الفكر الإسلامي

بقلم :  الشيخ الجليل المربي الكبير العلامة أشرف علي التهانوي

المعروف بـ «حكيم الأمة» المتوفى 1362هـ / 1943م

تعريب :  أبو أسامة نور

       رؤية الله تعالى في الدنيا مستحيلة شرعاً وعادةً، وليست من المستحيل العقلي؛ لأنّه ليس شيءٌ مستحيلاً عقلاً. ورؤيةُ الله تعالى إنما تتحقق في الآخرة، كما ثبت ذلك بالنصوص الشرعيّة. أمّا استحالةُ رؤية الله تعالى في الدنيا، فليست من قِبَلِ الله عَزَّ و جَلَّ وإنما هي من قِبَلِنا نحن البشر؛ لأنّنا لانقدر على تحمّلها؛ وإلاّ فإنّه تعالى لايخفى بذاته على شيء، إنّه تعالى ظاهرٌ في الدنيا كذلك.

       وقد يثير أحدٌ بهذه المناسبة شبهةً وهي أنّه تعالى من صفاته «الباطن» فقد نَصَّ القرآنُ الكريمُ على أنه «هُوَ الظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ» (الحديد/3) فكيف يجوز لك أن تقول: إنه ليس بباطن وخفيٍّ عن أحد؛ لأنَّ «الباطن» يدلّ على أنه تعالى فيه خفاء؟. وقد أجاب عن هذه الشبهة العلماءُ المُحَقِّقُون: أنّ كونَه تعالى «الباطن» ليس لأنه تعالى فيه خِفَاء؛ بل إنّ غايةَ الظهور تَسَبَّبَتْ في البطون، أمّا نشوءُ البطون والخفاء عن غاية الظهور، فلأن رؤيتَنا وإدراكنا نحن البشر لشيء تحتاج إلى نوع من الغيبة والخفاء، فإذا كان هناك شيءٌ لاينطوي على غيبة وخفاء، فلايجوز رؤيتُه وإدراكه؛ لأن الرؤية والإدراك يتحققان بالمواجهة، والمواحبةُ إنما تتحقق بالغيبة، فإذا كان هناك شيءٌ ينطوي على الحضور من كل وجه، لايمكن مواجهتُه؛ من ثم لايمكن للإنسان رؤيةُ روحِه، على حين إنّها أقرب إليه من كل شيء في الكون؛ لأنّها تسري منه في كل مجرى وفي كل عرق، فلا تنطوي على أي درجة من الغيبة، فلا تتحقق مواجهتُها، ومن ثم لاتتحقق رؤيتُها وإدراكها.

       وكذلك فإنّ الله تعالى ليس فيه أي نوع من الخفاء والغيبة، فهو تعالى لكونه الظاهرَ للغاية، هو الباطن. إننا نشعر بأشعة الشمس وندركها؛ لأنّها قد تغيب عنّا، فلولم تكن قد غابت، لما أدركناها ولو رأيناها، والظلمةُ ليست إلاّ اختفاء الضوء، على أنّها إن لم تغب، لما لَذِذْنَا الضوءَ، ولما أدركنا قيمتَه، إنّ النهار إنّما يلذّ، لأن الليل تغيب فيه الشمسُ. وقد صدق شاعر الفارسيّة عندما قال:

       «إننا لانشكو فراقَ الحبيب؛ لأنّه بذلك يلذّ الوصالُ، ولو لم يكن الفراقُ، لما لذّ الوصالُ».

رؤية اللّه تعالى

       وجملة القول: بما أنَّ الله تعالى هو الظاهر كلَّ وقت، فحَصَلَ الخفاءُ؛ لأنّ رؤيتنا وإدراكنا ضعيفان لايفعلان فعلهما إلاّ في الغائب بوجه من الوجوه، ولايعطيان مفعولاً في الظاهر من كلِّ وجه أيضًا، فالروحُ التي لانراها ولاندركها اليوم تتكشّف هناك، وكذلك فتتمّ رؤيةُ الله عزَّ وجلَّ في الآخرة، ويَتَبَدَّىٰ أنَّه تعالى لم يكن مُحَجَّبًا بذاته، وإنما الحجابُ كان من قِبَلِنا، فعُيُونُنا كانت لاتقدر على رؤيته تعالى، كما أن الخفاش لا يقدر على رؤية الشمس. ولقد أجاد من قال بالفارسيّة:

       «إنّ الحُجُبَ السبعةَ التي تنطوي عليها العينُ هي التي حالت دون الرؤية، وإلاّ فإن الجمال الذي كالقمر بل كالشمس في السطوع والإشراق، يَتَبَدَّىٰ جليًّا؛ فلا مانع من الرؤية من قِبَلِه وإنّما المانع من قِبَلِ العين نفسها».

