إلى رحمة الله
بقلم: رئيس التحرير
nooralamamini@gmail.com
في صباح يوم الأربعاء: 14/ذوالحجة 1433هـ = 31/أكتوبر 2012م انتقلت إلى رحمة الله تعالى إثر نوبة قلبية الباحثة والداعية والكاتبة والمفكرة الإسلامية المهتدية «مريم جميلة» بمدينة «لاهور» الباكستانية عن عمر يناهز 78 عاماً بالنسبة إلى السنوات الميلادية و 81 عاماً بالنسبة إلى السنوات الهجرية؛ حيث كانت من مواليد عام 1934م (1353هـ). وقد صُلِّي عليها بالمدينة نفسها في حي «سنت نكر» بعد صلاة العصر في نحو الساعة الرابعة، ووُرِّيَ جثمانُها بالمقبرة المحلية.
عاشت الفقيدة 51 عاماً من حياتها في كنف الإسلام الذي اهتدت إليه على هدى وبصيرة؛ حيث اعتنقته بعد بحث طويل ودراسة واعية في 24/مايو 1961م؛ فكان إيمانُها بالله ربًّا وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً، إيمانَ الخبير الواعي الذي تَعْرُكُه الحوادثُ فتُحَنَّكُه، فتصوغه قويًّا راسخاً لا تُزَعْزِعُه عواصفُ الحياة مهما كانت هوجاءَ عاتيةً.
وقد شاء الله العليم الحكيم أن تُوْلَد على الفطرة، سليمةَ الطبع، تتقزز ناشئةً من الخمر والقذارات والخباثات الخلقية التي كان يستغرق – ولا يزال – فيها المجتمع الأمريكي الذي وُلِدَت ونشأت وترعرعت وشبّت فيه في حضن والديها اليهوديين أَلْـمَانِيِّ النِّجار المتوطنين بمدينة «نيو روشيلا» (New Rochella) بولاية «نيويورك» الشهيرة، معجونةَ الطينة بالبحث عن الحق، والانتصار له، والتعطش للتوصّل إليه، فالاقتناع به، فاحتضانه والتوفّر عليه، والانقطاع إلى الدفاع عنه وتأكيد حقيّته، بكل ما أُوتِيَتْ من المُؤَهِّلات، وأُكْرِمَتْ به من ربّها من المواهب غير العاديّة والقدرات المغبوطة للدراسة والمقارنة والتحليل وغربلة الحق والباطل ومعرفة الأوّل من الآخر.
منذ وقت مبكر من مشوارها الدراسي مالت إلى الدراسة المقارنة بين الديانات؛ لأنها كانت غير مرتاحة إلى ديانتها اليهودية؛ بل كَرِهَتْها عاجلاً، ولا سيّما لأنها لمست مدى الاعتداءات الصارخة التي ظلّ اليهود الصهاينة يصبّونها على العرب الفلسطينيين، فرَقَّتْ لحالهم، واشتدت في قلبها الكراهية نحو بني ديانتها اليهود؛ لأنّها علمت عن دراستها المبكرة لليهودية والإسلام أن العرب أبناء العمّ لليهود؛ حيث إنهم أبناء إسماعيل بن إبراهيم واليهود أبناء إسحاق بن إبراهيم. والشعورُ بعدوانية اليهود هو الذي دفعها إلى كتابة «الرواية» التي أسمتها «أحمد خليل» ونسبتها إلى المناضل الفلسطيني القائد المخلص الحاج المفتي أمين الحسيني الفلسطيني رحمه الله (1311-1394هـ = 1893-1974م) وكانت هي مُؤَلَّفها الأول الذي ألفته في 12-14 من عمرها، مما يدلّ على نضجها العقلي والفكري المبكر.
