دراسات
إسلامية
دارالعلوم..
في مجال
الدفاع عن
الإسلام
(3)
بقلم:
الأستاذ
محمد ساجد
القاسمي (*)
قرار
محكمة
«بهاولفور»
في
القاديانية:
لا يكتمل تاريخ الجهاد المضني الدائب الذي قام به علماء الدار لمقاومة القاديانية إلا بذكر انتصارهم الباهر الذي حققوه في محكمة بهاولفور.
بيان
هذا الانتصار
أنْ حدث أنَّ
«عائشة بنت إلهي
بخش» من
مدينة «أحمد
فور» من
أعمال ولاية
«بهاولفور»
قد
تزوَّج منها
عبد الرزاق،
وبعد أيام
ارتدَّ عبد
الرزاق عن
الإسلام
واعتنق
القاديانية. فرفعت
عائشة قضيتها
إلى المحكمة
وطالبت بالتفريق
بينها وبين
زوجها، وذلك
في عام 1926م. وقد تناقلت
المحاكمُ
القضية
7سنوات، حتى
وصلت إلى البلاط
الملكي في
ولاية «بهاولفور»،
فردَّه
البلاط إلى
المحكمة موصيًا
إياها بأن
تُتيحَ
الطرفين
فرصة يُقدِّمَان
فيها شهادات
علمائهما.
فلما
رُدِّت
القضية إلى
المحكمة
نَشِط الطرفان
لجمع
شهاداتهما.
وصل عبد
الرزاق
القادياني
إلى
«قاديان»،
حيث أخبردعاة
القاديانية بالأمر،
فتحركت
آلياتها،
وفتحت أبوابَ
كنوزها لدعم
هذه القضية
التاريخية.
هذا
وقد كانت
عائشةُ امرأة
مسلمة من أسرة
فقيرة، لا
تستطيع أن
تحتمل رسوم
المحكمة،
وتدعو العلماء
المعروفين
لإيراد
الشهادات في
قضيتها.
وقد
شاء الله أن
يتم ذلك كلُّه
بسهولة، ذلك
أن المسلمين
في «بهاولفور»
لما
سمعوا بتصعيد
القاديانيين
نشاطاتهم أخذتهم
الغيرة،
فقالوا: أ
تخسر مسلمة
قضيتها؛ لأنها
لا تملك
المال؟
أويفشل
المسلمون في
معركة ستكون
فاصلة بين
الحق
والباطل؟
سيُسجِّل التاريخ
أن المسلمين
خسروا
الإنصاف
لإهمالهم
وغفلتهم.
تقدّمت
منظمة «مؤيد
الإسلام»
لمسلمي
«بهاولفور»
إلى
المجال،
وعقدت عزمها
على خوض
المعركة الفاصلة
بين الحق
والباطل،
فوَعدت
السيدة عائشة
بدعم قضيتها
وتوفير
شهادات
العلماء لها.
قامتِ
المنظّمَة
بشنِّ هذه
الحملة التي
كانَ يرأسها
الشيخ محمد
حسين
شيخ جامعة «بهاولفور»،
وإرسال
الرسائل إلى
كبار العلماء
في الهند
لتولي الدفاع
في القضية،
وأداء
الشهادات
فيها. ومن
العلماء
الذين تمَّ استدعاءهم
لهذا الغرض
العلامة محمد
أنور شاه الكشميري،
والشيخ مرتضى
حسن
التشاندفوري،
والمفتي محمد
شفيع
العثماني،
والعلامة
شبير أحمد
العثماني،
والشيخ نجم
الدين أستاذ
بأورنتل كالج
بـ«لاهور»
ومن
إليهم.
كما
استدعت
الخطيبَ
المصقعَ
الشيخَ أبو
الوفاء الشاه
جهانفوري
لإعداد
ملفَّات
القضية وتجنيد
الطاقات
للنجاح فيها،
وقد أقام الشيخ
لهذا الأمر
المهم في
«بهاولفور»
سنة وستة أشهر.
قام الشيخ
بدور هامًّ
عند ما ناقشَ
المحامين من
القاديانيين
لدى تقديمهم
الأدلة،
مِمَّا أدهش
رجال القانون
والمحامين،
وجعلهُم
يعترفون
بفضله وذكائه.
كذلك
دعت
المنظّمَة
كثيرًا من
كبار العلماء المعروفين
في الهند إلى
«بهاولفور»
حتى
كان مجلس
العلامة محمد
أنور شاه
الكشميري
يضيق
بالجالسين.
