريكا هذه الأموال ضمن ما سمته «تدعيم الديموقراطية في الشرق الأوسط» و عنت بذلك الحيلولة دون تنامي قوة الإسلاميين في المنطقة والوقوف بجانب معارضيهم من العلمانيين والليبراليين والمتغربين والمتنكرين للإسلام الذين سمتهم أمريكا بـ«المعتدلين» وقد صرحت الجزيرة أن هذه الأموال الأمريكية استخدمت بسخاء لزرع الفتنة والخلاف والصراع الشعبي في مصر، وتم بذلك شراء كثير من «الإسلاميين» المزعومين الذين كانوا يبغضون الإخوان لغرض أو مرض، وأن أمريكا تنفق بسخاء في جميع البلاد العربية التي قامت فيها الثورات لشراء المغرضين والمائعين والمتغربين ليعملوا ضدّ الإسلاميين ويحولوا دونهم حتى لا يصلوا إلى كراسي الحكم، وإن وصلوا فعليهم أن يعملوا على إسقاطهم عاجلاً بقوة وبتشدد وبكل حيلة مهما كانت مؤدية إلى القتل والفتك وتدمير المؤسسات الحكوميّة.
* * *
فالانقلاب الذي جاء به الجيش في مصر، متخذًا من المدعو «علي محمود منصور» رئيس المحكمة الدستورية واجهةً له، معنيًا إياه رئيسًا موقتًا، إنما هو انقلاب ضدّ الإسلام، وضد الإسلاميين، وضد مصالح الشعب المصري المسلم الذي لايريد إلاّ الإسلام ولايحب إلاّ محمدًا صلى الله عليه وسلم، ولايرضى إلاّ بالله؛ ومن ثم كان قد اختار الإسلاميين للحكم بأغلبية رغم كل العوائق التي زرعت في الطريق من قبل زمرة حسني مبارك والسادات وجمال عبد الناصر التي تقوّت فيما بعد بشكل أكثر بتأييد أمريكا وإسرائيل والغرب، حتى أصبحت، الآن قوة لا تُغَالَب.
وقد كثر الجدل حول ديانته – عدلي منصور 68 عامًا – لأنه مائع في ديانته لا يلتزم بشيء كما يبدو من صورته أنه مسيحي أو وثني، فقال كثير من المراقبين إنه مسيحي؛ لأن «عدلي» المنتشر في مصر يحمله العديد من المسيحيين، كما أن البابا «تواضروس» شارك في حفل تنصيبه واختياره، وهو ما أثار فرحة المسيحيين في مصر عندما تداولت هذه الشائعة.
وقد نشرت صحيفة «منصف» الأردية اليومية الحيدرآبادية الهندية يوم الأحد 7/يوليو 2013م = 27/شعبان 1434هـ في عددها 187 من سنتها 37 تحقيقًا ضافيًا عن الرجل على ص2، وأثبتت بالوثائق والدلائل أنه يهوديّ من طائفة اليهود المسماة بـ«السبتية»وأحالت ذلك إلى الصحفي أحمد منصور الذي يعمل في وكالة أنباء الجزيرة.
* * *
على كلّ فهذا الانقلاب عاد بمصر من جديد إلى ظلاماتها وأيّامها السوداء التي ظلت تئن تحت وطأتها، والتي كان فيها التشديد على الإسلاميين، والحيلولة دون الشعب ودون العمل بدينه وعقيدته وأحكامه في حريّة ودونما تقييد. وكانت هناك مخاوف منذ اليوم الأول، يعيشها الإسلاميون في كل مكان تجاه ما حدث للإخوان مصر. ومن ثم صمد الإخوانيون – ولهم الحق دستوريًّا في ذلك – في وجه الظالمين المستبدين من اليساريين والمتغربين والملحدين والعلمانيين بقايا نظام الاستبداد السابق الذين قاموا بهذا الانقلاب على تمويل من إسرائيل وأمريكا والغرب وبعض الدول العربية والإسلامية الدائرة في فلك أمريكا والغرب.
ويقومون بمظاهرات سلميّة بأعداد الملايين؛ ولكن الجيش والشرطة تقتلهم بعشوائية، كما أن المعارضين لهم يقابلهم بكل الأسلحة الفتاكة دونما حدّ وقيد، لأن لهم كل الحرية في استخدام الأسلحة والقنابل والمتفجرات والطوب والحجر ضدّ الإخوان ومؤيديهم؛ فهم يسقطون كل يوم قتلى ومصابين، ولا راثي لهم إلاّ الله وإلاّ الراضون بالله ربًّا. والإخوان تاريخُهم يشهد أنهم ظلوا يقومون في سبيل الله بتضحيات جسيمة لم يقدمها جماعة من جماعات المسلمين المعاصرة في أي بلد من بلاد العروبة والإسلام، وكأن الله شاء لهم أن يربيهم تربية دقيقة حصيفة لليوم الذي ينتظرهم في مستقبل الأيام.
وإن الظالمين مهما انتصروا اليوم، فإنهم لن ينتصروا للأبد؛ لأن الله لايحبّ الفساد في الأرض؛ ولكن الإسلاميين سيحتاجون إلى تقديم تضحيات حتى يعلم الله المخلصين من المنافقين، ويعلم الصادقين من الكاذبين. «وَاللهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ» (يوسف/21).
(الساعة 1 من ظهر يوم الأحد: 11/رمضان 1434هـ = 21/يوليو 2013م)
نور عالم خليل الأميني
nooralamamini@gmail.com
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ذوالقعدة 1434 هـ = سبتمبر – أكتوبر 2013م ، العدد : 11 ، السنة : 37