       إذا كانت الشمسُ طالعةً، ولم يحجبها غيمٌ أو سحابٌ أو ما يماثله، بل وضعتَ أنت يديك على عَيْنَيْك، فإنّ المانع من الرؤية لايكون من قِبَلِ الشمس، وإنما يكون من قِبَلِك أنت، لأنّ الشمس ليست خافية.

       وما جاء في الحديث في ذكر الآخرة: «وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم الكبرياء على وجهه»(1) فهذا الرداءُ أو الحجابُ إنّما يكون مانعًا من اكْتِنَاهِ ذات الله تعالى لا من رؤيته تعالى. ذلك أن قوةَ الإبصار في أعنينا ستزيد في الآخرة بإذن الله تعالى، فتعود قادرةً على رؤية الله عز وجلّ؛ ولكنها ستظل عاجزة عن إدراك كنه ذات الله تعالى، والرؤيةُ لاتستلزم الاِكْتِنَاهَ؛ حيث إننا ههنا في الدنيا أيضًا نرى أشياء كثيرة دون أن ندرك كُنْهَهَا. على كلٍّ فرؤيةُ الله تعالى مُسْتَحِيلَةٌ في الدنيا عادةً؛ ففي حديث أخرجه مسلم: «أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت»(2) وقد نَصَّ القرآنُ الكريم على ما رَدَّ به الله تعالى على طلب سيّدنا موسى – عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام – : «لَنْ تَرَانِي» (الأعراف/143) والصياغةُ القرآنيّةُ هذه تدعو للتأمّل: فإنه تعالى لم يقل «لَنْ أُرَىٰ» فدلّ بذلك على أنّه تعالى قابلٌ للرؤية، وليس الحجابُ قائمًا دون رؤيته من قِبَلِه تعالى، وإنّما سيّدُنا موسى هو الذي لايحمل قدرةَ الرؤية. وقد أَجْمَعَ المحققون على أنّ سيدنا موسى – عليه السلام – لم يتمكن من رؤيته تعالى؛ لأنّ رؤيته تعالى مستحيلةٌ في الدنيا عادةً، فهو تعالى كان قد رَفَعَ الحجابَ دون رؤيته لما طَلَبَ سيّدُنا موسى منه تعالى: «أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ» (الأعراف/143) وتَجَلّٰى للجبل؛ ولكنه – عليه السلام – خَرَّ صَعِقًا قبل أن يراه تعالى.

رؤيةُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الله تعالى في المعراج

       أمّا رؤيةُ النبي صلى الله عليه وسلم اللهَ تعالى في المعراج، فهي مُخْتَلَفٌ فيها؛ فمعطَمُ العلماء وعددٌ من الصحابة بمن فيهم سيّدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ذهبوا إلى أنّه صلى الله عليه وسلم رأى اللهَ تعالى في المعراج. ورغم ذلك أَجْمَعَ المحققون أنه لايصحّ تفسيرُ آيات سورة النجم بالحديث الذي وَرَدَ فيه أنه صلى الله عليه وسلم رأى الله في المعراج، لأن الآية: «عَلَّمَهُ شَدِيْدُ الْقُوَىٰ» (النجم/5) المراد بها سيدنا جبرئيل – عليه السلام – لأن صفة «شديد القوى» لايجوز إطلاقُها على الله عزّ وجلّ. وكذلك «فَاسْتَوَىٰ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ» (النجم/6) لايجوز أن يتّصف بذلك إلاّ هو – عليه السلام – ويلي ذلك الآيةُ: «ثُمَّ دَنَىٰ فَتَدَلَّىٰ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ» (النجم/8) والضمائر فيها جميعًا راجعةٌ إليه – عليه السلام – ولايجوز أن ترجع إلى الله تعالى، وإلاّ فإنه يستلزم انتشارَ الضمائر. ورؤيتُه صلى الله عليه وسلم لجبرئيل عليه السلام هذه حصلت في الدنيا. أمّا الرؤية الواردة في قوله تعالى: «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهىٰ» (النجم/13-14) فهي الرؤيةُ الأخرى التي كانت عند سدرة المنتهى. وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى جبرئيل – عليه السلام – مرات كثيرة؛ ولكنّ القرآنَ الكريمَ يذكر ههنا رؤيته صلى الله عليه وسلم له – عليه السلام – في صورته الأصليّة، وهذه الرؤيةُ حصلتْ مرتين. وكانت سيدتنا عائشة رضي الله عنها قد سألتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن تفسير هذه الآيات بنفسها فكان صلى الله عليه وسلم قد أجابها: «هو جبرئيل»(1). على كل، فهذه الرؤيةُ المراد منها رؤيتُه صلى الله عليه وسلم لجبرئيل – عليه السلام- .