لقد
احتلَّت
القضية
أهمّية
قُصوى، فكانت
أنظار
المسلمين
متجهةَ
إليها،
وقلوبهم
مشغولةَ بها،
حتى ذهب كثير
من العلماء
إلى «بهاولفور»
تاركين
أعمالهم
وشواغلهم
لدعم القضية
ومساندتها،
فازدانت سماء
«بهاولفو»
بكثير
من شموس العلم
والفضل
والكمال في
تلك الأيام.
أما
العلامة محمد
أنورشاه
الكشميري فقد
كان مريضًا في
تلك الأيام،
رُغمَ ذلك فما
إن وصله
الخطابُ حتى
قال لأصحابه:
تأهبوا للسفر
إلى «بهاولفور»،
ووصل هو بنفسه
قبل موعد
القضية بكثير،
وأقام فيها
أكثر من عشرين
يومًا.
كانت
القضية في
محكمة القاضي
أكبر خان.
استنطق
القاضي شهود
الطرفين،
فقدَّم
المفتي محمد شفيع
العثماني
شهادته التي
ضُبطَتْ في 60
صفحة، كما
ألقى العلامة
محمد أنور شاه
الكشميري
كلمته
-كشهادة- التي
استمرت خمسة
أيام، والتي
سجَّلها
القاضي في 60
صفحة، ونصب
فيها الأدلة
القاطعة
والحجج
الدامغة على
ردّة
غلام أحمد
القادياني
بخمسة وجوه:
1-
ادِّعاؤه
النبوة.
2-
ادِّعاؤه
الشريعة.
3-
الإساءة إلى
الأنبياء.
4-
إنكار
المتواترات
وضروريات
الدين.
5-
سبُ الأنبياء
والطعن عليهم.
كذلك
استنطق
القاضي شهود
الفريق
الثاني، وناقشهم
علماء
المسلمين،
وردُّوا
عليهم. وقد كان
مناط
القضية: هل
المرزا غلام
أحمد وأتباعه
مسلمون أم لا؟
لم
يتمكن
القاديانيون
من إثبات
أنفسهم مسلمين،
ولم يستطيعوا
الردَّ على
تساؤلات
علماء المسلمين.
فقضى
القاضي
للسيدة عائشة
في 7/ فبراير 1935م بأنها
على الحق في
مطالبة فسخ
النكاح؛
لأنها مسلمة،
وأن
القاديانيين
ليسوا بمسلمين
وفقًا
للشريعة
الإسلامية، ،
ولا يجوز نكاح
مسلمة من كافر،
فلها أن تنكح
زوجًا آخر.
لقد
أثمرت جهود
علماء
المسلمين،
حيث أصدرت محكمة
ولاية
«بهاولفور»
قرارًا
حاسمًا بكون القاديانيين
فرقة غير
مسلمة، فكان
هذا اليوم
يومًامشهودًا
في تاريخ
الدعوة
الإسلامية في
الهند.
القاديانية
أقلية غير
مسلمة:
ظلَّ
إمام العصر
العلامة
يقاوم هذه
الفرقة الضالّة
بلسانه وقلمه
مدى حياته،
وأشرك أصحابه
في حملته هذه،
وفي أخريات
أيام حياته
ألقى كلمة في
جامع ديوبند،
وهومريض
ضعيف، قال في
كلمته:
«أنا
أوصي تلاميذي
وأصحابي أن لا
يدَّخروا وسعًا
لا ستئصال
شأفة هذه
الفرقة الضالة».
وممَّن
حضر هذه
الكلمةَ من
أصحابه
العلامةُ محمد
يوسف
البنوري، و
الشيخ أيوب
مدير دار العلوم
بسرحد، وقد
نفذت الوصية
في قلوب
صاحِبَيه، و
وَقَرَتْ في
قرارة
أنفسهما،
وفعلت فعلَها
عند ما آن
أوانها.
كأنَّما
قال العلامة
لأصحابه:
«ها هي
ذي حياتي
ستنتهي، ولم
تنته مهمَّة
المقاومة
والقضاء على
القاديانية،
فأوكِّل
أصحابي بها
ليُنْهوا ما
بدأتُ به من
المهمة
الجليلة».