بعد ما اشتدّت كراهيتها لليهودية عكفت على دراسة المسيحية فلم تقتتع بها؛ لأنها علمت أنّها هي الأخرى نفاية وخواء لاتقدر على إقناع الروح والنفس، كما درست البهائيّة في ضوء مصادرها التي توصلت إليها، فعلمت أنها أشدّ تخلخلاً من المسيحية؛ فانقطعت إلى دراسة دين الله الإسلام، وعكفت على اقتناع المصادر الإسلامية التي تيسرت لها في ذلك المجتمع الأمريكي المادّي الغارق إلى الآذان في وحل المادية الجامحة والمجون والاستهتار والخلاعة، الذي كان يقل فيه المسلمون الذين بدروهم كانوا منهمكين في السباق الماديّ. وفي سبيل التوصّل إلى الحق راسلت عددًا من كبار العلماء في البلاد العربية والإسلامية بما فيها الهند و باكستان، وظلّت تبحث عن أعلام علماء الإسلام الذين علمت بنحو أو آخر أنهم مؤهلون لإقناعها بحقية الإسلام والرّد على التساؤلات والخلجات التي تتور في ذهنها نحو الديانات، فاتصلت في هذا الصدد بالبحاثة الهندي الكبير الدكتور حميد الله الحيدرآبادي – رحمه الله – المقيم بـ«باريس»وعالم الفقه الإسلام الكبيرالدكتور معروف الدواليبي، والدكتور سعيد رمضان البوطي، وقائد الإخوان المسلمين سيد قطب الشهيد، والدكتور فاضل جمالي العراقي، والدكتور محمود حبّ الله مدير المركز الإسلامي بـ«واشنطن» والعالم المناضل ضدّ الاستعمار الفرنسي بالجزائر الشيخ محمد بشير الإبراهيمي والدكتور محمد شيخ الجامع الأزهر وغيرهم.
وبما أنها منذ صباها كانت تعيش منعزلة عن تقاليد المجتمع الغربي راغبة عن مفاسده الحضاريّة؛ فلم تتزي بالملابس السافرة التي ترتديها الغربيّات، ولم تكثر من استخدام مستحضرات التجميل كعامة الغربيات والأمريكيات وكانت تعيش همًّا لا يبرحها؛ فظنّ والداها أنها مصابة في عقلها، فذهبا بها إلى إخصائنين في الطبّ النفسي، فظلت موضع دراستهم وفحصهم طَوَالَ ثلاثة أعوام ونصف دونما جدوى، ثم أدخلت مستشفى الأمراض النفسية لمدة عامين. ولم يكن بها شيء سوى قلقها النفسي نحو الديانات، وعدم ارتياحها إليها، وتعطشها إلى دين يشفي عليلها ويروي غليلها، ويعالج الخواء الروحي الذي كانت تشكوه هي. وكان قد شكلّ ذلك عقدة نفسيّة لديها شغلت عليها فكرها ونفسها، وبدا مرضاً نفسيًّا يحتاج إلى علاج طبيّ.
* * *
وكان عام 1959م نقطة تحوّل في حياتها، حيث اشتدت رغبتها في الإسلام، وتكونت لديها فكرة الدخول فيها، وراسلت العلماء والمفكرين الإسلاميين عن تخطيط وانضباط، بمن فيهم الكاتب الإسلامي السيد أبو الأعلى المودودي (1321-1399هـ = 1903-1979م) الذي تعرفت عليه من خلال كتاباته التي كانت تُنْشَرُ – مُتَرْجَمَةً من الأردية إلى الإنجليزية – عبر بعض الصحف والمجلات الصادرة في بعض البلاد الأوربية والإفريقية. وبينما هي كذلك إذ قرأت له مقالاً نشرته مجلة صادرة بمدينة «دربان» بإفريقيا الجنوبية في فبراير 1960م عنوانه The life after death «الحياة بعد الموت» فاتصلت برئيس تحرير المجلة وحصلت على عنوانه بباكستان، وراسلته، ولم تكن فعلاً قد دخلت في الإسلام بعدُ، وإن كانت قد آمنت أنه هو الحق وحده من بين الديانات التي تعرفت عليها؛ ولذلك فإن السيد أبا الأعلى المودودي فاتحها في خطابه إليها المُوَجَّه إليها من باكستان في 21/يناير 1961م بـ«السلام عليكم» وقال لها فيها: إنك قد أسلمتِ في الواقع؛ لأنّك تؤمنين بأنّ الله واحد لاشريك له، وأن محمدًا نبيه، وأن القرآن كتابه، ولذلك فإني أعدّكِ مسلمة.