       أمّا العلماءُ الذين يقولون برؤية النبي صلى الله عليه وسلم له تعالى في المعراج، فإنّهم يستدلّون عليها بدلائل أخرى. وقال بذلك سيّدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. والحديث سندُه صحيحٌ(2)، وقد أَخْرَجَ السيوطيُّ في هذا الباب حديثًا مرفوعًا نقلاً عن مُسْتَدْرِك الحاكم(3). والقرآنُ وإن كان لم يذكر رؤيةَ النبي صلى الله عليه وسلم لله تعالى في المعراج؛ ولكن الصحابةَ رضي الله عنهم إذا ما يُثْبِتُون ذلك، فمن المُؤَكَّد أنّهم كانوا قد سَمِعُوا ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم .

السببُ في رؤية النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عزّ وجلّ

       وهؤلاء العلماء قد استَثْنَوْا النبيَّ صلى الله عليه وسلم من القاعدة القاضية بأنّ رؤيةَ الله تعالى مستحيلة عادةً في الدنيا؛ لأنها ثَبَتَتْ بالدليل الشرعيّ، فهم يقولون: إنّ رؤيةَ الله تعالى استحالتُها عادةً، إنما كانت لعدم قابليّة الرائي، لأنَّ المَرْئِيَّ لم يكن فيه ما يَمْنَع من الرؤية، من الحجاب وغيره.

       ولكن الشيخ ابنَ العربي – رحمه الله تعالى – ذكر تحقيقا لطيفًا أنيقًا، حيث صَرَّح بأنه لاحاجةَ إلى الاستثناء في هذه القاعدة، بل يجوز أن نَدَعَها على عُمُومِها، ولا يَرِدُ بها النقضُ على رؤيةِ النبي صلى الله عليه وسلم لله تعالى؛ لأنّنا نقول بحصول هذه الرؤية في المعراج، والمعراجُ تَحَقَّقَ لحدّ العرش، والسماواتُ والعرشُ من أمكنة الآخرة، ولا تدخل في إطار الدنيا، بل هي خارجةٌ منها، فمن الجائز أن يكون من خواصّها أنّه من يدخلها سواء بالموت أو قبل الموت، تنشأ فيه قدرةُ تحمّل رؤية الله تعالى. كما أنّ سيدنا عيسى – عليه السلام – موجودٌ اليوم على السماء وهو مُنَزَّةٌ فيها عن الأكل والشرب والبول والغائط، وحياتُه قائمة بذكر الله وحده؛ لأنّه اليوم ليس في الدنيا، بل في مكان من أمكنة الآخرة التي تَتَمَيَّز بخصائصها عن أمكنة الدنيا. فإذا كان من خواصّ أمكنة الدنيا أنّ الأغذيةَ ينشأ عنها البولُ والغائطُ وما إلى ذلك، يجوز أن يكون من خواصّ أمكنة الآخرة أنّ الأغذية لاينشأ عنها ذلك. وكذلك من خواصّ أمكنة الدنيا أن الحرارة تنحلّ في الجسم من التحرك، ويجوز أن لايكون ذلك من خواصّ أمكنة الآخرة. وكذلك من خواصّ أمكنة الدنيا أن الأعراض لاوزنَ فيها، ومن خواص أمكنة الآخرة أن الأعراض فيها وزنٌ، ومن خواصّ أمكنة الدنيا أن الموت آتٍ يومًا ما، ويجوز أن يكون من خواصّها – الآخرة – أنه لا يأتي الموتُ من يدخل إليها. كما قال شاعرٌ بالفارسيّة في الإشادة بجمال «كشمير»:

       «كلُّ حريق النفس إذا وَرَدَ «كشميرَ» ولوكان قد أصبح كالكباب بعد ما احترق، ينشأ على جسمه الريش وتعود إليه الروح».