لقد
صدّقَ
أصحابُه
ظنونَه وحقق
آمالَه فيما استقبل
من الأيام،
وكان كما يقول
المثل الأردي:
«يبدأ الأب
ويُنهي
الابن»،
فجهود أصحابه وتلاميذه
هي التي صارت بالقاديانية
إلى مصيرها
الأخير في
باكستان،
وجعلت
حكومتَها
تعتبر
القاديانية
فرقة غير
مسلمة كالفرق
الكافرة
الأخرى التى
لا صلة لها
بالإسلام
والمسلمين.
هذا
وقد كان لقرار
محكمة
«بهاولفور»
وجهود
العلماء
تأثير كبير
على كل من
ولاية بنجاب،
وأترابراديش،
وبيهار، وأريسه،
فأصبح
المسلمون
فيها على وعي
دينى كبير، وعلى
معرفة بما هو
خطر على دينهم
وعقيدتهم، فلم
يمكن لدعاة
القاديانية
اصطيادهم
بسهولة.
توَجَّه
دعاة
القاديانية
ونشطاؤها إلى
المناطق
المصابة
بالجهل
والأمية مثل:
كشمير، وبيشاور،
وبورما،
ورنغون،
وأخذوا
ينشرون القاديانية
فيها. فقام
بملاحقتهم
ومطاردتهم
الخطيبُ المصقعُ
أميرُ
الشريعة عطاء
الله شاه
بخاري وأعضاء
«مجلس أحرار
إسلام».
هذا
في جانب، وفي
جانب آخر
اشتغل كثير من
العلماء
بكفاح تحرير
البلاد
ومطاردة
الإنجليز الغاشمين
منها، وقلَّت
عنايتهم
بمكافحة القاديانية.
أما رجال القاديانية
ودعاتها فما
زالوا
يكثِّفون جهودهم
ويخطِّطُون
لنشرها
وتوسيع
رقعتها، وتصعيد
نفوذها في
الأوساط
الحكومية،
ولما كانت القاديانية
غراسًا
خبيثًا غرسته
الحكومة الإنجليزية
في الهند
ساعدتها على
تحقيق مطامعها
كلَّ
المساعدة.
جاء
عام 1947م
واستقلَّت
فيه الهند من
أيدي
الإنجليز،
وانقسمت إلى
قطرين: الهند وباكستان،
واستغلَّ
رجال
القاديانية
هذه الفرصة،
ورأوا أن
مطامعهم
وأحلامهم
ستتحقق في
الدولة
الناشئة،
فانتقل
ثقلُهم من
قاديان بالهند
إلى باكستان،
حيث قاموا
بشراء قطعة كبيرة
من الأرض
بالقرب من
«تشنيوت»
بباكستان،
وأنشؤوا
عليها مدينة ،
سموها
«ربوة»، بنوا
فيها دارالخلافة،
والمباني
السكنية،
والمدارس، والكليات،
وأسكنوا فيها
من كان تبقَّى
من دعاتها في
الهند، ولم
يسمحوا لغير
القادياني بشراء
الأرض
والإقامة
فيها. وهي
أكبر مزكز للقاديانية.
كما
نجحوا في
إيصالهم
عددًا كبيرًا
من القاديانيين
إلى المناصب
الهامة في
الدولة الجديدة،
فأمين السر
لرئيس
الوزراء،
ووزير الخارجية
ظفر الله خان،
ونحو 17 قائدًا
في الجيش
كانوا من
القاديانيين،
كما كان عدد
كبير منهم في
المكاتب
والدوائر
الحكومية.
كلُّ
ذلك جعلهم
يحلُمون بأن
يستولوا على
الحكومة، أو على
الأقل أن
يقيموا حكومة
تكون رهن
إشارتهم.
استشعر
العلماء
ازدياد نفوذ
القاديانيين
في الحكومة، و
خطرهم على
الدولة
الجديدة، فقاموا
بشن حركة ضد
وزير
الخارجية ظفر
الله خان الذي
كان ينشر
القاديانية
في الدول
الإسلامية،
وذلك عام1953م،
وطالبوا
بفصله من
منصبه، غير
أنَّ حركتهم
هذه باءت
بالفشل، ولم
تلقَ تأييدًا
من داخل
البلاد
وخارجها،
لجهل الناس
بخطر
القاديانية
على البلاد،
وقد ذهب
ضحيتها نحو10000مسلم.