وأخيرًا حطّت رحلَها في دين الإسلام؛ حيث اعتنقته عن اقتناع كامل ودراسة واعية على يد إمام مسجد «بروكلين» الشيخ «داود فيصل» في 24/مايو 1961م، وتسمّت بـ«مريم جميلة» متخليةً عن اسمها الأول الذي سَمَّاها به والدها، وهو «مارغريت ماركوس». ورغم أنّ والديها لم يتعرّضا لها باعتراض على إسلامها؛ ولكنّها عادت تشعر بالغربة في ذلك المجتمع الأمريكي الغربيّ الذي كان لا ينسحم مع الإسلام تقاليده، فاتصلت بالمودودي، وقالت في خطابها إليه: إنها تعيش في مجتمع لا يجاريها، فدعاها إلى باكستان، وتردّدت في المغادرة إليها نحو عام ونصف؛ لأن مفارقة الأقارب والوالدين ومسقط الرأس لم تكن هينة؛ ولكنها عزمت أخيرًا على اللجوء إلى باكستان مغادرةً مسقط رأسها؛ حتى يسهل عليها العمل بالدين الذي آمنت به، ولا يعترض شيء طريقها إلى العمل به وتطبيق أحكامه على نفسها.
وكانت لا تملك من النقود ما تسافر به من أمريكا إلى باكستان بالطائرة، فحجزت مقعدًا لها في إحدى بواخر البضائع، وركبها عام 1962م إلى «كراتشي» التي استغرقت رحلتها إليها شهرًا، وفي طريقها إليها مرت بكل من مصر والسودان وجدة وجبوتي وما إليها من البلاد التي ظلت باخرتها تقف بموانئها للشحن والتفريغ لمدة زمنية محددة. وفي باكستان نزلت على المودودي ضيفاً؛ حيث أقامت بدارها بـ«بتهان كوت» أكثر من عام، ثم تزوجت بالسيد يوسف خان الذي كان عضوًا نشيطاً في الجماعة الإسلاميّة لأبي الأعلى المودوديّ، وكان ذا مال ورخاء، وكانت لديه زوجة وأولادها الأربعة، وولدت له السيدة «مريم جميلة» ابنين وثلاث بنات، ماتت إحداهن رضيعةً، وعاشت حياة عائليّة مرضيّة مع ضرّتها الأولى السيدة «شفيقة» التي عاملتها معاملة الأخت الشقيقة، وتولت تربيته أولادها، وفَرَّغَتْها للدراسة والكتابة والتأليف والإنتاج العلمي والفكري الذي أثرت به المكتبة الإسلامية الإنجليزية، وعاشت حياة حافلة بالأعمال العلميّة والتأليفية والدعوية، وأبرزت في كتاباتها فضل الحضارة الإسلاميّة، وانتقدت انتقادًا موضوعيًّا فساد الحضارة الغربيّة وتَسَبُّبَها في ضياع الإنسان وانحرافه عن صراط الله المستقيم. وتجلّت في كتاباتها مؤلفة بارعة تتمتع بالبراعة الكتابية والقدرة الفذّة على طرح الموادّ وتصنيفها بنحو أنيق يشدّ القارئ، ويجذب الدارس، ويمدّ الباحث بمواد دسمة حول الإسلام ومنته على الإنسانية وكونه وحده سفينة نجاة دون غيره من الديانات التي يموج بها العالم البشريّ، كما تجلت فيها مفكرة تحمل أفكارًا نيرة رزينة، وأراءً سديدة، وتصورات ناضجة فيما يتعلّق بما يجب أن يفعله الكتاب والمفكرون والدعاة المسلمون المثقفون نحو الطرح العصريّ المطلوب للإسلام ودعوته.