الفرق بين الدنيا والآخرة

       ومهما كان ذلك من مُبَالَغَات الشعراء؛ فإنّ في الدنيا كذلك أمكنةً تختلف في تأثيراتها عن الأمكنة الأخرى، فالأمكنة كلّها في الدنيا أيضًا لاتتساوى، فبعضُ البلاد الأعمارُ فيها تنقص وبعضُها الأعمارُ فيها تطول، وبعضُ الأمكنة الإنسانُ فيه ضعيفُ البنية، وبعضُها الإنسانُ فيه قويٌّ متماسكٌ، بعضُ البلاد يكثر فيها الأمراض: الطاعونُ والهيضةُ وغيرهما، وبعضُها لايَعْرِفُ أحدٌ فيها أسْماءَ هذه الأمراض. فإذا كانت أمكنةُ الدنيا قد اختلفت هذا الاختلافَ، فما ظَنُّك بأمكنة الآخرة، إنّها تختلف في خواصّها عن أمكنة الدنيا. وليس هناك ما يُرْغِم على القول بالتساوي بين أمكنة الدنيا وأمكنة الآخرة. إن هذه الدراسة تُسَهِّل حلَّ كثير من المُعْضِلاَت؛ حيث لاتعود شبهة في وزن الأعمال، ولا في رؤية الله تعالى، وإن المعتزلة قد فقدوا رشدَهم عندما أنكروا هذه الحقائق، ولم يصدروا في ذلك عن دليل مُؤَكَّد إلاّ عن «قياس الغائب على الشاهد» وهذا القياسُ فسادُه بَيِّنٌ.

       على كلّ فتحقيقُ ابن العربي، خلاصتُه: أن هناك شيئين: زمان الآخرة ومكان الآخرة. إن زمان الآخرة يبتدئ منذ الموت، ومكانُ الآخرة موجودٌ حالاً.

       فالجنّة والنار، يقول فيهما جميعُ أهل السنة والجماعة، بأنهما موجودان حالاً، فهل هما في الدنيا؟ إذا كانتا في الدنيا، فإنه يصحّ قولُ ذلك القائل الذي يقول: نحن قرأنا جغرافيةَ العالم كله، فلم نجد فيها الجنةَ والنارَ. وقد رَدَّ عليه أهلُ الحق: إنك قرأتَ جغرافيةَ الدنيا، وهناك جغرافيةٌ للآخرة، لم تقرأها أنت بعدُ؛ لأنها لم تكن من مُقَرَّرَاتِك الدراسيَّة، فلم تَطَّلِعْ على الجنة والنار، ولو قرأتَ جغرافيةَ الآخرة لعَثَرْتَ عليهما.

       فأهلُ الحق لايقولون بوجود الجنة والنار في الدنيا، وإنما يقولون بوجودهما في أمكنة الآخرة، وأمكنةُ الآخرة موجودةٌ حالاً كذلك، وكما أنّ رؤيةَ الله تعالى جائزةٌ في زمان الآخرة، كذلك جائزة في مكان الآخرة، مهما كان الرائي لم يدخل بعدُ إلى زمان الآخرة، فالقاعدة المذكورة بأنّ رؤيةَ الله تعالى مستحيلة عادةً في الدنيا لم تَنْتَقِضْ؛ لأنّ رؤيةَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم  الله تعالى، لم تكن في مكان من أمكنة الدنيا، وإنما كانت في أمكنة الآخرة. أمّا في الدنيا فهي كانت مستحيلة بالنسبة إليه صلى الله عليه وسلم أيضًا، لأنّه صلى الله عليه وسلم مهما كان أكمل في القوى البشرية من جميع أفراد البشر؛ ولكنه كان بشرًا بالتأكيد. (تحصيل المرام، ص5).


(1)          والرواية بكاملها كما يلي:

            عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ومابين القوم وبين أن ينظروا إلى ربّهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدنٍ (صحيح مسلم، رقم الحديث:180).

(2)          صحيح مسلم، رقم الحديث: 2931.

(1)          أخرج مسلم، حديثا طويلاً عن مسروق، فيه:

            «… فقالت: أنا أول هذه الأمة، سأل عن ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنما هو جبريل عليه السلام» (صحيح مسلم، رقم الحديث: 177).

(2)          «عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيتُ ربّي تبارك وتعالى» (مسند أحمد، رقم الحديث: 2580).

(3)          وفي المعجم الأوسط للطبراني:

            «أن عبد الله بن عباس كان يقول: إن محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه مرتين: مرة ببصره، ومرة بفؤاده» (المعجم الأوسط، رقم الحديث:5761).

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، جمادي الثانية 1432هـ = مايو 2011م ، العدد : 6 ، السنة : 35

Related Posts