لقد
هزَّت هذه
الأوضاع
علماء
المسلمين،
وأدركوا
النفوذ القوي
الذي يتمتع به
القاديانيون
في البلاد،
وأنهم لا
يضرهم محاولات
غير منتظمة،
بل الحاجة
مسيسة إلى
محاولات جادة
موحدة، وجهود
مكثفة منتظمة.
فاجتمع
عدد من
العلماء-
وفيهم بعض
أصحاب إمام العصر
العلامة محمد
أنورشاه
الكشميري- في
ملتان،
وقاموا
بإنشاء «مجلس
صيانة ختم
النبوة» لجمع
جهودهم
وتفعيليها
ضدَّ
القاديانية، وأسلموا
قياده إلى
أمير الشريعة
عطاء الله شاه
بخاري، وذلك
في 13/ديسمبر
عام 1954م.
ثم
تولى قيادة
«مجلس ختم
النبوة»
العلامة
محمد يوسف
البنوري صاحب
إمام العصر العلامة
محمد أنور شاه
الكشميري،
وكان يعي وصية
أستاذه،
ويحمل في صدره
همَّه تجاه
انتشار
القاديانية،
وقد جعل استئصال
شأفتها أهمَّ
هدفه وأقصى
غايته، فعمل
لهذا الغرض
على الصعيدين
المحلي
والدولي. أما
على الصعيد
الدولي
فكلَّما زار
بلاد
الحرمين، والدول
الإسلامية،
أو حضر
المؤتمرات
والندوات في
أي جزء من
أجزاء العالم
الإسلامي،
التقى برؤساء
وقادة الدول
الإسلامية
يُخبرهم بازدياد
نفوذ
القاديانيين
في باكستان
وخطرهم عليها،
كما أرسل
إليهم رسائل
يُطلعهم على
خطرالقاديانية
ومخطَّطاتها
الخبيثة،
ويرجوهم أن ينبِّهوا
الحكومة
الباكستانية
عليها.
وأما
على الصعيد
المحلِّي فقد
قام بتكوين «مجلس
العمل»
التابع
لمجلس «صيانة
ختم النبوة»
الذي
انضمَّ إلي
لوائه عدد
كبير من كبار
علماء
باكستان، وأعضاء
مجلس الأمة
الباكستاني.
بدأ
رئيس «مجلس
العمل»
وأعضاؤه
نشاطاتهم
وتحركاتهم،
فقاموا بعقد
حفلات
واجتماعات،
وشن حملات
توعية، ودعوة
إضراب عن
العمل، من
أقصى البلاد
إلى أقصاها،
ومن شرقها إلى
غربها، حتى
تكوَّن الرأي
العام،
وتكهرب
الجوّ، لعرض
قضية
القاديانية
في مجلس
الأمة.
لقد
بذل الأعضاء
مجهودات
مضنية
ومحاولات مكثفة
للضغط على
الحكومة،
فعقدوا
لقاءات ولقاءات
وجلسات
وجلسات مع
رئيس الوزراء
ذو الفقار علي
بهوتو حتى
وافق على عرض
قضية القاديانية
في مجلس
الأمة،
وإدخال التعديلات
في الدستور
تجاهها،
واعتبارها
أقلية غير
مسلمة(1).
عُرضت
القضية في
مجلس الأمة
والمجلس
النيابي،
ودُعِيَ إليه
رئيس
القاديانية
وخليفتهم مرزا
ناصر أحمد،
فألقى ما
دوّنه في كتاب
ذبًّا عن
دينهم،
وتنزيهًا
لساحتهم. ولما
ألقى مرزا
ناصر أحمد ما
ألفه- وقد
أعطي الحرية
التامة في
الذب عن
عقيدته- قام
العلماء وعلى
رأسهم فضيلة
المفتي محمود
عضو مجلس الأمة
بمناقشته،
حتى استمرت
المناقشة عدة
أيام في
ثلاثين ساعة،
فظهرعجز
الخليفة ناصر
أحمد عن
الأجوبة،
وانكشف
النقاب في ضمن
الأسئلة والأجوبة
عن دخائل هذه
الفتنة،
وفضحه الله
على رؤس
الأشهاد،
وظهر جهله
وكفره وزيغه
القويم، حتى
تبدَّى كفر
هذه الطائفة
أمام كل عضو
من أعضاء مجلس
الأمة كالشمس
في رائعة
النهار، وقد بلغ
عدد الجروح
القاسية إلى
ألف جرح.