* * *
وكانت السيدة مريم جميلة معجبة جدًّا بسماحة الشيخ الداعية والمفكر الإسلامي السيد أبي الحسن الندوي رحمه الله (1333-1420هـ = 1914-1999م) ورغم أنها لم تزر الهند ظلت متواصلة معه عن طريق الرسائل، وقرأت كثيرًا من مؤلفاته الفكرية الدعوية التي ترجمت في حياتها إلى الإنجليزية ولاسيّما كتابه الكبير «رجال الفكر والدعوة في الإسلام» الذي قالت عنه: إنه صحح كثيرًا من أفكارها ومسارات تفكيرها. ومن جانبه أمر الشيخ الندوي بإصدار بعض مؤلفاتها القيمة عن «المجمع العلمي الإسلامي» الذي كان قد أقامه بندوة العلماء بالهند، ومن بينها كتابها باللغة الإنجلزية (Islam versus Ahl-Al-Kitab Past and Present) «الإسلام مقابل أهل الكتاب: الماضي والحاضر» وكتابها “Ahmad khalil” وهي قصة فتى فلسطيني شهيد، تعلم بأوربّا وعاد إلى وطنه فلسطين.
ولم تكتف بتأليف الكتب، وإنما كتبت كثيرًا من الدراسات والمقالات في الصحف والمجلات السيّارة في أوربّا، تتغنى فيها بمجد الإسلام أو تعلق فيها على الكتب الصادرة بأقلام الكتاب الغربيين حول الإسلام.
وكانت معجبة جدًّا بالشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي المعروف بـ«مجدد الألف الثاني» (971-1034هـ = 1564-1624م) والشاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي (1114-1176هـ = 1703-1762م) ومآثرهما العلميّة والفكريّة وأسلوبهما الدعوي وفضلهما على المجتمع في عصرهما وبعد عصرهما. وكانت تشيد بالتصوف الإسلامي ودوره في إصلاح العباد والبلاد، وتنتقد الكتاب والمفكرين الذين انتقدوا التصوف الإسلامي، وأنكروا فضله، وألصقوا به من السلبيات ما هو منه بريء.
* * *
وقد صدر بقلمها 38 كتاباً باللغة الإنجليزية، تُرْجِمَ معظما إلى العربيّة والفارسيّة والأردية والبنغالية والماليزية والإندونيسيّة والتركية وغيرها من اللغات الحيّة. ومن بين مؤلفاتها الهامّة ما يلي:
1 – Islam versus the west
2 – Islam and Modernism
3 – Islam in theory and practice
4 – Islam versus ahl al kitab past and present
5 – Ahmad Khalil
6 – Islam and Orientalism
7 – Western Civilizatioin condemned by Itself
8 – Correspondence between maulana maudoodi and maryam jameelah
9 – Islam and Western Society
10- A Manifesto of the Islamic Movement
11- Is Western Civilization universal
12- Who is Maudoodi?
13- Why I embraced Islam
14- Islam & The Muslim woman today
15- Islam & Social habits
16- Islamic Culture in Theory and Practise
17- Three great Islamic Movements in the arab world of the recent past
18- Shaikh Hasan Al Banna & Ikhwan Al Muslimun
19- A great Islamic movement in turkey
20- Two Mujahidin of the recent past and their struggle for freedom against foreign rule.
21- The Generation Gap Its Causes and Consequences
22- Westernization versus Muslims
23- Westernization & Human welfare
24- Modern Technology and the Dehumanization of Man
25- Islam and Modern Man
* * *
لقد كانت السيدة «مريم جميلة» أحد المفكرَين الكاتبَين الكبيرَين اللذين كسبهما الإسلام في العصر الحاضر، وهما: هي و«محمد أسد» صاحب الكتابين الشهيرين العظيمين: «الإسلام على مفترق الطرق» و «الطريق إلى مكة» (Islam at the cross road – Road to Mecca) وكان اسمه اليهودي سابقاً “Leo Pold Veiss” وقد ولد بمدينة “Lviv” بدولة «يوكرين» (Ukraine) يوم 2/يوليو 1900م ومات بـ«غرينيدا» بإسبانيا في 23/فبراير 1992م، وكان يحمل جنيسة كل من دولة باكستان ودولة إسبانيا. وقد ألّف في الانتصار للإسلام وإبراز فضله على الأديان 37 كتاباً. رحمه الله وأدخله فسيح جنّاته.