وبالجملة
قام أعضاء
مجلس الأمة
بالنقد والجرح،
فقام نخبة من
أهل العلم مع
مساعدة كبار
أهل العلم من
أعضاء المجلس
النيابي،
فألفوا كتابًا
في أسرع وقت
ممكن في بيان
موقف الأمة
الإسلامية من
القاديانية،
فقُرئ
الكتابُ
كلُّه في مجلس
الأمة،
فاندهش أعضاء
المجلس لما
علموا من
طامَّات هذه
الفرقة
الملعونة
الباغية، وتبيَّن
كفرهم كصديع
الفجر بحيث لا
يحوم حوله ريبة،
ولايحتاج إلى
البراعة في
العلم
والفقه، بل
كلُّ من يؤمن
بالله ورسوله
يُدرك كفرهم
وخروجهم عن
الإسلام،
وبغاوتهم على
ملَّة خاتم النبيين
ودين
الإسلام،
وحصحص الحق
لكل ذي عينين،
فاتخذوا
قرارًا
باعتبار
القاديانية
أقلية غير
مسلمة ووضعهم
في قائمة
الأقليات الغير
الإسلامية
متفقا بين
أعضاء مجلس
الأمة ورئيسهم
والوزراء
كلهم ورئيس
الوزراء
بهوتو، ولم يتخلف
أحد منهم عن
هذا القرار،
وعسى أن لا
يكون لمثل هذا
الاتفاق نظير
في قرارات
مجلس الأمة.
وقد
أصبح ذلك
اليوم:
7/سبتمبر عام 1974م
يومًا مشهودًا
في تاريخ
باكستان، لم
يسبق له مثيل(2).
لقد
سُرَّ
المسلمون في
جميع أنحاء
العالم بهذا
القرار
التاريخي
لمجلس الأمة،
وهنَّأ بعضهم
بعضًا،
ونَوَّهوا
بالمجهودات
التي بذلها
علماء
المسلمين
ولاسيما
العلامة محمد
يوسف البنوري
وزملاؤه.
ولولا جهودهم
وجهادهم لما
حقَّقوا هذا
الانتصار
العظيم تجاه
القاديانية.
وممن
اشتركوا في
حركة مجلس
صيانة ختم
النبوة من
العلماء:
الشيخ عطاء
الله شاه
بخاري، و العلامة
السيد محمد
يوسف
البنوري،
وفضيلة المفتي
محمود،
والشيخ محمد
حيات، والشيخ
محمد علي
الجالندهري،
والشيخ خير
محمد
الجالندهري،
والقاضي
إحسان أحمد
الشجاع
آبادي، والشيخ
محمد يوسف
اللدهيانوي،
والشيخ منظور
أحمد
التشينيوتي،
ومن إليهم.
مؤتمر
المنظمات
الإسلامية
بمكة المكرمة:
لقد
نتج عما بذله
علماء دار
العلوم
وأبناؤها ولاسيما
إمام العصر
محمد أنور شاه
الكشميري وأصحابه
من محاولات
جادّة بشتى
الطرق من المناظرة
والمجادلة
والتأليف وبث
الوعي وإيقاظ
الشعور في
عامة المسلمين
وخاصَّتهم أن
توجَّهت
عنايةُ
المنظَّمات
الإسلامية في
العالم
الإسلامي إلى
القاديانية،
فعقدت
مؤتمرها
العالمي في
مكة المكرمة
تحت إشراف
رابطة العالم
الإسلامي،
وذلك في 6-10/أبريل
عام 1974م، وقد
حضره وفود 140
منظمة وجمعية
إسلامية
عالمية،
واتفقت
آراءهم على أن
القاديانية
حركة هدّامة
ضدَّ العالم
الإسلامي،
رغم أنها تزعم
أنها فرقة من
الفرق الإسلامية.
مؤتمر
صيانة ختم
النبوة
العالمي بدار
العلوم:
لما
أصدر الرئيس
الباكستاني
الجنرال ضياء
الحق الحكم
بتوقيف جميع
إجراءات
القاديانية
في باكستان
طار رئيس
القاديانية
آنذاك المرزا
طاهر من
باكستان إلى
لندن، وعاد
كثير من القاديانيين
إلى الهند،
وبدأوا
يمارسون نشاطاتهم فيها
مرة أخرى،
واتخذوا
المناطق التي
يعيش فيها
المسلمون
بعيدًا عن
الدين وشعائره
مَسْرَحًا
لهم.
فنظرًا
إلى عودة دعاة
القاديانية
ونشطائها إلى
الهند،
ونشاطاتهم
المتصاعدة
قرَّرمشايخ
دار العلوم
وعلماؤها عقد
مؤتمرعالمي
في رحاب الدار
لدراسة قضية
القاديانية
وسبل
مكافحتها،
وتوعية
المسلمين
بأخطارها
وأضرارها.
فعقدُوا
مؤتمر صيانة
ختم النبوة في
29-30/ أكتوبر 1986م،
حضره كبار
العلماء
والدعاة
والمفكرين في
الهند
وخارجها، أخص
منهم بالذكر
معالي
الدكتور محمد
عبد الله عمر
نصيف أمين عام
رابطة العالم
الإسلامي
بمكة المكرمة
آنذاك،
وسكريتره
الحافظ محمد
محمود من المملكة
العربية
السعودية؛
والشيخ محمد
باسل الرفاعي
من الإمارات
العربية
المتحدة؛
والشيخ محمد
مالك
الكاندهلوي
من باكستان؛
والشيخ فريد الدين
مسعود من
بنجلاديش؛
والشيخ أسعد
المدني،
والمفكر
الإسلامي
الشيخ أبو
الحسن علي الندوي،
والشيخ محمد
منظور
النعماني،
والشيخ عبد
الحليم الجون
فوري،
والمفتي أبو
القاسم النعماني،
والمفتي
منظور أحمد
الكانبوري و كثير
من
كبارالعلماء
داخل البلاد.
ورأس
جلسته
الأخيرة
معالي
الدكتور محمد
عبد الله عمر
نصيف، وقال في
كلمته التي
ألقاها في نهاية
الجلسة:
«يسرُّني
أن نستجيب
لدعوة دار
العلوم بديوبند
بالمشاركة في
هذا المؤتمر
الهامّ الذي
يهتمُّ
بتأكيد ختم
النبوة، وأن
الرسول صلى
الله عليه
وسلم آخر
الأنبياء
والمرسلين،
لأنه أصل أساسي
من أصول
الدين...»
وأضاف
قائلاً:
«وقد
أحسنت
الجامعة
صُنعًا بعقد
مثل هذا اللقاء،
لأنَّ نشاط
القاديانيين
وغيرهم ممن يشككون
في ختم النبوة
وينتشرون في
شبه القارة الهندية
بنشاط،
ويبثون
سمومهم
الفاسدة في كل
مكان لايزال
مستمرًا،
فلابدَّ لنا
أن نبصَّر
أنفسنا
وإخواننا
بأضرار مثل
هذه الدعوات
الباطلة سواء
هنا أو في غير
هذا المكان».
وقد
تمخض المؤتمر
عن قرارات
هامة، منها:
(1)
(الف) تشكيل
«هيئة صيانة
ختم النبوة»
لعموم
الهند.
(ب)
وانتخاب
أعضائها من
جميع أنحاء
الهند.
(ج)
تشكيل لجنة
تضم 9 أو 11 عضوًا
تُحضِّر
مشروع أصول
ومناهج
للهيئة
المركزية،
وإعطاؤها
السلطة
الكاملة في
إقامة فروع
لها في أطراف
البلد بغيةَ
دفع عجلة
العمل إلى
الأمام بسرعة
وقوة مطلوبتين..
ويكون
مقراللجنة
المؤقت دار
العلوم –
ديوبند(الهند)
(د)
المؤتمر يرجو
الجامعة
الإسلامية
دارالعلوم-
ديوبند
وأعضاءها أن
يتكرموا
بالإشراف على
هيئة صيانة
ختم النبوة،
ويقدموا لها
كل مساعدة
علمية ودعوية.
(2)
إنَّ هذا
المؤتمر يرى
من الواجب أن
يلفت نظر الحكومة
الهندية إلى
أن علماء
الهند وجميع علماء
العالم
المسلمين
وجميع الأمة
الإسلامية أجمعوا
على أن جميع
من يتبعون
الميرزا غلام
أحمد
القادياني،
والذين يسمون
أنفسم قاديانيين
وأحمديين
ولاهوريين
وما إلى ذلك
كفرة مرتدُّون
من أجل
اتباعهم
متنبئًا ادعى
النبوة كاذبًا،
وأنهم أقلية
مستقلة لا
يربطهم بالمسلمين
صلة مّا، وأن
كثيرًا من
الحكومات
الإسلامية قبلت
إجماع الأمة
هذا قانونًا
لها، ونفذّته في
بلادها.