الفقيدة مريم جميلة في سطور:
- ولدت في بيت يهودي ألماني الأصل مقيم بـ«نيويورك» الأمريكية في 23/مايو 1934م (23/ربيع الأول 1353م)
- اسمها الأول: «مارغريت ماركوس» (Margret Marcus) .
- اسمها بعد إسلامها: «مريم جميلة»
- في العاشرة من عمرها ألحقت لتلقي التعليم في مدرسة يهودية اسمها “Sunday School” تعلمت فيها إلى جانب الدراسة العامة اليهودية ومبادئها الدينية.
- ثم التحقت بكل من كلية البحث بواشنطن وجامعة «نيويورك» وخلال مرحلتها المدرسيّة تعرضت لانحرافات صحيّةِ نفسية شديدة فانقطعت عن الدراسة لتتفرغ للعلاج، ثم عاودت رحلتها الدراسية عام 1953م، ملتحقة بجامعة «نيويورك».
- خلال دراستها الجامعيّة درست كلاًّ من اليهودية والمسيحية والبهائية ومبادئ الأخلاق، فعادت غير مقتنعة بجميع هذه الديانات، ثم درست القرآن وكتباً في الإسلام، كما قرأت كتاب محمد أسد بالإنجليزية Road to Mecca” فتزلفت إلى الإسلام، وبدأت تتعطش له.
- في عام 1959م اتصلت بكثير من المنظمات الإسلامية والعلماء والمفكرين الإسلاميين تترشف الإسلام، وتتوثق منه، وتتعرف على ما فيه من مقومات الإقناع للروح والقلب التي افتقدتها لدى اليهودية التي ولدت فيها، والديانات التي درستها قبل الإسلام.
- في 24/مايو 1961م أسلمت على يد إمام مسجد، وهو الشيخ داود فيصل.
- في عام 1962م انتقلت من نيويورك إلى باكستان على دعوة من السيد المودودي؛ حيث أقامت مع أسرته لأكثر من عام.
- في 1963م تزوجت مع السيد يوسف خان أحد أعضاء الجماعة الإسلامية الذي كان متزوجاً من ذي قبل مع سيدة أخرى وكان له منها أربعة أولاد، فعايشت مع ضرتها في بيت واحد حياة سعيدة، و ولدت ثلاث بنات وابنين، ماتت إحداهن رضيعة، ولها من أولادها 12 حفيدًا عندما استأثرت بها رحمة الله تعالى.
- وبما أنها عاشت الحياة الزوجيّة سعيدةً يعاونها زوجها، وتناصرها ضرتها، وتتعهد عنها أولادَها بالرعاية والتربية، فعكفت على الدراسة والمطالعة، والكتابة والتأليف، وألّفت إلى جانب كثير من المقالات والدراسات 38 كتاباً بالإنجليزية تمتاز بالأسلوب الكتابي الرائع، والطرح الشيق، وقوة الاستدلال والاستنتاج، وحسن الصياغة، وعذوبة اللغة. وقد أثبت فيها فضل الحضارة الإسلامية وفساد الحضارة الغربية، وسوءات الحداثة، والتكنولوجيا الحديثة، وأكدت بقوة لامزيد عليها أن الإسلام هو سفينة نجاة للإنسانية، وأنها لن تنجو من «الغرق» إلاّ باللجوء إليها، وكلّما بادرت إلى اللجوء إليها، كانت آمن من الخطر وأسلم من الدمار.
- توفيت بمدينة «لاهور» التي كانت تسكنها مع زوجها إثر نوبة قلبية في صباح يوم الأربعاء: 14/ ذوالحجة 1433هـ = 31/أكتوبر 2012م، وصُلِّي عليها في الساعة الرابعة مساء، ودفنت بجوار ضرتها «شفيقة» عن 78 عاماً بالقياس إلى السنوات الميلادية، وعن 81 سنة بالقياس إلى السنوات الهجرية.
رحمها الله، وأعلى درجتها في جنة الفردوس، وجزاها جزاءً موفورًا عن كل ما قدمته للإسلام.
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ربيع الأول 1434 هـ = يناير ، فبراير 2013م ، العدد : 3 ، السنة : 37