ولذلك
فإنه يطالب
الحكومة
الهندية أن
تحترم مشاعر
المسلمين
الدينية
وإجماع
العالم الٍإسلامي
هذا، وأن
تعتبر
القاديانيين
أقلية على حدة
من المسلمين،
وأن لا تشركهم
في شؤون المسلمين
وحقوقهم
الخاصة(3).
إنشاء
هيئة ختم
النبوة:
وتجسيدًا
للقرار الأول
للمؤتمر تمَّ
تشكيل هئية
ختم النبوة،
واختيرَ
الشيخ مرغوب
الرحمن
البجنوري
رئيس الجامعة
سابقًا
رئيسًا لها،
والشيخ
المفتي سعيد
أحمد
البالنبوري
أمين عام لها،
والشيخ
المقرئ محمد
عثمان المنصورفوري
نائب أمين له.
كما تمَّ
اختيار 23
عضوًا من كبار
الشخصيات في
الهند
لمجلسها التنفيذي.
فالهيئة
تعمل جاهدة
منذ أول
يومها، فهي
تقيم دورات
تدريبية في
المناطق التي
يُمارس فيها القاديانيون
نشاطاتهم
إشعارًا
بالمسلمين أخطارهم
وأضرارههم.
فقد أقامت
دورة تدريبية تحت
رعاية
الشيخ محمد
إسماعيل
الكتكي، وذلك
في عام 1988م. وقد
استغرقت
الدورة
عشرة أيام،
تلقَّى
خلالها كثيرٌ
من المسلمين
دروس مكافحة
القاديانية
ومحاربتها.
كما
عقدت الهيئة
الدورة
الثانية عام 1990م
تحت رياسة
الشيخ منظور
أحمد
التشنيوتي.
والهيئة
ترصد نشاطات
القاديانيين
وتحركاتها،
وحيثما علمت بنشاطاتهم
في البلاد
بادرت إلى
مقاومتها وإنقاذ
المسلمين من
براثنها.
ومما
يجدر
بالذكرأن
دارالعلوم قد
نظّمت تزويد
طلاب
التخصصات في
الجامعة
بالمعلومات
اللازمة عن
القاديانية،
وذلك عن طريق
المحاضرات
التي يُلقيها
أحد الأساتذة
في موضوع القاديانية
وأساليب
مقاومتها.
وأما
مؤلفات علماء
ديوبند في
الرد على
القاديانية،
فقد ألفوا في
الرد على هذه
الفرقة الضالة
من الكتب ما
لم يؤلفوا في
أي فرقة أخرى،
فقد بلغ عددها
إلى أكثر من 80
كتابًا ما بين
صغير وكبير،
وهي باللغات
الثلاث:
العربية،
والأردية،
والفارسية.
وأما
مؤلفات إما م العصرالشيخ
محمد أنور شاه
الكشميري مثل:
عقيدة
الإسلام في
حياة عيسى
عليه السلام؛
وإكفار
الملحدين في
شيء من
ضروريات
الدين؛ وخاتم
النبيين؛
والتصريح بما
تواتر في نزول
المسيح فقد
قامت بدور
بارز في
التعريف
بحقيقة القاديانية
ومعتقداتها
وأباطيلها في
العالم الإسلامي،
كما قام
أصحابه
بخدمات جليلة
مشكورة في مقاومتها
واستئصال
شأفتها.
الهوامش:
(1) دارالعلوم
ديوبند إحياء
إسلام كى عظيم
تحريك، ص:270-294.
(2) موقف
الأمة
الإسلامية من
القاديانية،
ص: 11، 12، ط:
دارقتيبة،
بيروت.
(3) جريدة
الداعي، عدد
خاص بختم
النبوة، 22/
ربيع الثاني1407هـ=22/
نوفمبر 1986م.
*
* *
(*)
أستاذ قسم
الأدب العربي
بالجامعة الإسلامية:
دارالعلوم
ديوبند
(الهند)
مجلة
الداعي
الشهرية
الصادرة عن
دار العلوم ديوبند
، جمادى
الأولى 1437 هـ =
فبراير – مارس
2016م ، العدد : 5 ،
السنة : 40